خاص – “أخبار الدنيا”
بقلم : رانيا هارون
رغم حجم الألم الذي تعكسه مشاهد فيلم الدراما التاريخية “تيل” إلا أنني سعدت بمشاهدة هذا الفيلم الذي بدأ عرضه هذا الشهر في دور العرض السينمائي ببريطانيا، حيث تعود أحداثه للعام 1955، ويتناول قصة مقتل الطفل إيميت تيل (14 عاما) علي أيدي عنصريين أمريكيين بيض، بعد ان اتهمته إمرأة بيضاء تدعى كارولين براينت بأنه تعرض لها.
يروي الفيلم التحول الجذري في حياة والدة إيميت تيل (مامي تيل موبلي) وكيف تحولت بعد مقتل ابنها من إمراة عادية لا يعنيها سوى طفلها ومن حولها، إلى ناشطة حقوقية وضعت بصمتها في تاريخ الحقوق المدنية الأمريكية.
ففي العام 2022 وبعد وفاتها بسنوات تم التوقيع على قانون إيميت تيل الذي يجعل الإعدام خارج نطاق القانون والإختطاف جريمة كراهية فيدرالية.
ما يدعو للدهشة ان حالة الظلم والقهر والتعدي التي تم تخفيفها في الفيلم تعود لوقت ليس بالبعيد، محاولة عكس التباين الكبير بين شيكاغو المدينة وميسيسيبي الولاية و بين قبول الآخر النسبي بحكم المدنية هنا والعنصرية السافرة في الجانب الآخر عكستها وصايا الأم المتكررة لطفلها ومحاولاتها التي لم تثمر في جعله يدرك الفرق.
في عالم اليوم وان بدا ان العالم في حالة من الوعي الحقوقي الا اننا نجد ان مثل المظالم التي تناولها الفيلم لاتزال قائمة بشكل او بآخر ، فرغم الآلم والدموع التي تتملكك وانت تشاهد “تيل” الا انه يذكرنا بان نيل المطالب لا يأتي الا بتضحيات جسام وبأثمان غالية .
ومثل هذه الدراما التاريخية تعطينا املاً في ان استمرار النضال هو الذي يصنع التغيير، فقطرات الماء مهما كانت قليلة هي قادرة على شق صخر الظلم.