سجن الباستيل ، …! The Bastille
بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*
ليس ألقصر ألحكومي سجن “ألباستيل” و لا مدخله الشرقي بوابة “سانأنطوان” ألمؤدية إلى السجن الشهير ، و إذا كان سُقوط ألباستيل La Bastideألذي شكل رمزآ للظلم و ألطغيان و أداء ألسلطة الملكية ألحاكمة و ألفاسدة تبعهإعلان حقوق الإنسان و المواطن ، فأن هذا القصر ألمعروف بِ “ألقشلة ” زمنألعثمانيين ثم ألسراي ألكبير في حقبة ألإنتداب هو مقر ألسلطة ألتنفيذية“ألثالثة” أحد رموز ألديمقراطية في لبنان ، تكفي بلاطة حفرت على مدخلهبرمزيتها و برغبة من الرئيس الشهيد رفيق الحريري “لو دامت لغيرك لَما آلتإليك” ..
هذه المقدمة التوضيح ، هي لزوم إفهام من حَاوَلَ ألإيحاء بغوغائية ألحِراك وترميزه طائفيآ أو سياسيآ الذي نفذه و ينفذه العسكريون المتقاعدون خفاظآعلى كرامتهم فَ من دماء شهدائهم تُحفظ كرامة الوطن و على حقوقهم ألتي لايمكن المَس بها و إن حاولوا .!
يَعرِف ألعسكريون ألمتقاعدون ضباطآ و رتباء و أفراد أهمية و رمزية المؤسساتالدستورية و ألحكومية ، هم معنيون حكمآ بحمايتها و الحفاظ عليها إضافة إلىأنهم معنيين أيضآ بتوطيد ألأمن و حفظ النظام ، إذ أنهم وفق نظام الاحتياطيبقون بتصرف المؤسسة العسكرية و رديفاتها ألأمنية مدة خمس سنوات بعدسن التقاعد للضباط ، فيما خَصَ الرتباء حتى بلوغ سن ألستين أما ألأفرادفحتى الثامنة و الخمسين ، بألتالي يمكن إستدعائهم للخدمة من قبل ألسلطةصاحبة الصلاحية عند ألحاجة و هذا صك براءة بوجه من يحاول تشويه تحركهمأو أداءهم و هضم حقوقهم .
في نفس السياق إذن ، لم يكن من المفترض زَج القوى العسكرية و ألأمنية فيمواجهة غير مسؤولة مقابل بعضها البعض .! فَ لا قوى الخدمة الفعليةألمنتشرة هي الوحيدة المعنية بحفظ أمن السراي الكبير و حمايتها و لا الفريقالثاني المتقاعدين “قوى ألإحتياط” وِفقآ للقانون تريد إقتحام المباني الحكوميةو تخريبها أو إنتهاك ألأمن و حرمة القانون ، هذا كله من البديهيات .
أتى حراك ألعسكريين المتقاعدين منذ البدايات سلميآ و ما زال ، راقيآ رغمبعض الخرق ، يمثل حقوق الناس كل الناس على إختلاف شرائحهم الاجتماعيةموظفين ، عمال ، أجراء ، معلمين قطاع عام أو خاص حتى الجسم القضائي والجامعي يستفيد من صوتهم المرتفع بوجه فساد و مفسدين ، ظلم و ظالمين ،كذب و كاذبين ..! هم ينطقون بإسم الشعب كاملآ ..
بدا مشروع ألموازنة الذي مضى على درسه اكثر من سبعة عشر جلسة و مايزال مُستُهدَفَآ بسهام من هذا الفريق أو ذاك كل وِفق مصالحه و ما يناسبهمنها و فيها ، ضمن دريئة مموهة قاصرآ عن أي إصلاح في بنود و محتوى ،عاجزآ أمام وقف هدر و محاسبة تُرتجى ، فاشلآ عاقرآ عن الوصول إلى “نظامإصلاح ضريبي” كان يومآ أحد أهم آسباب إندلاع الثورة الفرنسية عام 1789 .!
لا شيء بريء ، يُقال “ألفقر يولد ألنقار” Poverty Breeds Poverty صورةصارخة عن واقع السلطة و أفرِقاء الحكومة هذا أمر مفهوم ليس بجديد ، لكن ماهو غير مُمكن أن يحولوه نقارآ بين عسكريين في الخدمة ألفعلية أو خارجهافألمؤسسات العسكرية ليست لفريق دون آخر أو لطائفة دون غيرها فَ علىأعتابها تسقط كل ألولاءات و يَبقى فقط قَسَم ألإخلاص للوطن .. و إن خَططوا..!
في مشهد ألمستحيل لا تفاؤل بشيء ، لا محاكمات لفاسدين و لا إسترجاع لمالمنهوب .! أما ألخشية فهي من بنود سرية غير مكتوبة أو على “ألخرطوش” Script تَرسُم كيفية تَقسيم قالب ألجبنة و تَعفير ما بَقي في خواء ألخزينة بِدءآمن “سيدر” وصولآ إلى ألبلوك رقم (9) و ما بينهما ..! و عليه يُبنى ، ما زلنانبحث عن ألمستحيل ..!
بيروت في 22.05.2019
*عميد متقاعد .