بداية مبشرة في محادثات السلام اليمنية في السويد
في أول يوم من مباحثات السلام اليمنية بين الوفدي حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة وتنظيم “انصار الله” (الحوثيين) من جهة ثانية في السويد، اتفق الطرفان على إطلاق سراح آلاف الأسرى في خطوة وصفها المبعوث الأممي مارتن غريفيث بـ”بداية مبشرة”.
وأشار غريفيث في مؤتمر صحفي عقده اليوم إلى إن مجرد جمع الوفدين اليمنيين في السويد يعد خطوة مهمة لأول محادثات سلام منذ 2016، بعد أن فشلت آخر محاولة في ايلول الماضي بجنيف.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن اتفاق تبادل الأسرى بين الطرفين يشمل خمسة آلاف أسير على الأقل، فيما أكد غريفيث أن الاتفاق سيتيح لم شمل آلاف الأسر.
وتوقع مصدر من الأمم المتحدة أن يقوم دبلوماسيون في الفترة المقبلة بجولات مكوكية بين الطرفين لبحث خطوات أخرى لبناء الثقة وتشكيل هيئة حكم انتقالي.
ويسعى المبعوث الأممي إلى التوصل للاتفاق على إعادة فتح مطار صنعاء وضمان هدنة في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين ودعم البنك المركزي اليمني، على أمل أن يؤدي ذلك إلى وقف أوسع لإطلاق النار وتوقف الغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية، فضلا عن توقف جماعة “أنصار الله” عن هجماتها الصاروخية على مدن سعودية.
وأكد مصدر في الأمم المتحدة لوكالة “رويترز” أن الطرفين ما زالا بعيدين عن الاتفاق على المسائل الثلاث، خاصة فيما يتعلق بإدارة ميناء الحديدة ومسألة خروج الحوثييين من المدينة بالكامل.
وأضاف المصدر أن موضوع الحديدة “معقد جدا”.
وقد عزز الطرفان مواقعهما في المدينة المطلة على البحر الأحمر في معارك متفرقة بعد تهدئة في الشهر الماضي.
والسبيل الرئيسي الآخر لدخول الحديدة والخروج منها هو مطار صنعاء لكن استخدامه مقيد بسبب سيطرة التحالف الذي تقوده السعودية على المجال الجوي.
من جانبه، دعا رئيس اللجنة الثورية العليا في جماعة “أنصار الله”، محمد علي الحوثي، والذي لا يشارك في مفاوضات السويد، إلى إغلاق المطار أمام جميع الطائرات، إذا لم يفتح للشعب اليمني في الجولة الحالية من المشاورات.
وأودت الحرب في اليمن بحياة عشرات الآلاف وسببت ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وذلك منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في 2015 لإعادة الحكومة التي أطاحت بها الحوثيون إلى السلطة.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وأغلب المراكز السكانية في اليمن بينما تجد القوات الحكومية التي تتخذ من مدينة عدن جنوبي اليمن مقرا لقيادتها صعوبة في التقدم رغم دعم دول عربية لها.