مهدُها هنا…
بقلم : فاطمة صالح*
سأدخلُ بين النزيفِ..
وبينَ صليلِ السلاسلْ..
وأوْغِلُ..
كي أتقصّى جذورَ السوادْ..
ألامِسُ خَدَّ الحقيقةْ..
يرافقني نورُها..
كي أراكَ جَليّا..
أراكَ.. كما صاغكَ اللهُ..
بدراً سَنيّا..
وأعثرُ في وَحْشتي..
في الدروبِ القَصيّاتِ..
أسقطُ..
أنزفُ..
يُمسكني من ذراعي صبيٌّ..
تعَمّدَ من طُهْرِ تُرْبِكَ..
كانَ يُصلّي..
وقدّامَهُ منجَلٌ..
وقصيدةْ..
ويبسمُ:
– لا تسألي..!!
إنني من جذورِ الترابِ، أتيتُ..
منَ الجمْرِ، والقهرِ..
أعبُرُ هذا المكانْ..
– وماذا رأيتَ..؟!
– رأيتُ ظلالَ الإلهِ ترافقني..
فاحتواني الأمانْ..
– وماذا تريدُ..؟!
– أريدُ الحقيقةْ..
– وأينَ تراها..؟!
وهَيهات مِنا..!!
وهيهات أنّا..!!
ففي غفلةٍ من سُباتِ البلادِ،
تصَيّدَها طائرٌ..
أسوَدُ اللونِ..
قاتِلْ..
وحينَ أفقنا، صُعِقنا..
وقدْ مَزّقتنا عَصا الإتهامْ..
فهذا يقولُ: ضَلَلْنا..
وذاكَ: فَعَلْنا..
فصِرنا نهيمُ..
ابتعَدْنا..
عَثَرْنا..
سقطنا..
وهيهات منّا ضياء الحقيقةْ..!!
– ألمْ تلمحيها..؟!
فقلتُ: – وأينَ..؟َ
– عجيبٌ..!!
فَقَدْتِ البصيرةْ..؟!
فحَدّقْتُ..
فأتلَقَتْ..
فاتحَدْنا..
هَتَفْنا:
– بلاديَ مَهْدُ الحقيقةْ..!!
فانبَلَجَ الصبحُ..
وانفرَجَ الشفَقُ المخمليُّ..
وغَطّتْ رفوفُ الحَمامِ المكانْ..
_____________________________
*كاتبة وشاعرة سورية