ماسح الاحذية …
بقلم : تيسير حيدر
يُرَبِّتُ على حِذائي الهَزِيْل ،الَّذي لم يَذُقْ طَعْمَ الدُّهانِ مُنْذُ عام !
يَغْسلهُ بالماءِ والصَّابونِ الفَوَّاح ،وهوَ شارِدٌفي هَمٍّ آخَر !
يُنَشِّفهُ بمِنْدِيلٍ ذاقَ طَعْمَ ألوفِ الأحْذِيَةِ المُرَّة!
وَيَعودُ بالفُرْشاةِ نَهْشاً أخْذاً وَرَدّاً !
يُنَظِّفُهُ ،ويَعودُ إلى الصِّباغِ الأسْود يَفْرشُهُ في كُلِّ أنْحاءِ حِذائي السَّعِيْد،بلَوْنِهِ الجدِيْد!!
وَأنا مُنْصَرِفٌ إلى تفْكِيْرٍ راقٍ !
<<كَيْفَ أسْمَحُ لِهذا العَجوزِ ان يَمْسَحَ أقْدامي ؟!>>
فَرْحتي لا تَكْتمِلُ ،فَضَميري يَنْهَشُني تعْذِيْباً وجَلْداً !
,تنْتَهي الحَفْلةُ اللاَّهِيةُ المُحْزِنةُ على خَيْرٍ ،أقْدامي جَدِيْدةُ البَسَمات،وَالشَّمْسُ تُداعِبُها !
وَاللِّينُ يُعانِقُ أصابعي !
وَرُبْعُ لِيْرةٍ لُبْنانِيَّةٍ سَمراء تنتَقِلُ من جَيْبي إلى ألْيَدِ الَّتي أُقِبِّلُها عن بُعْدٍ !
أشْكُرُ مَتاعِبَكَ يا سَيِّدي المَسّاح ،وَأخْجَلُ من مِرآة شَمْسِ وَجْهِكَ السَّمْحاء!!!