مصطفي وهبي التل عرار:الشاعر الاردني الثائر الذي رافقته المأساة
الدنيا نيوز – دانيا يوسف
نقدم اليوم حواراً جديداً مع مصطفى وهبي التل عرار
عرف عنك أنك انسان جريء، تقول كلمة الحق ولا تخشى فيها لومة لائم حتى وان كان الثمن غاليا. فماذا تقول:
– وما همني في ذلك،اسمعي:
“فمن سجن إلى منفى ومن منفى إلى غربة
ومن كرٌ إلى فرٌ ومن بلوى إلى رهبة
فبي من كلٌ معركة أثرت عجاجها ندبة”
ندبة!؟ غريب أمرك أيها المتمرّد.لم وصلت الى ما وصلت اليه من معارك فيها كرّ وفر؟
– “كفرت بكل عاطفة لها مبادئ نسبة
ورحت أظن أن الجري في جلب الهوى سبة
وعشت بغير تطلاب العلى والمجد لا أأبى
أبايع من يساومني على الترفيه بالنكبة”
أثرت فضولي لمعرفة المزيد عنك. فهلا تحدثني عنك أكثر؟ “أسموني أهلي مصطفى وهبي التل لكني أطلقت على نفسي اسم عرار. ولدت في مدينة اربد في 25 أيار\مايو عام 1899 وتلقيت تعليمي الابتدائي فيها. ثم انتقلت الى دمشق للالتحاق بمدرسة عنبر التي كانت تجمع العديد من الطلاب العرب. وهناك تفتّح فكري وروحي على الثقافة والسياسة والأدب والحياة. ثم اندلعت الحرب العالمية الاولى وبعدها الثورة العربية الكبرى فاضطررت الى العودة الى اربد في نهاية العام 1916. لكني عدت مجددا الى مدرسة عنبر قبل سقوط الدولة العثمانية عام 1918 ومارست نوعا من الشغب ضد السلطات الحاكمة فنفيت الى حلب حيث أكملت تعليمي عام 1920. وفي حلب تمكنت من الاتصال بأعلام كبار من المثقفين العرب وببعض الفرق المسرحية كما اطلعت بشكل واسع على الأدب العربي وجزء من الادب الفارسي وعلى بعض مبادئ اللغة الفرنسية.”
عرار هو الاسم الذي اشتهرت به ويكاد يطمس اسمك الحقيقي. لماذا اخترته؟
“هذا الاسم يحمل معنى الاضطهاد وتعاسة العيش ورفض الواقع. فعرار هو ابن الشاعر عمرو بن شأس الاسدي مخضرم عاش حتى العشرين من الهجرة وقد اضطهدته ضرّة امه فقال:
أرادت عرارا بالهوان ومن يرد عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم
وان عرارا ان يكن ذا شكيمة يخافونها منه فما أروع الشيم”
شاعرنا اذا حمل المأساة في قلبه وطالما وجدها تستقبله أينما حل. وكل ذلك بتأثير من البيئة التي نشأ ضمنها وتركت أثرا واضحا في حياته وشعره.
(في الجزء الثاني: عرار وهاجس الحرية)