واشنطن تهدر وقتاً ثميناً …
بِقَلَم ألعَميد مُنذِر ألأيوبي*
كان صادمآ و معيبآ ألإشتباك ألكلامي بين ألرئيس ألأميركي دونالد ترامب و وزارة ألخارجية ألصينية في حمأة وباء يهاجم ألبشرية بكل شراسة حاصدآ ألأرواح بعشوائية في تجاوز للحدود ألجغرافية عابرآ ألمحيطات و ألقارات .. “ألفيروس ألصيني” عبارة إستخدمها الرئيس الاميركي تكرارآ في كلماته سواء أمام مؤيديه أو في مؤتمراته ألصحفية و تغريداته بنكهة من عنجهية و إستعلاء معتاد ، أما ألرد ألصيني فأتى على لسان ألناطق بإسم وزارة ألخارجية ألصينية Geng Shuang في مضمونه ألمختصر “إن على واشنطن ألتوقف عن تسييس ألوباء و ألتوقف عن تشويه سمعة ألصين”، و إذ وصلت بكين إلى مرحلة ألحد من ألسلم ألتصاعدي للضحايا حيث لم تسجل أية إصابة خلال ألخمسة أيام ألماضية في جهد مميز إستثنائي ، فقد إرتفعت بألمقابل أعداد ألإصابات في ألولايات ألمتحدة ألأميركية بشكل صادم بلغ حتى ألآن 35000 إصابة و 450 حالة وفاة مصنفة بذلك كدولة موبؤة في ألمرتبة ألرابعة بعد إيطاليا و إسبانيا ..!
مما لا شك فيه أن ألفيروس ألوباء كان يفترض من ألولايات ألمتحدة تضامنآ وجوديآ أوسع و تحسسآ بعبء ألمسؤولية أرفع سواء مع ألعدو (إيران) أو ألخصم (ألصين) أو ألحليف (أوروبا) ، كما لم يكن من ألجائز ألجائر أن تكون ألحرب ألتجارية ألتي فرضها ألرئيس ترامب مع ألصين منذ عام 2016 سببآ لإنهيار ألقيم ألإنسانية و تجاوز ألتضامن و ألتعاون على مستوى ألكوكب بوجه ألقاتل ألشبح ألمستجد COVID-19 ..
ألإتهامات ألمتبادلة لم تتوقف عند حدود ألتوصيف أو ألنعت ألأميركي للفيروس بِ “ألصيني” بل مُنح أيضآ جنسية ألمصدر منطقة “ووهان” بألتوازي مع عتب على عدم تنسيق بكين مع واشنطن بشأن ألوباء بل تعداها إلى تصريح غاضب من ألرئيس ألأميركي : «لا أقدر قول الصين أن جيشنا نقل لهم الفيروس. جيشنا لم ينقل الفيروس إلى أحد»..! و ذلك في رد على إتهام بكين ألجيش ألأميركي أنه تسبب في دخول ألمرض إلى ألبلاد حيث تواجد فوج من عناصره ألمصابة وبائيآ في مدينة “ووهان” على حد تصريح ألخارجية ألصينية ..!
إستطرادآ ، في تصعيد دبلوماسي ذو صفة إعلامية غير مبرر تبادل ألطرفان طرد مندوبي وسائل إعلامية و سحب تأشيرات صحافيين معتمدين في إغلاق تام على أية معلومات أو معطيات قد تتضمن تقدمآ في أبحاث هزم ألوباء أو رقعة إنتشاره و ألمستجدات ..!
ماذا عن ألجوهر ..؟؟ هل من ألممكن ألوصول إلى ألترياق ألمقاوم ..؟ ما هي ألمدة ألتي يستغرقها ذلك ..؟؟ هل ينتقل ألفيروس من تساقط ألمطر أو في ألهواء ..؟ هل يصيب ألحيوانات ألأليفة في ألمنازل ..؟ ما هي نسبة ألموت بعد ألإصابة ..؟ إلخ …
أسئلة كثيرة طُرحت و تُطرَح تبدأ بنظرية ألمؤامرة و لا تنتهي بألغضب ألإلهي ، لكن ألعلم ومن خلال تطور ألأبحاث ألمخبرية ألجرثومية ألفيروسية أو ألبيولوجية هو ما تتطلع إليه ألبشرية لإنقاذها ..! ألسباق مع ألوقت و ألسعي في ألوصول إلى أللقاح ألواقي هو ألدرب ألبديهي ألذي يسلكه ألعلماء ألأطباء و ألباحثون مع مراقبة و دراسة متغيرات ألفيروس و تطوره و طرق إنتشاره ألمختلفة ، لا شيء ثابت حتى ألآن و ألرهان مرحليآ على جهاز ألمناعة لدى ألإنسان في مقاومة ألوباء ما يسمح لهم ألحصول على ألفترة ألكافية للنجاح ..!
من جهة أخرى ، تتوالى ألأبحاث و ألنظريات من معاهد ألدراسات ألطبية ألمتقدمة و مختبرات ألبيولوجيا ألمتخصصة ، و وفق ما نشر من مقالات علمية حول طرق صد ألوباء وصولآ إلى ألشفاء فإن مصابي فيروس كورونا ممن لا يعانون أعراضآ حادة يستجيبون لأدوية مضادات ألإنفلونزا و يتماثلون للشفاء ..
أحدى ألمقالات ألعلمية أكدت على تجارب سريرية و إختبار لِ 50 عقارآ لمواجهة ألفيروس في حين أعلنت أخرى عن إختراق طبي و علمي حقيقي في ألتعرف على مراحل تطور ألفيروس و بألتالي صنع ألعقار ألقادر على قهره ، بألمقابل فإن منظمة الصحة العالمية لم تقر حتى الآن أي علاج مثبت لمواجهة الفيروس كما نفت وجود أي لقاح للوقاية منه ..!
ختامآ ، ألحرب ألوبائية ألمستجدة مع واشنطن علقت عليها وزارة ألخارجية ألصينية بعبارة في مضمونها ألجدي ألمختصر (أن الولايات ألمتحدة تهدر ألوقت ألثمين بألحرب ضد “كورونا” و ألذي كسبته بكين في مكافحة تفشي ألوباء) ..! تزامنآ في تنافس حقيقي طموح بديهي بنيوي للطبيعة ألبشرية و في ظل إرتفاع مضطرد لأرقام ألضحايا يتضاعف Multipliers تسلسليآ و عشوائيآ فأن ألجميع يتطلع ألى “إحراز قصب ألسبق و ألإستيلاء على ألأمد” أي ألفوز و شرف ألإنتصار ..! ألبشرية بإنتظار من يفك شيفرة COVID-19 و ينقذ ألكوكب ..!