لُهاث الخطأة…!
بِقَلَم العميد مُنذِر الايوبي*
منذ 17 تشرين الاول 2019 تغيرت وتيرة الحياة لدى الشرائح الاجتماعية اللبنانية الاسم المتنوعة الولاء و الانتماء طائفيآ، مذهبيآ وفكريآ.. اذ ازداد “اللهاث” Panting بعد تحفيز ببضع آلاف من ليرات “الواتس آب” خلف سعي مشروع نضالي حضاري البدايات، طموح تغيير في السلطة والنهج ونمط الحكم، مع اقتلاع لزبانية الفساد والاحتكار وزعماء الكارتيلات..!
بالمقابل، وفي قمة التضامن المجتمعي وتوحد او تماثل الاهداف سواء على تعددها او على اختلافها وتناقضها، بدأ لهاث الشريحة “الاوليغارشية” Oligarchy يعلو مصاحبآ ألمآ رئويآ حاد نتيجة تسارع النبض لاحساس رؤيوي Visionnaire بنقص الاوكسيجين السلطوي الآمن.. فكان اجلاء المال خارجآ والسطو على المدخرات والودائع احد طرق المواجهة، كذلك زرع معتاد ل عسس الاجهزة بين المتظاهرين وسكان خيم الثورة المعتصمين، ثم استدراج الى عنف نتاج خوف، توازى مع صبغ الحراك النشط بلون غوغائي من فوضى مستنكرة، تكفل اعلام مأجور بمعنى العمالة او مستأجر بمال منهوب لغرض صد مد الموج التغييري بالمفرق.. في حين تكفل الذباب الالكتروني بتشويه الحراك- الثورة بعد بروز جماليات ساحاتها في تميز لبناني من نوع “كرمسات” Kermesses الفن والادب واللون والوعي السياسي تصرف مردوداتها على افكار العامة وحاجات الحراك تثبيتآ لاستقلالية لم تقرش في ساحات النضال ..!
اتت استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري آنذاك لتغير وتيرة الشهيق والزفير، حيث اصبح معدل الأنفاس المأخوذة لكثيرين في الدقيقة الواحدة أعلى من المعدل الطبيعي.. بدا الشُق الخُلُقي او الصحي البنيوي بالولادة لأجهزتهم التنفسية غير ذا بال، اذ ثبت ان لهاثهم نتاج حتمي لجري دوني عالي “الفولطية” Tension، مفرط القلق من قصاص على محول Transformateur تحقيق جنائي في صفحاته ومن خلف سطوره سيقرأ انسداد فكري جرمي، في العمد تخثر السلوك الاخلاقي..
دفع التاريخ الدموي الرابع من آب ست الدنيا والضحايا الى لجة دم ودموع.. انفجار شبيه قنبلة فراغية غيمة تفجيرية نتجت عن كرة نارية وتفريغ هائل للضغط امتص الاوكسيجين O2 من المحيط، تاركآ اختناق الابرياء لشهيق ثاني اوكسيد الكربون CO2 فتكآ باجساد نضرة بريئة.. لا وصف مؤكدٍ كافٍ لحجم الدمار، لكن جَدُ جريٍ لِ حقٍ دؤوب من الاهل و الاقارب بحثآ عن الجناة على تفاوت درجات التورط والارتكاب ترافق مع لحظ لهاث خجول لجهد امن وقضاء، جعل من صعوبة التنفس عارض مؤلم لمجهود كشف الحقيقة، كما مصدر قلق حقيقي للمرتكبين.. معاناة نوبات عصبية من نوع “الحصانات” Immunities، على خلفية صدمات نفسية بحتة، رد فعل لا ارادي متزامن مع ارتفاع الخفقان لقلوب صدأت، هلع تملص من جرم جسيم مرتكب..!
بعد لهاث على مدى تسعة اشهر قدم الرئيس المكلف سعد الحريري اعتذاره لعجز محلي في التأليف معيوب دوليآ واقليميآ.. واذا كان الاعتذار في شمس الادب العربي نتيجة ارتكاب ذنب ما، فإن من الَمَ به صرف الزمان معذور لا يحتاج الى اعتذار..! تاليآ؛ تحت وهج حرارة طقس ولهيب التهم غابات عكار؛ اشرق فجر منتصف آب على انفجار مروع لصهريج الوقود، نكبة اضحية من 30 شهيدآ واكثر من 80 جريحآ على مذبح القهر والاذلال؛ اما الثمن المؤخر فَ قصاص متوجب الدفع من حماة التهريب ومسؤولين متواطئين بدا حتى الان زفير تنفس عبثي خالٍ من ارادة حرة مطلقة بالعقاب. أوَ ليس الإنسان في غيه ظلوم جهول، ينسى كل شيء يذكره بوجود الثواب والعقاب!
في الفوز بالحكومة الميقاتية الانقاذية اشتياق الى الزمن القريب الجميل، رغبة اللاتناهي لاهل البلد مع العيش الكريم.. وطن منقوشة معانيه اوشامآ على الارواح وفي المآقي لا على الاجساد والاذرع..! انوجاده لذة خلق من الباري ولو لهث خلفه مريدي خنقه.. في التنقيب عن الحقائب والاسماء حقائق يفترض ان تكون ايمانية لمدى كفاءة، يقينية لتحصيل نتائج ووقف انهيار، ثبات تأسيس دون تبخيس او تنازع لمرحلة انتقالية سلسة، مقاربة منطقية لتحولات اقليمية ودولية نحو تسويات لانعكاساتها ان ازهرت ودانَ قطافها اقصاء الارتطام عن الوطن المكلوم ..!
« بين مزدوجين » في العلاقات بين البشر مقولة “اتق شر من احسنت اليه” ومرتكب فعل الشر ذو لهاث برائحة بشعة من نوع الغدر او الطعن بصديق لاسترباح دوني او بهدف وصولي، قد يعاني “اضطراب تعدد الشخصيات” Multiple Personality Disorder على خلفية سوء معاملة او عنف صادم في مرحلة الطفولة.. كما يعتبر MPD في تشخيصه القانوني نموذجآ عن (دفاع الجنون) Insanity Defense حدآ فاصلآ بين “حالة ألأنا والمتغيرات”، نوع من الانفصال العاطفي بالتجزئة، تجاذبات فيزيولوجية بليدة مع تبلد ونكران لسمو المشاعر ..!
في لهاث الخطأة؛ تنفس ثقيل مؤلم نتاج انتكاس سلوكي متمخض عن ممارسات خارجة عن البعد والنظر العقلي والضمير السياسي المجرد.. ايضآ تصورات لانقاذ الذات متزامن مع تعرق مرضي Hyperhidrosis لاسقاط مجمل المواد الدستورية بين براثن تفسيرات واجتهادات متقلبة الاوجه نوع من غمغمة Muttering غير مفهومة ..
في فبركة محلية؛ انه لبنان مركز الكون المصطنع او المتجاوز له؛ واذ لا من خطأة في حساسيات “التسارع الزاوي” Angular Acceleration للوطن بمعنى قياس تناقضات التغير بالنسبة للزمن بين الشرق والغرب، فإن الخطيئة تكمن في تربع موصوف لانكفاء الحكومة المستقيلة عن دورها تصريف الاعمال منعآ لفراغ السلطة؛ ودون بحث في الاسباب ومهما تكون المبررات فلا قيمة لها امام عظمة الضرورات لمعالجة المآسي وتخفيف المعاناة.. توازيآ ان تأخير ولادة الحكومة الميقاتية هدر جسيم للفرص، مما يفرض استخدام “موسعات الشعب الهوائية” Bronchodilators لأرخاء عضلات الافرقاء القابضين على زمام المجرى التنفسي للتأليف..!
أخيرآ؛ ثمة هيجان ضخم في الاقليم من افغانستان الى العراق وما بينهما من فراسخ وبحار ومضائق ستليه مرحلة هدوء وسكون مفترض.. ولطالما كانت المسكنات من ضرورات غرف العمليات الجراحية ومنها الولادات القيصرية، لكن استخدامها يكون ايضآ لتامين الرحيل الهاديء للمرضى المقطوع الامل او المتعذر شفاؤهم.. على رجاء ان تكون بداية الخلاص حكومية فبدونها سنكون في مرحلة التخدير والتحضير للقداس الجنائزي ..!
بيروت في 23.08.2021