العمل التلفزيوني والإذاعي 16 قاعدة للنطق السليم وسلامة اللفظ
خلصت دراسة قدمها الباحث السياسي والاعلامي المخضرم توفيق شومان خلال دورة التدريب التي اقامها ” المركز اللبناني ـ العربي للإعلام والتدريب” في بيروت بين الأول من شباط / فبراير 2023 والخامس والعشرين منه بعنوان: “العمل التلفزيوني والنطق السليم”
ان أهم النقاط والمحاور في هذا الصدد يمكن ان تنحصر ب 16 نقطة هي التالية:
ـ 1ـ يفترض بالمذيع التلفزيوني والإذاعي الإلتزام بإطلاق الصوت من الحنجرة وليس من الأنف أو الرأس ، فإطلاق الصوت من الأنف يعطي خنة غير مقبولة في الصوت ويضيق مجال التنفس ، وإما إطلاق الصوت من الرأس فيتحول الصوت معه إلى صراخ .
ـ 2 ـ من الضروري استبدال الأحرف او المفردات التي لا يجيد المقدم لفظها أو يتعثر في نطقها، وهذه الحالة تتطلب تعاونا بين المحرر والمذيع ، وهي قاعدة أساسية وهامة في العمل الإذاعي والتلفزيوني .
ـ3 ـ لكل إنسان مسافة معينة للتنفس ، تضيق أو تتسع بحسب التركيبة العضوية للإنسان ، وعلى هذه الحال يفترض بالمذيع التعاون مع المحرر وأن يعملا على تقطيع النصوص بما يخدم مجال التنفس عند المذيع ، وهذه قاعدة لايمكن تجاوزها وإلا وقع المذيع في خطر ظهور اللهاث حين يقرأ خبرا او نصا مهما كان .
ـ 4ـ إهمال قاعدة التقطيع يؤدي إلى فقدان معنى النص المقروء والمذاع ، ويغدو المذيع تائها بين طول الجملة المكتوبة والمسافة التي يجب أن يتوقف عندها لإلتقاط أنفاسه ، فيظهر ارتباكه على الشاشة .
ـ 5 ـ من متطلبات النطق السليم التفريق بين حرفي الكاف والقاف ( ك ـ ق) وكذلك التاء والطاء ( ت ـ ط ) خصوصا حين تتجاور هذه الأحرف في مفردة معينة او في مفردتين متعاقبتين ، ولا حل لهذه الإشكالية إلا عبر القراءة التحضيرية المسبقة للنص أو استبدال المفردات بمرادفات تؤدي إلى المعنى نفسه .
ـ 6 ـ حرفا السين والثاء ( س ـ ث) هما من أكثر الأحرف الجالبة لمتاعب المذيعين ، وعلى وجه الخصوص حين تحتوي المفردة الواحدة على هذين الحرفين ( مثلا : استثناء ـ استثمار) والطريقة المثلى تكون بالتدرب على اللفظ السليم أو بإختيار مفردات بديلة .
كذلك الحال بين السين والصاد ( س ـ ص ) فكثرة من المذيعين تخلط بينهما فيسقط المعنى ويضيع ، ومن أمثلة ذلك المسير ـ المصير أو مصافي ـ مسافة ولكل واحد منها معنى مختلف كما هو ظاهر ومعروف ، وأقرب الطرق للفظ الصحيح تخفيف حرف الميم في المسير وفي مسافة ليأتي المعنى صحيحا ، والضغط على حرف الميم في المصير وفي مصافي ليأخذ المعنى سلامته .
ـ 6 ـ حرف الراء هو من الأحرف التي يقال فيها إنها قابلة للموت السريع لدى العديد من المذيعين ، فلا يظهر هذا الحرف بوضوح خصوصا حين يقع بين حرفين ، والخروج من إماتة هذا الحرف يكون بالتشديد على الحرف الذي يسبقه .
ـ 7 ـ هذا ينطبق ايضا على الحرف الأخير من كل كلمة تنتهي بحرف الراء ، إذ غالبا لا يظهر هذا الحرف في النطق عند الكثيرين ، ولأجل إظهاره يجب التشديد عليه حين يأتي في آخر المفردة .
ـ 8 ـ ثمة مفردات متشابهة في الكتابة ومختلفة في اللفظ والمعنى ( حَجَر ـ حًجر السكون على الجيم ) الأولى معناها الحجر المعروف والثانية بمعنى المنع والحظر ، هنا لا بد من تشكيل الأحرف او حفظها مسبقا منعا للإلتباس عند القراءة .
ـ 9 ـ يلاحظ أن كثيرين من المذيعين يلفظون أسماء الشخصيات والمدن والمناطق العربية والأجنبية خطأ ، وحل هذه الإشكالية بسيط للغاية ، ويكمن في الإستفسار عن صحة النطق من مصادر موثوقة وهي كثيرة ، ولعل أهمها الضيوف من الدول المعنية بالخبر او التقرير او من المراسلين المحترفين الذين يظهرون على الشاشات أو عبر أثير الإذاعات.
ـ 10 ـ ثمة مقدمون ومذيعون يخلطون بين حرفي الضاد والظاء ، وهذا أمر غير صحي على الإطلاق ، فلغة الحياة اليومية هي غيرها في لغة الكتابة الفصيحة ، والتذرع بأن المذيع يتكلم بلغة الناس ، ليس إلا تغطية لهذا الخطأ الفاحش ، لذلك من الضروري التدرب على التفريق بين الحرفين ( مثلا : لا يعقل أن نلفظ نظارة نضارة ) والملاحظ ان المعنى هنا اختلف اختلافا كبيرا .
ـ 11ـ أيضا هناك مذيعون ، وخصوصا المراسلون الميدانيون يُدخلون العديد من المفردات العامية خلال تغطيتهم لأحداث معينة ، ولا داعي لشرح طويل حول اختلاف معاني المفردات العامية بين منطقة وأخرى في داخل كل دولة عربية ، خصوصا الدول ذات المساحات الكبيرة ، وهذا يجعل المشاهد في حيرة من أمره ، وفيما المفردات العامية أصبحت أمرا واقعا في تغطيات المراسلين ، فإنتقاء المفردات البيضاء والمفهومة لدى الجميع ، يكون الحل المناسب والسليم بالنسبة للقنوات المحلية وأما الفضائيات العامة فلا ضرورة بتاتا لإستخدام المفردات العامية وبأي وجه من الأوجه .
ـ 12ـ يقع كثيرون من المراسلين في أخطاء لغوية فادحة حين أجاباتهم على أسئلة زملائهم في استديوهات البث ،وإذا كانت نسبة الخطأ مقبولة في حدود معينة في التغطيات المباشرة ، فهي غير مقبولة حين تتجاوز الخمسة أو السبعة في المائة ، ولذلك فالتحضير المسبق والسؤال عن موقع المفردة الإشكالية وإعرابها يكون الحل الصحيح .
ـ 13 : تتجاهل أكثرية المذيعين علامات الإستفهام والتعجب عند إذاعتهم الخبر أو أي نص مكتوب ، وهذا التجاهل يُفقد المادة المذاعة دقتها وجوهر معناها .
ـ 14 ـ يرتبط النطق السليم بفهم واستيعاب المادة المذاعة ، ففهم المادة وأيضا تركيبة الجملة الخبرية أو النصية تجعل المذيع مسيطرا على المادة وفاهما لمعناها وقادرا على نطقها بسلامة وسلاسة .
ـ 15 ـ التلوين ، وهو القراءة التي لا تعتمد على ايقاع واحد ورتيب في نشرات الأخبار أو في الحوارات ، ومع أن التلوين ينطبق أكثر على الأخبار ، لكن هناك قلة وضحالة احترافية في أن يعتمد المذيعون المحاورون إيقاعا واحدا في طرح أسئلتهم وحواراتهم مع الضيوف ، وما من شك أن التلوين قاعدة مهمة تساعد على النطق السليم .
ـ 16 ـ أنصح المذيعين والمذيعات بمشاهدة أنفسهم بين الفينة والأخرى لمراقبة حركة الفم ومدى اتساعها أو ضيقها ، وكل ضيق أو اتساع أكثر من المطلوب يشوه النطق ويجعله معوجا وغير سليم ، بل غير مفهوم في أكثر الأحيان .
————————
من محاضرة القاها توفيق شومان في “المركز اللبناني ـ العربي للإعلام والتدريب ” بيروت.