مجدُهُ أرزُهُ .. رمزُهُ للخلود..
بِقَلَم ألعَميد مُنْذِر ألأيوبي*
كانَ لافِتَآ و رُبَما عابرآ كَخَبرٍ نُشِرَ في مُعظم ألصُحف الورقية ألمَحليَة و ألمواقع ألإلكترونية ،، إلا أنه بَدا لي و لكثيرين غيري صَادِمآ مُحبِطَآ مؤلِمَآ عن حَقٍ رُبَما و عن غَيْرِ حَقٍ أتمنى ..!!
(( مؤسسة مصرفية لبنانية عريقة تقيم حفل عشاءٍ لموظَفيها ” تَخَلَلَهُ عُروض فنية و ترفيهية ،، أُطلِقَ خِلاله “نشيد ألمؤسسة”من تَأليف و تَسجيل ألموظفين و شارك الجميع في غنائه )) ..!
(( نَشيد ألبنك ))!!
تَدَرَجنا منذ بدايات ألكَيان أللُبناني حتى اليوم نُزولَآ لا صُعودَآ ..! جَمَعنا ألإستقلال و إجتمعنا على عَلَمٍ وَ نَشيد لَم نَلتزم بعباراته “كُلُّنا للوطَن لِلعُلى لِلعَلَم”، لا بَل كان يُحَرَف في مَضمونِه و ألكَلِمات ،، تارَةً كَنَهفاتٍ مَسرحيةٍ جاذِبَة لِجُمهورٍ قَناعَةِ مِن مُخرِجٍ ،، و طَورَآ كَنَقْدٍ بَنَاءٍ أو هَدام لا فَرق !! فَإِنَما ألأعمالُ بالنياتِ ..
و إذ دَرَجَت عادَةً أحزابٌ و جٍمعيات على رَفعِ رايَةٍ و نَظمِ نَشيد يَخصُها إلا أنَ ذلك و إن صَفَت ألفِكرَة أو لُمِعَت من علاماتِ شَرذَمةٍ و إنقسام لَم تُعالَج !!
إن لم يٍكًن ضُعف ولاءٍ و إنتِماء !! مُوجِعَآ أن النشيد ألوَطَني لم يُؤتِ.َعلى ذِكرِهِ في ألإحتِفال ألخَبَر أو لَدى ناظِمي نَشيد هَذِه ألمؤسَسَة و ألحُضور !! لَعَلَهُ لم يُحفَظ في ذاكِرَتهم أو لِعلَةٍ أُخرى ،، هُم أنشَدوا نَشيد المؤسَسة ألصاعِدة مالآ و رأس مالٍ من النَّاسِ و ألإقتصاد ..
على ما وَرَدَ فَإنَ نَشيد ألأناشيد سِفرٌ مِن أسْفار ألعَهد ألقَديم و هو ألأعظَم ؛ و لبنان في أسفارِه رَمزٌ عظيم و موطيء مَجدٍ األرَب .. أما ما يخفق له قلوبنا فهو نشيد ألْوَطَن سِفرٌ يروي عَظَمة لبنان ألحقيقي ،، “بَحرُهُ بَرُهُ دُرَةُ ألشَرقَين ؛ رِفـدُهّ بــرّهُ مالئ القطبين”..!
أخشى ما أخْشاهُ أن يُنشِد الموظفون نَشيدَهم صَبَاح كُل يومِ عَمَل أو يُرَندِحونَهُ على مَسمعِ أولادهم فيُصبِح التَلقين عَفويَآ لا إراديآ يُسقِط من ذاكرتهم ما نَنْشدُ مِلء ألأفئدة عنوان أرضٍ تُفتَدى بِالمُهَج رمز عِزٍ و عنفوان ..
هل سَتُصبِح عادةً أن يكون لِكل مؤسسة نشيدٌ ؟؟
أم هي موضَة آخر تقليعة في ألوطنية ..!
هل نحن متزمتين في آرائنا ؟؟ أم أننا من ألطِراز ألقَديم Démodé’ ؟؟
بأي حال ألكِتابة عن خَبَرٍ كهذا ،، كُنتُ قد قَرأت ،، يَتَسِق مع قناعاتي و المباديء ألوطنية وَ كُثُرٌ مِثلي .. فعُذرآ إن أعتُبِرتُ بالَغتُ ،، فَلي في وَطَني أرزَةٌ حمَلَها جَبيني على مَدى ألعُمر أصبحت وَشمَآ دُونَ “ألبيريه” و دُونَ أن أدري ..!
* كاتب و باحث في ألشؤون ألأمنية و ألإستراتيجية.