خيرُ خلف لنقابة المحامين…
الدكتور جان الحاج*
لا عجب فيما شهدته يوم الأحد نقابة المحامين. إنها ثورة ديمقراطية ناعمة لكنها ألهبت أرجاء قصر العدل الذي اشتدت أركانه واستعاد عافيته،فثارت ثائرة المحامين الذين حرموا من دخول إنتفاضة مواطنيهم على “كلن يعني كلن” من الباب النقابي الواسع.
فالرجل الذي اختاروه نقيبآ يتمتع بالصدق،بالصداقة و بالمصداقية:
– بالصدق أولآ، فمنذ عرفته سنة ١٩٨٩ في مدينة مونبيلييه الفرنسية حيث كان يحضر لشهادة الدكتوراه، كان وما زال صادقآ رصينآ متممآ شعار “إزرع الصدق والرصانة تحصد الثقة والأمانة”، وما أحوجنا في هذا الزمن لأشخاص يتمتعون بمنسوب عال من الصدق في الأقوال والأفعال.
– أما في الصداقة، فلقد خاض غمارها على أوسع نطاق ، في الداخل والخارج، كيف لا و هو الإنسان الفسيح المشاعر، عظيم الثقافة الإنسانية، نفسه شفيقة رفيقة تفيض بالمحبة، وهو من أسس جمعية ” فرح العطاء” المدرارة بالإنسانية والعطاءات، الجاهدة الى توطيد أواصر الصداقة بين شرائح المجتمع، والداعية الى التآلف والتآزر والتساند مستثيرة لمواهب اللبنانيين لا لمذاهبهم.
– أما لناحية المصداقية، فلقد تبنى القضية الإنسانية بكل جوارحه حيث برع في استشعار الهموم واجتراح المهمات الآيلة الى بلسمتها،الى جانب مصداقيته المهنية حيث خط لنفسه طريقآ محصنآ بالمنعة والرفعة.
لأجل هذا كله يصح فيه القول بأنه قدم من العتمة بسرعة الضوء، و عهدي به أن يكون حارسآ وحريصآ على العدل وأخلاقيات المهنة.
وفقك الباري يا صديقي، وإني على يقين بأن النقابة في حماك سوف تستعيد السمعة العطرة المطلوبة فتعود الى بهائها الوطني وألقها الفكري والى أصالتها التى ضاعت في متاهات الأحداث والتراكمات.