تَماهَى هَذا ألتَطَرُف ألديني ألخَبيث مَع إقدام ألدَولَة ألإسلامية في ألعراق و ألشام “داعش” ألتَنظيم ألإرهابي ألمأجور عَلى إرتِكاب عَمليات تَدمير مُمَنهجَة لِمواقِع و مَنحوتات أثريَة في ألعراق و لاحِقآ في سوريا ،، هَذِهِ الآثار تَعود لِعُصور ما قَبل ألميلاد – مُدرَجَة أيضَآ لدى مُنظمة “ألأونيسكو ” UNESCO ألتابِعَة للأُمَم ألمُتَحِدَة عَلى لائِحَة ألتُراث ألعالَمي و مِنها مَدينَتَي ألحَضَر و آشور في ألعِراق و قَلعَة مَدينَة “تَدمُر” في سوريا .. تزامُنَآ، إستَهدَف تَنظيمَي ((داعِش و ألنُصرة)) في إرهابِهِما سَرِقَة وتَحطيم مُحتَوَيات مَتحَف مَدينَة ألمُوصِل إضافَةً لِعَدَد مِن ألمَساجِد و ألمَزارات وألمَراقِد ألتابِعَة لِلمَذهَب ألشيعي ألكَريم بِهَدَف إشْعال فِتنَةٍ مَذهَبيَة إضافَةً إلى كَنائِس وَ مَعابِد لِلطائِفَة ألأيزيديَة ألكَريمَة ..
تَوازيَآ و إنسِجامَآ مَع إتفاقيَة “لاهاي” ألَتي تَنُص عَلى حِمايَة ألمِلكيَة ألثَقافيَة وَ ألآثار ألتاريخيَة في حَالات ِألحُروب وَ ألنِزاعات ألمُسَلَحَة ألمُوَقعَة عام 1945 مِن قِبَل 126 دَولَة عُضو في ألأُمَم ألمُتَحِدَة ، أدانَت ألأمينَة ألعامَة لِمُنَظَمَة ألأونيسكو “إيرينا بوكوفا” Irina Georgieva Bokova إضافَةً إلى كَثير مِن دُوَل ألعالَم هَذه ألإرتِكابات ألإرهابيَة لا سيَما وأنَ قِسمَآ مِن هَذِه ألآثار ألنَفيسَة تَمَ بَيعَها في ألسُوق ألسَوداء مِن قِبَل عِصابات ألجَريمَة ألمُنَظَمَة .. كَما وَصَلَت عَمَليات ألتَدمير و ألتَخريب إلى آثار في ليبيا و أليمن لا يُمكِن حَصرَها أو مُتابعتَها و ضَبطَها … بِألمُقابِل تَمَكَنَت ألأجهِزَة ألأمنيَة أللُبنانيَة مِن حَجز وَ مُصادَرَة ألعَديد مِن ألقِطَع ألأثَريَة ألمُهَرَبَة كَانَ آخِرها ألتِمثال ألنِصفي لِلمَلِك “سَنطروق” مَلِك ألحَضَر وَ أعادَتَهُ إلى ألمَتحَف ألعِراقي في بَغداد …
لا يُمكِن وَصف هَذِه ألإعتِداءات ألمُمَنهَجَة سِوى أنَها أُلْصِقَت بألمُسلِمين لِصَبغِ صُورَتِهم و دينِهِم ألرَحوم بِألبَربَريَة و ألأرهاب ، إذْ أنَ ألإعتِداء عَلى ألإرثِ ألثَقافي و ألحَضاري قَتلٌ فِكريٌ و مَعنَويٌ يُماثِل في نَتائِجِهِ ألعَمَليات ألإرهابيَة ألَتي تَستَهدِف أو إستَهدَفَت ألمُجتَمَعات ألغَربيَة و ألأوروبية كمراكز إعلاميَة ثَقافيَة أو سياحيَة أدَت إلى سُقوط ألعَشَرات مِن ألقَتلى وَ ألجَرحَى …
في نَفْسِ ألسياق ، أتَى ألحَريق ألَذي أنْدَلَع يَوم أمس داخِل ألصَرح ألديني ألتاريخي كاتِدرائية – نوتردام دو باريس Notre Dame de Paris ألكاثوليكيَة و مَقَر أبرَشيَة باريس ألواقِعَة وَسَط ألعاصِمَة ألباريسية إلى مَوجَة حُزن وَ تَضامُن عَمَت ألشَعب ألفَرنسي و مُعظَم ألدوَل نَتيجَة سُقوط هَذا ألإرث ألحَضاري ألهام ألَذي يَعود تاريخ بِناءهِِ إلى عام 1160 ميلاديَة …
“لا جريمة كاملة” أمر صحيح ، كَذَلِك في ألرُكن ألثاني: ألمَادي و ألثالِث: ألمَعنَوي ِللجَريمَة لا شَيء مُستَبعَد ، وَ ما ذُكِرَ أعلاه لَيسَ بِألأمر ألصَعب فَ “ألجِسم لَبيس” كَما يُقال ، أما ألنَتيجَة فَهيَ تَأجيج ألفِتنَة بَينَ ألمُسلِمين و ألمَسيحيين في ألشارع ألفَرنسي بِما يؤَدي إلى مَا لا تُحمَدُ عُقباه …
ألرِهان ألآن عَلى وَعي و دِقَة إجراءات وَ حِرَفيَة ألمُحَقِقين ألفَرنسيين أيضَآ خُبَراء ألأدِلَة ألجِنائيَة لِكَشف ظُروف ألحَادِث ، أسبابُه وَ ” مُفتَعِليه في حَال ثُبوت ذَلِكَ” … كَما يَتَوَجَب على ألشُرطَة ألفَرَنسيَة تَشديد ألحِراسَة حاليَآ عَلى ألمَعالِم ألأثَريَة و ألكَنائِس ألتَاريخيَة ألباريسيَة لِحين ألإنتِهاء مِن ألتَحقيقات و ألتَأكُد قَطعَآ أنَ ألحَريق لَيسَ جِنائِيَآ غير مُدَبَر أو مُفتَعَل … َ