مادورو قطع العلاقات مع اميركا ودعا الجيش الفنزويلي للمحافظة على الوحدة والانضباط
أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وطرد كافة الدبلوماسيين الأمريكيين من البلاد وامهلهم 72 ساعة لمغادرة البلاد.
وقال مادورو في خطاب ألقاه أمام حشود من مؤيديه قرب قصر “ميرافلوريس” الرئاسي بالعاصمة كراكاس، اليوم : “أمرت بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع حكومة الولايات المتحدة، لاننا لا نريد العودة إلى عهد التدخلات الأمريكية”.
واعلن مادورو أمام مؤيديه قائلا: “نحن الأغلبية ونحن شعب هوغو تشافيز، وسنبقى في قصر الرئاسة مع أصوات الشعب الذي هو الوحيد من ينتخب رئيسا دستوريا لفنزويلا”.
واتهم مادورو “وسائل الإعلام الدولية بالتلاعب بالوقائع وتجاهل مظاهرات مؤيديه”، كما اتهم “المعارضة بمحاولة الانقلاب”.
الى ذلك صرح رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف بأن الولايات المتحدة تتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية لفنزويلا.
وقال كوساتشوف في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية اليوم : “مهما حدث في فنزويلا، فإن ذلك يعتبر شأنا داخليا لهذه الدولة. ويجب دعم الشعب الفنزويلي من خلال تطوير التعاون مع هذا البلد والمساعدة على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة فيها، وليس من خلال حصارها”.
وأضاف أن “كل السياسات الأمريكية تجاه فنزويلا، بما في ذلك التصريحات الأخيرة (للرئيس دونالد) ترامب تعتبر تدخلا سافرا وفظا في شؤونها الداخلية”.
وأشار كوساتشوف إلى أن “العالم بات يعرف إلى ماذا أدى تغيير السلطة في ليبيا بتدخل أمريكي مباشر، والصعوبات التي لا يزال العراق يواجهها والتي كانت سوريا على وشك مواجهتها. وفنزويلا في صف واحد معها”.
هذا التطور في الموقف الرسمي الروسي جاء تعليقا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه برئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، الذي ينتمي إلى معسكر المعارضة، رئيسا انتقاليا لفنزويلا.
وكان ترامب اعلن في بيان صدر عن البيت الأبيض اليوم: “أعترف رسميا برئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) لفنزويلا، خوان غوايدو، رئيسا انتقاليا لفنزويلا. وقد أعلنت الجمعية الوطنية، بصفتها الفرع الوحيد للسلطة في البلاد الذي تم انتخابها بصورة قانونية من قبل شعب فنزويلا، أعلنت نيكولاس مادورو غير شرعي وأن منصب رئيس الدولة شاغر”.
وأكد الرئيس الأمريكي في البيان أن الولايات المتحدة ستستخدم “كامل قوتها الاقتصادية والدبلوماسية للضغط من أجل استعادة الديمقراطية الفنزويلية”، ودعا الدول الغربية إلى الاعتراف ببغوايدو رئيسا بالوكالة للبلاد.
وأضاف ترامب في البيان: “مستمرون في تحميل نظام نيكولاس مادورو غير الشرعي المسؤولية المباشرة عن أي تهديد محتمل يضر بسلامة العشب الفنزيويلي”.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الرئيس الفنزويلي إلى التنحي عن منصبه لصالح “زعيم شرعي يعبر عن إرادة الشعب الفنزويلي”، في إشارة إلى زعيم المعارضة خوان غوايديو.
وأضاف بومبيو أن الولايات المتحدة ستدعم غوايدو في تشكيل حكومة انتقالية والتحضير لتنظيم الانتخابات الرئاسية، داعيا قوات الأمن الفنزويلية إلى دعم الديمقراطية وحماية المواطنين.
وأشار بومبيو إلى أن “الشعب الفنزويلي عانى بما فيه الكفاية خلال فترة طويلة تحت حكم الدكتاتورية الكارثية الذي أقامه نيكولاس مادورو”.
كما أعلن زعيم المعارضة الفنزويلية نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، اليوم، في حين تدفق مئات الآلاف من الفنزويليين إلى شوارع العاصمة كاراكاس للمطالبة بإنهاء حكم مادورو.
وكانت المعارضة الفنزويلية دعت غوايدو إلى شغل منصب رئيس الدولة منذ أداء نيكولاس مادورو اليمين الدستورية بصفة رئيس البلاد يوم 10 يناير الجاري، بعد انتخابات الرئاسة التي جرت العام الماضي وقاطعتها غالبية قوى المعارضة ولم تعترف الولايات المتحدة ودول غربية أخرى ودول الجوار بنتائجها، لاعتبارها مزيفة.
وقد انتخب غوايدو رئيسا لبرلمان البلاد في الـ5 من يناير الجاري، وسبق أن عبر عن استعداده لشغل مكان مادورو إذا دعمه الجيش، وذلك بغية تنظيمه لاحقا انتخابات رئاسية مستقلة.
وكان مسوؤلون أمريكيون، في الفترة الماضية، صرحوا علنا بأن مادرو لم تعد لديه حقوق قانونية في السلطة.