هل حَانَ وقت الغَزو.. ؟؟
بِقَلَم ألعَميد مُنذِر ألأيوبي*
ألديبلوماسي إيليوت إبرامز ،، Elliot Abrams “ألمسؤول ألأميركي ألمُكلف بِألجهود ألأميركية لِإستِعادة ألديمقراطيَة في فنزويلا” ، عنوان عريض لمهمة جديدة كُلِف بها ألرَجُل ألمُخَضرَم ،، إفتتحها بِعبارة : أن بلاده تنوي فرض ألمزيد من ألعُقوبات على حكومة ألرئيس ألفنزويلي نيكولاس مادورو قريبآ ،، نافيآ أن تكون واشنطن بصدد تنفيذ عملية عسكرية لِعَزلِهِ و تثبيت “خوان غوايدو” كرئيس شرعي لمرحلة إنتقالية تسبق إجراء إنتخابات جديدة ،، لكنه إعتبَرَ أيضَآ أن “جميع الخيارات مَطروحة على الطاولة” لِحل الأزمة في هذا البلد ..
وَ إثر تعيينه أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن “أبرامز” سيساهم بفعالية في “عودة الديموقراطية” إلى فنزويلا مُضيفَآ أن مهمته تتمثل في تقديم ألعون لِإستعادة الديمقراطية والازدهار مؤكدآ أن المبعوث الجديد سيكون مسؤولا عن كافة الجهود الأمريكية ألمتعلقة بهذا ألبلد ..
في إضاءة مُختَصرة على سِيرته ألحافِلَة يُعتبر “إليوت إبرامز” أحد أهم مؤسسي تيار المحافظين الجُدُد ، Neoconservatism ،، ينتمي إلى أسرة يهودية أميركية ليبرالية ، عمل في إدارة ألرئيس رونالد ريغان حيثُ أدينَ قضائيآ لِتَورطه في فضيحة “كونترا غايت” Contragate ،، كما كان من فريق عمل إدارة ألزئيس جورج بوش الابن ، إذ عين في البداية خبيرا لِشؤون الشرق الأوسط لدى مجلس الأمن القومي و مستشارا للاستراتيجية الديمقراطية العالمية ، كما كان من مؤيدي غَزو ألعراق و هو مُشارك و مُحاضَرَ في ألعديد من مراكز ألأبحاث أليهودية و ألأميركية …
في جديد مضاعفات ألأزمة ألفنزويلية ،، وَ بَعد قيام “خوان غوايدو” رئيس ألجمعية ألوطنية بتاريخ 23.01.2019 بتنصيب نفسه رئيسآ مؤقتآ للبلاد و إعلان إنشقاقه ،، سيعقد مجلس ألأمن ألدولي أليوم ألخميس 28 ألجاري جلسة يقدم خلالها مندوب ألولايات ألمتحدة مشروع قرار حول فنزويلا يتضمن ألدعوة لإجراء إنتخابات رئاسية جديدة و ألسماح بإدخال ألمساعدات ألإنسانية ، مُعربآ أيضآ عن قلقه على أمن “غوايدو” و سلامته .. بِألمقابل شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن مجلس الأمن لن يُقِر الوثيقة الأميركية كونها تهدف إلى زعزعة الاستقرار في فنزويللا و هي ذريعة لِتنفيذ تدخل عسكري مباشر في هذا البلد ،، كما إعتبرت بكين على لسان وزير خارجيتها “وانغ يي” Wang Yi (أن ألمسألة ألفنزويلية مشكلة داخلية) ،، فيما أعدت موسكو مشروع قرار خاص حول الوضع في فنزويلا يدعو إلى إيجاد حلول سلمية للأزمة التي تمر بها عبر حوار بين الحكومة و المعارضة و بوساطة مُرحب بها من بلدان المنطقة …
من جِهةٍ أخرى ، أحبطت السلطات الفنزويلية أواخر ألأسبوع ألماضي محاولة المعارضة إدخال مساعدات إنسانية إلى أراضي البلاد عبر الحدود المغلقة مع كولومبيا و البرازيل ،، و كان قد سَبَقَ ذَلِكَ زيارة الممثل الخاصّ “إليوت آبرامز” كولومبيا بهدف دعم و تسهيل عملية إدخال المساعدات ألإنسانية إستجابة لطلب رئيس الجمعية الوطنية في فنزويلا خوان غوايدو علمآ أن هذه ألمساعدات لم تقدم عبر ألأمم ألمُتحدة كما أنها تفتقد وجود منظمة مسؤولة عن تفتيش القوافل الإنسانية في حال سُمِحَ بإدخالها بما فى ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر …
بِألتزامن ، نفت ألحكومة ألشرعية وجود أزمة إنسانية وَ رفضت قبول ألمساعدات الأميركية …
في حين أعلن “مادورو” أن الضجة ألمُثارَة حول موضوع إيصال المساعدات ألغذائية و ألطبية ليست سوى غطاء لِإدخال ألسلاح و ألتحضير أو ألإستعداد لغزو فنزويلا من قبل وحدات ألنخبة في ألجيش ألأميركي وَ مُتمردين خارجين عن ألقانون يتخذون من ألحدود ألكولومبية مَلاذَآ لهم …
بِألتوازي صرح سفير فنزويلا لدى روسيا “كارلوس رافائيل فاريا تورتوس” Carlos Faria Tortos: أن “كاراكاس” لا ترفض المساعدات الإنسانية الأجنبية بشكل عام ، فهي سبق و أن تَلَقَت سبعة أطنان من الأدوية من ألإتحاد ألروسي ، بعد أن تأكدت أن هذه المساعدات تم تقديمها بنية صادقة و دون تمثيلها أية مخاطر” ..
على ما يبدو و على خلفية خبرته في “ألديبلوماسية ألساخنة”! سيعمل ألمبعوث ألأميركي “أبرامز” على خطين: تشكيل حكومة موازية و موالية لِ “غوايدو” فور عودة ألأخير من جولته على كولومبيا و ألبرازيل – مما يزيد من فرص نشوب ألحَرب ألأهلية ،، و في نفس ألوقت تتحضر حاملة ألطائرات USS Theodore Roosevelt (CVN-71) ترافقها سفينة ألإنزال USS Boxer (LHD-4) و على متنها وحدة ألمارينز 11th MEU لِلتدخُل ألسريع لِمغادرة قاعدة “سان دييغو” متوجهة إلى ألبحر ألكاريبي – مما يزيد فرص ألغزو ألعسكري ..
في أجندة “أبرامز” خطة ألإنقلاب و عزل مادورو جاهزة للتطبيق بإنتظار ألفرصة ألمناسبة ..!!
لكن ألرئيس ألأميركي “ترامب” صادِمٌ بِمفاجآته و هو يفضل دائمآ سياسة حافة ألهاوية كما حصل مع زعيم كوريا ألشمالية سابِقآ ،، إذ دعا وزير ألخارجية ألفنزويلي «خورخي أرياسا» Jorge Arreaza إلى لقاء بين ألرئيسين “ترامب و مادورو” لحل ألأزمة بين ألبلدين و رغم أن ألرد جاء سلبيآ حتى ألآن وفق ما صرخ ألسفير ألأميركي لدى ألأمم ألمُتحدة “روبرت وود” Robert Wood ،، إلا أن لا أحد يُمكِنُهُ توقع قرارات ألرئيس ترامب سواءً ألسَلبية
أو ألإيجابيَة ..!
*عميد،كانِب و بَاحِث.