الاتحاد الاوروبي ومكافحة الارهاب..
بقلم : ألعميد منذر ألأيوبي*
مُنذُ ألعملية ألإرهابية ألتي إستَهدَفت صحيفة “شارلي أيبدو” ألفرنسية Charlie Hebdo 2015 إلى سْلسلة ألهَجمات ألتي توالت على باريس و بروكسل في ألسنتين ألأخيرتين (( مطعمي Le petit Cambodge – Le Carillon -St – ألإستاد ألرياضي – رهائن مسرح باتاكلان Bataclan )) و أدت إلى سقوط عشرات ألقتلى و مئات ألجرحى ، أدرَكَت دول ألإتحاد ألاوروبي والمفوضية الاوروبية أن لا مَناص و من ألضرورة بمكان ايجاد صِيغَة أو إطار تَعاون أوروبي مُنَظَم سواءً فيما بينها أو مع دول حوض البحر الابيض المتوسط لمُكافحة ألأرهاب و تَبادل ألمعلومات حول الجماعات الارهابية و كذلك مع الدول التي تبذُل جُهوداً في مُحاربة التَطَرف والارهاب لا سيما في مَعاقِلِه …
المُفَوَضية الاوروبية تَوَصلت إلى قناعة مؤلمة مُرغَمَةً ،، مَضمونها أن ألإرهاب الذي بَدأ يَضرُب أوروبا و أمنَها مُتنقلآ من مَكان لآخر ، مُستغلآ مَزايا و ثَغرات ألعَولَمة و تَلاشي ألحدود إضافة إلى وسائل التواصل ألإجتماعي ، هو في مُعظمه و بْتداعياته نِتاج كل ما تَوَرط به ألغَرب و ما إرتكَبه أو شَجع عليه لإسقاط ألعَديد من أنظمة دول ألمنطقة و تأجيج ألحُروب الداخلية كما ألصِراعات و نَشر الفوضى و ما تَبِع ذلك من مَوجات نُزوحٍ و هجرة و إنتشارِ ألحقدٍ و ألكَراهية مِما بات يَفرُض إيجاد آلية أمنية مُوحَدة على مستوى الدول ألأعضاء …
في ٦ تموز ٢٠١٧ أقرَّ ألبرلمان ألأوروبي إنشاء لجنة مُكلفة ملف مُكافحة الإرهاب في ألإتحاد ، ولايتها عام واحد قابل للتجديد ، مُهمتها ألبحث في أوجه ألقُصور ألعَملية و ألتشريعية و تقييم ألتهديدات ألإرهابية التي تَعَرضت أو يمكن ان تَتعرض لها ألدول ألأوروبية و ألبحث عن نقاط ألضعف و مواطن ألخلل في األإجراءات ألمُطبقة مع إقتراح ألحلول للمشكلات التي تَعترضها لا سيما على مُستوى إدارة ألحدود ألخارجية للإتحاد و تبادل ألمعلومات ألأمنية و ألإستخباراتية بين ألدول ألأعضاء …
هذه أللجنة ألتي أنشأت بعد ثلاث سنوات من سلسلة ألهجمات التي ضَرَبت عدة مدن أوروبية و البالغ عدد أعضاءها ثلاثون شخصآ منهم نواب في برلمان ألإتحاد و خبراء مُختصين في مكافحة ألإرهاب و جرائم ألأمن السيبراني Cyber Crime و حماية نُظُم المعلومات أنجزت تقريرها و من ألمتوقع أن يُعرَض على ألبرلمان ألأوروبي لمناقشته و إجراء ألتعديلات عليه إذا إقتضى ألأمر و إصدار ألتوصيات أللازمة بشأنه ،، مع ألإشارة إلى أن برلمان ألإتحاد ألأوروبي سينعقد في مدينة ستراسبورغ للمرة ألأخيرة هذا العام إعتبارآ من أليوم ألإثنين إلى يوم ألخميس ١٣ ألجاري …
لا شك أن ألتقرير هو نِتاج عامٍ كامل من ألبحث في ألثغرات سواءً على مستوى ألإستجابة و ألرَد ألسريع على ألهجمات ألإرهابية كما على صعيد ألمُعالجات و ألتدابير ألعملية و ألميدانية للمواجهة .. و من ألمؤكد أنه سيتضمن بدايةً عرض ألرؤية أألمستقبلية للجنة في سبيل سياسة أمنية شاملة و أكثر تنسيقآ في مُختَلف ألمجالات ، كما سيقدم ألعديد من ألإقتراحات للمساعدة في ألتصدي لمكافحة ألأرهاب في أوروبا ..
على ما يبدو سَيُشير ألتقرير إلى ضرورة مَنح المزيد من ألسلطات و ألصلاحيات و ألإستقلالية للمفوض ألأمني ألأوروبي ألمُكلف من ألإتحاد إضافَةً إلى حَث ألدول ألأعضاء على تعزيز ألتعاون ألأمني و تبادل ألمعلومات ألفورية اللازمة لا سيما عند إزدياد مستوى ألتهديد …
بالتوازي يَعتَبِر ألتقرير أن ضمان نَهج مُشترك بين ألدول ألأعضاء في عمليات مكافحة ألأرهاب و ألجريمة ألمنظمة و منع ألهجمات ألإرهابية من ألأهمية بمكان في ألكَبح ألإستباقي لتنفيذ ألتهديدات ،، مما يَفرُض ألمزيد من ألتعاون بين أجهزة إنفاذ ألقانون و ألوكالات ألمختلفة للدول ألأعضاء بألتَزامُن مع تركيزٍ أكبر في مجال ألأمن ألسيبراني بموازاة ألتأكيد على عدم ألتعدي أو إنتهاك ألحريات ألعامة والحُقوق ألأساسية لِلمواطنين ..
من جِهةً أخرى سيكون من ألأساسيات إيجاد معايير مُحددة لقياس كفاءة نزع ألتطرف ألديني و ألعُنصُري كما سَيَطرح إنجاز قائمة أوروبية تتضمن دُعاة ألكراهية و ألمشبوهين ألمُعتَلَمين .. و من جملة ألإقتِراحات أيضآ إنشاء مركز فَك ألتشفير ألأوروبي European Message Decoding Center الذي سَيُعنى بِفَك تَشفير ألرسائل ألألكترونية ألمَشبوهة و غيرها من وسائِل ألتَواصُل و ألمواقع ألألكترونية بحيث تُصبح ألمعلومات مُتاحة و صالحة للتحقيقات ألقضائية ..
في ألخُلاصَة سيكون هذا ألتقرير خِطة ألعَمل ألمُستَقبَلية لِلإتحاد ألأوروبي و نِتاج أبحاثٍ و نقاشاتٍ و إتصالاتٍ مُكثفة سَبَقَ و أُجريَت مع أجهزة ألشرطة و ألإستخبارات في أوروبا و من ألمُتَوقَع ألتصويت عليه بِألإجماع يوم ألأربعاء ألقادم …
* كاتب و باحث في ألشؤون ألأمنية و مكافحة ألإرهاب