حرب ترامب – ايران من نجح حتى الان ؟
“وحدة أمريكا الإيرانية”، عنوان مقال نشره سيرغي ستروغان، في “كوميرسانت”، حول دورة جديدة من المواجهة بين طهران وواشنطن.
كتب ستروغان في المقال: شكّلت عودة الأزمة الإيرانية أحد العوامل الرئيسية التي حددت حالة العلاقات الدولية ودرجة حرارتها طوال العام 2018. عشية الذكرى الأربعين لدراما الرهائن الأمريكيين في طهران، التي صدمت في يوم من الأيام العالم، دخلت إيران وأمريكا دورة تاريخية جديدة من المواجهة.
في اليوم الذي احتفلت فيه أوروبا بالنصر في الحرب العالمية الثانية، هز دونالد ترامب حلفاءه في التحالف السابق المناهض لهتلر وبقية العالم بإعلانه الانسحاب بصورة أحادية الجانب من الاتفاق النووي مع طهران، الذي تم توقيعه في صيف العام 2015 في فيينا.
“صفقة القرن” النووية، التي يبدو أنها منعت سيناريو حرب عالمية جديدة، والتي حكي عنها الكثير خلال العقود الماضية، باتت في خطر.
وهكذا، قدّم دونالد ترامب، برفضه الصفقة النووية، نفسه كزعيم عالمي غير نظامي يعتبر نفسه مخولا بخرق قواعد اللعبة التي كانت قائمة قبله، وينتهك الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار دبلوماسية جماعية بمشاركة أمريكا نفسها وأقرب حلفائها.
بدأت الولايات المتحدة تلوي أيدي حلفائها وشركائها في جميع أنحاء العالم، مطالبة بأن تصبح إجراءاتها الأحادية الجانب متعددة الأطراف، وأن لا تبقى عزلة إيران نزوة الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، إنما أن تصبح مشروعا عالميا جديدا.
وهكذا، بات على كل دولة كبيرة اليوم أن تجتاز الاختبار الإيراني: اختبار حدود سيادتها والقدرة على الاستمرار في اتباع القواعد التي كانت موجودة في السياسة العالمية قبل انضمام دونالد ترامب إليها.
أما بالنسبة لإيران نفسها، وهي لم تخسر بعد الحرب الاقتصادية المعلنة، فقد حققت، في السنة الماضية، نصرا أخلاقيا مهما في نظر حلفاء الولايات المتحدة في المجتمع الأورأطلسي.