دموع التماسيح ..أفخاخ تستخدم لاجتذاب الفرائس!

دانيا يوسف

 

هناك مثل شائع عادة ما يستخدم عند التعبير عن المشاعر الكاذبة أو الحزن المتكلف دون صدق عاطفي. هذا المثل يقول: هذه دموع التماسيح!

ترجع أصل نشأة هذا المصطلح إلى منتصف القرن السادس عشر، أصل القصة أنه في منتصف القرن السادس عشر كان أسقف مدينة كانتربيري يُدعى إدموند غريندال سُمع ذات مرة يردد الكلام التالي:
“لقد دَب الخوف في … يتكلف التذلل والخضوع … ودموعه تسيل ولكنها دموع التماسيح”.
ويبدو أنه كان هناك معتقد سائد فى العصور الأولى أن التماسيح لكي تغري فرائسها تبدأ بالبكاء لتجذب هذه الفرائس إليها، وهنا تنجذب الفرائس إلى التماسيح المتباكية لتلقى حتفها وتلتهمها التماسيح التى أظهرت الدموع التى أغرت هذه الفرائس بالإقتراب.

ويبدو أن سمعة التماسيح المتابكية ترجع إلى أكثر من 144 عاما حيث ذُكر فى قاموس أوكسفورد عن روائي يقول “في هذا البلد هناك تماسيح الكثير من التماسيح…تجذب إليها البشر وتنحرهم لتفترسهم وهى متباكية”.
لكن هل حقا تستطيع التماسيح البكاء؟
يجيب علماء الحيوان عن هذا السؤال بنعم، حيث أن التماسيح تملتك غدداً دمعية مثل باقي الحيوانات والتى تمكنها من إفراز هذه الدموع، وقد تمكن بعض علماء الحيوان من ملاحظة وجود الدموع لدى التماسيح الأمريكية –وهى قريبة الشبه بالتماسيح النيلية- أثناء تناولها الطعام، ويظن العلماء أن هذه الدموع ليست لها أى علاقة بالمشاعر بل هي وثيقة الصلة بطريقة تناول التماسيح النيلية والتماسيح الأمريكية للطعام حيث أن التماسيح أثناء تناول الطعام تصدر صوت هسهسة عن طريق نفخ الهواء وفي هذه الأثناء يتم إفراغ الغدد الدمعية من إفرازاتها مما يعطى صورة التماسيح المتباكية.
مصطلح دموع التماسيح قد أشار إليه كل من إدموند غريندال و شكسبير حيث يعتبر هذان الشخصان الوحيدان اللذان لمحا إلى استخدام هذا المصطلح فى التعبير عن المشاعر الكاذبة المصطنعة. والمعنى الحرفي لكلمة تماسيح مقتبس من اللغة اليونانية ويعني “دفء الحصى” والسبب في هذه التسمية يعود إلى عادة التماسيح فى الخروج للتشمس على شاطئ النهر للاستمتاع بدفء الشمس الساطعة على ضفافه.