العالِم رمال رمال رغم ظهور نبوغه باكراً ظلمه لبنان ولكن الغرب تلقفه وقدَّره(١)
“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف
قيل عنه أنه أصغر عالم باحث في أسرار الكون على سطح الأرض… هو واحد من بين مائة شخصية فرنسية مهيئة لتغيير وجه فرنسا على أبواب العام 2000… أهم علماء العصر في مجال الفيزياء… السابع من بين مائة شخصية تصنع في فرنسا الملامح العلمية للقرن الحادي والعشرين… العالم اللبناني الذي كاد يحكم فرنسا… كتبت عنه أهم المجلات العلمية العالمية وهو الذي رحل عن بلده من أجل العلم فكان غريبا في وطنه مواطنا كبيرا في وطن الآخرين…
انه العالم اللبناني الدكتور رمال رمال…
ولد الدكتور رمال حسن رمال في الثلاثين من شهر أيلول\سبتمبر عام 1951 في بلدة الدوير قضاء النبطية. من عائلة فقيرة كادحة بكل معنى الكلمة… والده كان يعمل حارسا في شركة مياه بيروت وتمكّن من تعليم ابنه بالكثير من التضحية والتعب. وكانت العائلة تسكن بيتا مؤلفا من غرفة واحدة ومطبخ في منطقة رأس النبع في بيروت فجعل من “تتخيتة” البيت مقرا له…
تلقّى علومه الابتدائية في بيروت في مدرسة الصادق ثم انتقل الى الكلية العاملية حيث تابع دراسته المتوسطة وتابع دراسته الثانوية في ثانوية البر والاحسان…
عام 1969 نشرت جريدة النهار اللبنانية صورة لرمال رمال كتبت تحتها:”رمال رمال من بلدة الدوير:19,5 على 20 في الرياضيات،19,5 على 20 في العلوم الطبيعية. انه ابن رب عائلة مؤلفة من ثمانية أطفال، يعمل في مياه بيروت يتقاضى ثماني ليرات لبنانية”.
يومها وقف مدير عام وزارة التربية آنذاك ليعلن أمام حشد من الصحفيين أن طالبا مميزا اسمه رمال رمال احتل المرتبة الأولى في شهادة الرياضيات، وانه للمرة الأولى في تاريخ هذه الشهادة يمنح طالب لبناني العلامة القصوى في مادتي العلوم والرياضيات…
ووعد حينها بمنحة دراسية من وزارة التربية ليكمل تعليمه في الخارج… لكن هذا الوعد تلاشى مع مرور الوقت وحجبت عنه هذه المنحة… ونتيجة تفوقه، دعا الامام السيد موسى الصدر الى احتفال تكريمي لرمال رمال في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى وتبرّع له بمبلغ ألف ليرة لبنانية وكان المبلغ كبيرا آنذاك… ونشأت فكرة انشاء الجمعية الاسلامية للتخصص والتوجيه العلمي وكان رمال رمال باكورة انتاجها واول غرسة زرعتها وتعهدتها بالمتابعة والدعم. وأعطته منحة دراسية لمدة ثلاث سنوات ليكمل دراسته في فرنسا.
وقال رمال في احتفال أقامته له الجمعية في السابع عشر من شهر أيلول عام 1970: “اذا كانت السنونو تبشّر بالربيع وتنبئ عن اطلالته المشرقة فانني اذ أقف اليوم بينكم لأكون بشر عطاء الجمعية الخيرية الاسلامية للتوجيه والتخصص العلمي. أنا الذي شاء اندفاع واخلاص مؤسسيها أن أكون باكورة انتاجها، أنا الذي حرمت-ولا أدري السبب- من منحة وزارة التربية… أنا ابن الجنوب المعذّب… الصابر الشريف أقف بينكم باسم الجمعية شاكرا مقدّرا راجيا أن يوفقني الله لأقوم ببعض الواجب الكبير…”
في فرنسا، بدأ رمال رمال مسيرة علمية حافلة فنال عام 1973 شهادة الكفاءة في “علم الرياضيات البحتة” من جامعة غرونوبل… وفي العام 1974 نال بامتياز شهادتي كفاءة في آن واحد:”في علم الرياضيات التطبيقية” وشهادة كفاءة في “الفيزياء”…
في العام 1976،شغل رمال رمال مركز أستاذ مساعد في جامعة غرونوبل العلمية حيث كان يتابع دراسته. وبين اعوام 1978 و1981 اشتغل برتبة باحث في المركز الوطني للبحوث العلمية CRNS في دائرة الفيزياء المنخفضة الحرارة. وقد تخرّج من هذا المركز خيرة الخبراء والكوادر العلمية في فرنسا.
في العام 1981 توّج رمال رمال دراسته الجامعية بتحصيل دكتوراه دولة في علم الفيزياء أحدثت دويا في الوسط الجامعي على مستوى فرنسا.
اذاً كانت مسيرة رمال رمال العلمية تسير في وتيرة متصاعدة وسريعة ساعده على ذلك اندفاعه الملحوظ في خدمة العلم والمعرفة…
وخلال عامي 1983-1984 شغل رمال رمال منصب أستاذ زائر لمدة ستة اشهر في قسم بحوث الفيزياء النووية في الولايات المتحدة الأميركية. كما شغل منصب أستاذ زائر لمدة ستة أشهر أخرى في دائرة الفيزياء في جامعة شيربروك في كندا.
وفي العام 1988، رقي رمال رمال الى منصب مدير أبحاث في المركز الوطني للبحوث العلمية وتولّى ادارة مختبرات الفيزياء الاحصائية. ولم يتجاوز عمره آنذاك السابعة والثلاثين، ولم يحدث في تاريخ فرنسا العلمي أن وصل باحث الى هذا المركز الاستراتيجي في مثل هذه السن المبكرة.
(في الجزء الثاني: ما هي أبرز مميزات مسيرة رمال العلمية وهل قتلته نظرياته؟)