السفيرة الاميركية: لبنان لا يتحمل المشاحنات السياسية أو التأخير في تنفيذ الإصلاحات
احيت السفارة الاميركية في بيروت الذكرى 246 لاستقلال الولايات المتحدة بحفل استقبال اقامته في حرم السفارة للمناسبة، في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ممثلا رئيس الجمهورية، والنائب فادي علامة، ممثلا رئيس مجلس النواب.
ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب ممثلا رئيس مجلس الوزراء. وعدد من النواب والسفراء وفاعليات.
وألقت السفيرة دوروثي شايا كلمة للمناسبة قالت فيها:”عامان مرّا منذ أن قمنا بذلك. هذا العام، اخترنا موضوع الحرية والعدالة للجميع. لا أستطيع التفكير في رسالة أكثر ملاءمة بالنظر إلى ما يحدث في العالم الآن، حيث نشاهد أعمال العدوان المروعة التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا. إنها تذكرنا بأهمية الديمقراطية وسيادة القانون، وضرورة احترام السيادة وقواعد النظام الدولي. ليس هناك ما يبرّر التدمير العشوائي والخسائر في الأرواح والاعتداءات على الأحياء والمؤسسات المدنيّة الذي شهدنا ارتكابه من قبل القوات الروسية في أوكرانيا خلال الأشهر القليلة الماضية” .
واعتبرت ان ” الولايات المتحدة اظهرت باستمرار دعمها لشعب أوكرانيا، وذلك من خلال المساعدات الإنسانية والأمنية. هنا في لبنان، نشهد آثار الحرب والحصار الروسيين على موانئ أوكرانيا، ما أدّى إلى انقلاب سوق القمح العالمي، ضمن أمور أخرى. هذا لا يمكن أن يحدث في وقت أسوأ بالنسبة للبنان، حيث يواجه الشعب اللبناني أزمة إنسانية حقيقية، وانعدام للأمن الغذائي هو الآن مصدر قلق حقيقي”.
ورأت ان “ذلك دفع الولايات المتحدة إلى إعادة الالتزام بدعم الأشخاص الأكثر حاجة في هذا البلد. وعندما أتحدث عن دعم الولايات المتحدة، فذلك ليس مجرد كلام. نحن موجودون على الأرض، ونقدّم مساعدة ملموسة لشعب لبنان، مساعدة هو بأمسّ الحاجة إليها، سواء كان ذلك على شكل مساعدات غذائية إضافية، تتجاوز الـ 64 مليونًا التي قدمناها بالفعل هذا العام، أو ثلاث مليارات دولار من المساعدات الأمنية منذ العام 2007، بما في ذلك الى الجيش اللبناني، إننا نقف إلى جانبكم. نعمل على زيادة برامج التبادل التعليمي لدينا ودعم المعلمين والجامعات والطلاب بمبلغ 150 مليون دولار من المنح الدراسية للطلاب المستحقين. وهذا ليس كل شيء. فقد قدمنا، على سبيل المثال، 180 مليون دولار لتحديث المرافق العامة للمياه. لقد ساعدنا على خلق فرص عمل في أكثر من 170 مجتمعًا في جميع أنحاء هذا البلد، وقد استثمرنا بمبلغ 20 مليون دولار في برامج ريادة الأعمال والشركات الناشئة. ونحن ندعم الأشخاص ذوي الإعاقة ومجتمع الميم فيما يحاول تعزيز حقوق جميع الأشخاص في المشاركة في المجتمع”.
واعلنت “ان الولايات المتحدة، قدمت منذ العام 2006، أكثر من 5 مليارات دولار من المساعدات الخارجية إلى لبنان، وكنا روادا في السعي للحصول على مساعدة إضافية لهذا البلد. وصدقوني، سوف نواصل القيام بذلك. لذلك، عندما أقول كما أفعل دائما، إننا في هذا معًا. إنني أعني ذلك. فهذه ليست مجرد كلمات. ونحن نعيش هذا الالتزام كل يوم”.
وقال :”على المستوى الحكومي، كنا نحن وآخرون في المجتمع الدولي نصٍرّ على ضرورة إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة وفي موعدها. ونحن كذلك أيضا بشأن أهمية تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية التي تليها”.
واكدت على ان “هذا البلد لم يعد يمكنه السماح باستمرار سوء الإدارة والفساد وانعدام المساءلة. يحتاج لبنان إلى الشفافية. إنه بحاجة إلى إصلاحات. كل هذه هي خطوات لإعادة هذا البلد إلى المسار الصحيح واستعادة ثقة المستثمرين والمانحين الدوليين”.
واضافت :”في الرابع من تموز من العام الماضي، كانت لدينا مجموعة صغيرة جدًا من طلاب المدارس الثانوية، شباب لبناني في مقتبل العمر. كانوا يشاركون في أحد برامج التبادل التعليمي العديدة لدينا. لم يُسمح لهم بالسفر إلى الولايات المتحدة بسبب جائحة كوفيد. لذلك، أردنا حقًا أن نمنحهم يومًا خاصًا في الرابع من تموز. لكنني ألقيت امامهم كلمة كما أفعل الآن امامكم، ودعوتهم الى تقديم التزاماتهم الخاصة تجاه لبنان والعمل على تطوير مهارات القيادة لديهم حتى يكونوا قوى للتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم. نصحتهم باتخاذ خطوات للنهوض بما هو صواب، بدلاً من تشتيت انتباههم بشعارات تبتعد عن التقدّم والتعافي. أخبرتهم أن هذه هي الروح التي نحتفل بها في عيد استقلالنا. إذ حيثما توجد إرادة، يوجد السبيل”.
واعلنت “إن المجتمعين هنا اليوم هم شركاؤنا ومنفذونا ومحاورونا. وكما قلت في البداية، هم أصدقاؤنا. وأود أن أقدم إليكم بكل احترام الدعوة ذاتها التي وجهتها الى هؤلاء الأصدقاء الشباب في العام الماضي”.
وختمت شايا كلمتها بالقول: “لا يمكن للبنان أن يتحمل المشاحنات السياسية أو الارتباكات الشعبوية أو التأخير في تنفيذ الإصلاحات. إذن، السؤال هو، كيف يمكننا أن نتبنى عباءة السعي وراء الحرية والعدالة للجميع؟ الذي هو موضوعنا الليلة، كل يوم، وفي كل أفعالنا وتفاعلاتنا. دعونا نعقد العزم على مساعدة شعب لبنان على الخروج من الأزمات المعقدة التي يواجهها هذا البلد واستعادة مكانته كمنارة لريادة الأعمال والازدهار، وكذلك الريادة في الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط”.