بقلم : د . بهجت السعيدي
ها هو الصباح كعاداته الفوضوية
فلا تتوقعي منه أو مني أناقة وانسجاماً وبداية مفهومة
ها هو الصباح هجوميٌّ كتجار السلاح وواقعي كرجال الأعمال
يفرُكُ جفن أحلامي ويغسلُ كحل الليل ويفتح عينيّ على ضجر الصحو
فلا تنتظري منه أو مني تأنّيا أو شرحاً باسم الشوق أو الذكريات
ها هو الصباح حقائب ضوضاء وشوارع ليس فيها عطرك ووجوه ليس فيها ملامحك
فلا تطلبي منه أو مني نصاً بعنوان تقبلهُ قواعد النحو والإعراب
وكلاماً يشبه انهمار ذراعيك على أحزاني
كثيفاً لطيفاً ويراعي قانون الجاذبية والحنان
إنّ مطارات الصباح مغلقة حتى إشعار آخر
واتجاهات السفر تتغير كل لحظة وكل نبضة
وأنا الآن لا أثق بصوت غير صوت المنبه
وصوت فيروز وهي تغني للمواعيد والقهوة والموال
وتقول عم شوفك بالساعة بتكّات الساعة من المدى جاي حبيبي
فإذا أتممت قراءة كلماتي حتى هذا السطر
فابتسمي وابدأي طقوس صباحك وجنونك
د. بهجت السعيدي
11 أيار 2024