الصرخة ….!
بِقَلَم العميد مُنذِر ألأيوبي*
«عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهرا سيفه» قول للإمام ـ«علي بن أبي طالب» أو “أبو ذر الغفاري”.. عجبآ من رؤساء و وزراء و نواب و قادة أحزاب و رجال دين و عسكريين في أفلاكهم يدورون
و حول أنفسهم يلوون ، يسمعون صراخ الناس فلا يأبهون أو يرتعدون ..!
و لا عجب من مسؤولين إعتادوا سماع صراخ ألآلهة و الشعب من لدن الله سبحانه و مِن نوره ..؟ و لا عجب ممن يرى في ناسه أن إمتلاك ثوب لا ثوبين ترفآ و ان ربطة الخبز رفاهآ ، البطون خاوية و السعي الى الرزق معدوم ..! ألأمام هو من قال حسمآ «ما شبع غني إلا بما جاع به فقير»..! صراخ الناس لا اقلامهم أو كلامهم ألسنة الحق ؛ نصل السيف لا زال بألظلم و ألظلامة يُشحذ و مِن المظلومين يُسقى ..! يا خيبتهم عندما العروش تهتز و الكراسي تحرق ..!
ألفقر أمر طبيعي و السعي لمعالجته و تحسين مستوى معيشة الفقراء و مساعدتهم أمر واجب شرعآ و أخلاقآ و تضامنآ إجتماعيآ ،، أما أن يفرض إفقار الناس عمدآ و تجويعهم قصدآ و أخذ اموالهم نهبآ فوالله هي سابعة ألأثافي لا ثالثها -قد قيل رماه الله بثالثة ألأثافي أي بألشر كله و “الأثافي هي الأحجار الثلاثة مجمرة يوضع عليها القدر” لكن الحبل ترك لهم على الغارب فسادوا في الفساد و ألأفساد ما تركوا ضرعآ يدر حليبآ في هذه الدولة إلا إعتصروه ،، قد بلغ السيل الزبى “الزبى الربوة التي لا تعلوها الماء”.. ها هم يخبطون خبط عشواء “العشواء الناقة التي لا تبصر بالليل” في البحث عن الحلول يتبحرون في الغوص بالارقام لا يفقهون مقتنعون أن الوقت كفيل بإسقاط ثورة و إسكات أهل البلد إطالة لتربعهم على كراسٍ هلهل نسيجها إلى ان بان اهتراء قشها فملأته البراغيت و إنكسرت أرجلها بعد ان نخرها ألسوس ، لكنهم لا يشعرون هم عن الحق ضالون بالله كافرون عن قتل شعب ساهون في ظلمهم يعمهون ..!
الصراخ يعلو كل شيء مفقود أفقد أو يكاد ، ألأزمة تشتد لكن ربطات ألعنق تبدو على الشاشات أزهى بسخافة ألألوان و ألأقوال ،، ألبزات حريرية جديدة منشاة ياقاتها تلائم المناصب فالبلاد بألف خير ؛ أما المواكب فلا تسألن حاجة للأسود و لا الحاجب الزجاجي العازل (مفيم) طالما ان البلاد حلكة سواد و الشعب في ظلام فممن التمويه و الخوف على المصير ..
الناس في الشوارع يهيمون في فراغ دنيوي و كفر ديني ، قد بلغوا من الغضب أشده و من ضيق اليد و العجز عن الوفاء لا بل العيش أعلاه ،، ضاع المأوى و الملاذ و ها هم يفقدون الحاضر و المستقبل ..! أما أولئك الذين (ثُم لتسألن يومئذ عن النعيم -ص ا ع) يخرجون من أماكن السهر آخر الليل نصف واعون و نصف ناعسون يتعجبون إذ يرون ألعامة يتسللون يبحثون عن طعام في قمامة ألأثرياء الذين أوغلوا توحشآ في زيادة الثروة ففقدوا إنسانيتهم ونسوا الله..! قد تجاوزت ألمآسي الظلم الى حدود البقاء ، لا بد ان يخرجوا شاهرين سيوفهم “قد سبق ألسيف العذل” و العذل هو اللوم أو العتاب و ألتأنيب و للمثل قِصَةُ ..
“ألصرخة” The Scream هي ثاني أشهر لوحة فنية بعد (ألموناليزا) جسد فيها الفنان Edvard Munch صرخة إنسان يقف على الجسر تجسد في وجهه علامات الغضب ملامح خائفة سماء حمراء ك سمانا بحر مسود غاضب كمياهنا ..! في ألإجتماع ، ألصرخة نتاج الألم العميق من ظلم سحيق في حياتنا الاجتماعية الحديثة ذات المتطلبات الكثيرة ، أصبحت هي أيقونة العصاب والخوف الإنساني شعور كلي بالقلق و الخوف تجسد شبحية القتلة ذوي جلود من حراشف “السحلية” Lizard شبيهة التماسيح ربما منها إشتق خبراء المال اسم Lazard ..! أما “ألصرخة” في الحرب War Cry فَ إشارة بدأ المعركة ينتظر سماعها المحاربون بشغف القتال و حب النزال ..!
لكن صرخة ألوطن هي ألأسمى بألمعاني النبيلة نبذ العنف و التطرف و الطائفية عودة الى لغة الحق و العقل
و العدل شمولية الدعوة لإحتضان أهل البلد في حياتهم اليومية في عيشهم، تعليمهم، طبابتهم، وظائفهم
و شيخوختهم في حفظ أبنائهم و ألأجيال اي في كرامتهم بها كرامة الوطن ..!
“ألصرخة” اليوم من الكل للكل لسماحة السيد حسن نصرالله قائد المقاومة ،، قد حان الوقت ..!
لك وحدك شرف الانقاذ ألآن ، تنتشل البلد من الغرق في المستنقع ألآسن .. قد حررت الوطن عام 2000
ها هو الوطن و الواجب يدعوك لتحريره عام 2020 هذا واجبك و قدرك و انت تعلم و القرار ..
الجميع يعرف حبنا للمقاومة و لذاك الشهيد الرفيق ، و هُم يعلمون عشقنا تراب الجنوب لكن غيرة الواجب قائدآ سابقآ لمنطقة الجنوب ألإقليمية عاش مع اهلها و تضامن، شرب من مياهها و ما ارتوى ، تنشق عبق الدماء الذكية فَسَمى ، أُُطعِمَ من مرقوق الثكالى و المقاومين و ما إكتفى ، شاهد اعلاء كرامتها بوجه صهيوني غاشم فرجم من اهل بيته و “رعد جباع” شاهد ، هذا يعطيه الكلام بألحق “لا بألنظام” ..!
في طوباوية “الصرخة” سماحة السيد : تسيد ألإنقاذ فليس غيرك بقادر أمام عدو جائر و المسؤولين صواغر ، بادر فأنت الخبز و الورد و الخميرة .. لتعد فتياننا الى الديار ، حقق الاستراتيجية الدفاعية ، أودعهم “رجال الله” الجيش و المؤسسات الامنية و لتكن فتحات الصوامع و أزرار صواريخهم الدقيقة بين أصابع الجنود كل الجنود درع الحدود .. ما الفرق .؟ العقيدة واحدة حماية لبنان الوطن و السيادة ..! و لنا في نهاية الحرب ألأهلية مثال .. مع كل القناعة و الاقتناع عن كل الشهداء من أبناء الصليب أم الهلال لا يستوِ مقاتلي العدو
مع محاربي الداخل .. دعهم للقيادة يأتمروا فلا خشية انت تعلم أنهم بعقيدتهم الدينية و الدنيوية لن يبدلوا تبديلا.. دع كل الشعب يقبل نبل أقدامهم .. دع كل الشعب يعود الى حضنك ألمشعل إذ لا مِن مشاعل ، يرفع صورك من باب التبانة الى حارات صيدا و الطريق الجديدة و كل الوطن ..!
أيها ألسيد ألحَسن منحت نصر الله و عليك نصرة الشعب .. أرمِ كلمة الحق بوجه سلطان جائر أسقط حججهم لنرى ، بك يدينون و منك يُدانون ، بفعلك تسقط كل الذرائع و تحترق كل ألأوراق ؛ عليهم البينة عندها بإعادة الحال الى ما قبل 17 تشرين على ألأقل في سبيل عيش كل اهل البلد و ليفتح باب الحساب على من تجبر و سرق و بغى ..! لك التاريخ سينحني و ل إيران ألآية الكريمة : قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدآ ما داموا فيها فإذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون -سورة ألمائدة (24) ..
من أطهار ساحة الدفتردار و الرفاعية و المنكوبين و النحاسين و خان الخياطين و مِن أسواق القمح و البالة
و الخضار إلخ ..! أبلغك الرسالة و التمني ، أليسوا عَلى حق ..؟ حقك و حقهم صنوان ..! لك ألصرخة ألمُرَّة صرخة المحبين ألآملين – الله أعلم و أنت ادرى بالحال و المحال ..! لكن ماذا ينفع إن دخلنا القدس و لا مِن يرفع رايات النصر عَلى اسوارها – كن سيف الله و نصره كما صلاح الدين ألناصر – نريد فلسطين دون أن نخسر أنفسنا إذ ” مَاذا يَنفَعُ الإنسانَ لو رَبِـحَ العالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفسَهُ …” – إنجيل مرقس ٨ / ٣٤ – ٣٨ ..
بيروت في 28.06.2020