بقلم ألعَميد مُنذِر ألأيوبي *
لَم يَمضِ أكثَر من 48 ساعة على مُسَلسَل ألتَفجيرات ألداميَة وَ ألأكثَر وَحشيَة يَوم عيد ألفُصح ألمُبارك “ألأحَد ألماضي” ألَتي إستَهدَفَت ثلاثَة كنائِس وأربَعَة فنادق في العاصمة ألسريلنكية “كولومبو” إضافةً إلى كَنيسَة أُخرى في الساحِل الشَمالي الشَرقي لِلبِلاد وَ أدَت إلى إستِشهاد 290 شخصا وإصابَة 500 آخرين ، حَتى بدأت خيوط ألجَريمة تَتكشف فألتحقيقات ألتي تُجريها ألأجهزة ألأمنية وألإستخباراتية مَعطوَفة على ألمَعلومات ألتي عََمََمَها في وَقتٍ سَابِق مُديرُ عَام ألشرطة ألسريلنكية ألجنرال “بوجوت جايا سوندارا” Pijith Jayasundara و حَذر فيها من إحتمال قيام “جماعة ألتوحيد ألوطنية” ألإسلامية ألمُتطرفة بشن هجمات على دور ألعبادة قادت إلى نفس ألمعطيات رغم أنها لم تفلح في صد ألهجمات أو منعها لأسباب شتى ..!
بَدا ألمَشهَد دراميَآ ،، إذ أنَ مَناخَآ مِن ألرُعبِ وَ ألإرتِباك كَانَ طَاغيَآ لَدى ألمواطِنين و تَفاقَمَ بَعدَ أن عَثَرَت ألشرطة يوم ألإثنين على 87 جهاز مُخَصَص لتفجير ألقنابل في محطة الحافلات الرئيسية في شارع Olcott Mawatha بالعاصمة ..!
إثر ذلك أَعلَنَت ألحُكومَة حالَة ألطواريء في ألبلاد و بَدَأت قوات الأمن عمليات تفتيش وَ دَهم توصلآ لتوقيف ألمتورطين و تَلافيَآ لِمَوجَة تَفجيرات جَديدَة ، كَما سُجِلَ تَوقيف أكثَر من 45 مَشتَبهَآ بِه مُنذُ بِدايَة ألأحداث .
بعد صَمتٍ مُريب إستمر أكثر من 48 ساعة أعلن تنظيم ألدَولَة ألإسلامية “داعش” – قِسم ألعمليات ألخارجية – مسؤوليته عن ألإعتداءات في حين صَرَح المتحدث باسم الحكومة “راجيثا سيناراتني” Rajitha Harischandra Senaratne أن هذه الهجمات نفذتها مجموعة من الأشخاص الموجودين على ألجَزيرَة و أنَها لم تَكُن لِتَنجَح دونَ مُساعَدَة شَبَكَة إرهابيَة دَوليَة …
تَوازيَآ ، قَادَت ألتَحقيقات و كاميرات ألمُراقبة إلى أن ألمدعو “زهران هاشم” ألمُنتَمي إلى منظمة ألتوحيد وإمام أحد ألمساجد في ضاحيَة “تليدنيا” Taldenia في مدينة “كاندي” Kandi هو ألعَقل ألمُدَبِر ،، أحد أبرز ألمنفذين ألإرهابيين ألإنتحاريين و ألمُحَرِض ألرئيسي على ألمَجزَرَة ، سَبَقَ ودعا مرارآ في خِطَبِهِ ألدينية إلى “تَكفير و قتل غير ألمسلمين وَ إلى ألحُكم وِفق ألشريعة ألإسلامية مُعتَبرآ ألغَرب أرض كُفرٍ لا يجب ألعيش فيها “كَما تَجرأ على بث عدة فيديوهات تَحريضية ضد ألبوذيين على موقع يوتيوب UTube ، ورغم ذلك لم يكن إسمَه مُدرَجَآ على لوائِح ألمُتابَعَة ألأمنيَة …
ألمعلومات تُشير إلى إرتِباط “زهران هاشم” مُباشَرةً بِألمسؤول عن ألعَمليات ألخارجية في تنظيم “داعِش” ألمَدعو أبوسعيد الجزراوي (سعودي الجنسية) و مساعده أبو بكر المغربي كما أن ألتَنسيق أللوجستي و ألتخطيط يَتُم مع مسؤول منطقة شرق آسيا في ألتَنظيم”أبو تيار الشيشاني” ألمُعيَن حديثآ من قبل “أبو بكر ألبغدادي”،، بِألتالي فَإنَ جماعة التوحيد تُعتَبَر فرعآ مَحليَآ من تنظيم “داعش ألإرهابي” و قد شارك ألعديد من عناصِرُها في ألحرب ألسورية تحت راية ما يُسمى ألجهاد لِنَشر ألإسلام ، كما تَبيَن مِن سياق ألتَحقيقات أنَ بَنك أهداف ألمُنظَمَة ألإرهابيَة إحتَوى ألهُجوم على المفَوضية العليا الهندية في العاصمة كولومبو إضافةً إلى عدة مزارات بوذية وَ ذَلِكَ إمعانآ في زرع ألفتنة ..!
من جِهَةٍ أخرى ،، تَناقَلَت بَعض ألمَصادِر مَعلومات غَير مَوثوقَة مَفادُها أنَ خِلافآ يَعود إلى أكثَر مِن عام بَينَ رَئيس دَولَة سريلانكا “مايتريبالا سيريسينا” Maithripala Sirisena و رَئيس ألوزراء”رانيل وبكرمسينغ” Ranil Wickremesinghe قَد يَكون أدى إلى خَلَل في التَعامُل مَع التَقارير الأمنيَة ألإستخباريَة ألتي حُجِبَت عَن رَئيس ألوزراء مُنذُ ذَلِكَ ألوَقت ، و في حال صَحَت هذه ألمُعطيات تَكون ألثَغَرَة ألأمنيَة وألَمَسؤوليَة فادِحة و قاتِلَة،، مَع ألإشارة إلى أن أسباب عَدَم ألإستِجابة لِلتَحذيرات وَ كَيفَ جَرى ألتَعامُل مَعها و ما هيَ ألتَدابير ألَتي أتُخِذَت لِكَبحِها لم تَتضح بَعد …
مِن هذا ألمُنطَلَق يَبدو أنَ رَئيس ألوزراء يَتَجِه نَحو تَقديم إستقالَتِه مِن مَنصِبِه خلال أل 48 ساعة ألقادِمَة وَ سَتَكون أولى ألإرتِدادات …فَ ألتساؤلات في ألشارع ألسريلنكي كَثيرَة وَ ألغَضَب كَبير ، ألجريمَة جَسيمَة وَ ألإهمال واضِح خاصَةً وَ أنَ ألمَعلومات عَن إحتمال حصول ألهَجَمات كانَت متوَفِرَة مُنذُ 11 نيسان ألحالي وَ بِألتالي إمكانيَة إحباطَها مُرتَفعَة ، و ما زاد ألطين بَلة أن وزارة ألدفاع ألهنديَة أبلغَت نَظيرَتَها في سريلانكا معلومات مُشابهة قبل عدة ساعات من حصول ألمجزرة ..!
ختامآ ،، ألعُنف ألدامي رُبَما يَتصاعَد إذ أعلن ألمكتب ألإعلامي لقيادة ألشرطة أن قُنبُلة حارِقَة ألقيَت أمس عَلى مسجد منطقة “بوتالوم” شمال غرب في مَدينَة “كولا تارا” Kalutara or Kalutota إضافَةً إلى متجَرَين يَخُصانِ مواطنين مُسلمين .. يَبقى ألرهان ألآن على ألجيش ألذي نشر نقاط تفتيش و مراقبة في أنحاء ألبلاد دَرءَآ لِلفِتنَة في بلد رائعٍ بطَبيعَتِه يَضُم مُجتَمَعَهُ عِدَة أتنيات وَ طوائِف “بوذيَة، هِندوسيَة، مَسيحيَة، إسلاميَة” قَد تَكون ألدَاء وَ خَلطَة ألدواء في آنٍ على ألطَريقَة أللُبنانيَة …
بَيروت في 24.04.2019
