جنرال روسي يوصي بإحياء “اليد الميتة” وتفعيل عقيدة “الضربة الوقائية”
حذّر القائد السابق للقوات الصاروخية الروسية فيكتور إيسين، من احتمال فشل منظومة الرد التلقائي النووي الروسية المعروفة بـ”اليد الميتة” إذا تعرضت روسيا لضربة نووية شاملة ومباغتة.
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن إيسين الذي تولى رئاسة أركان القوات الصاروخية الاستراتيجية بين عامي 1994 و1996، قوله أن منظومة “بيريمير” الروسية المعروفة في الغرب باسم “اليد الميتة”، قد تفقد فعاليتها بعد الانسحاب الأمريكي من معاهدة تدمير الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وأشار إيسين إلى أن الولايات المتحدة ستحقق ذلك إن نشرت صواريخ باليستية متوسطة المدى في أوروبا، التي تنتهك اتفاقية تدمير الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، محذرا من أن واشنطن سيكون بمقدورها بواسطة هذه الصواريخ، تدمير معظم الصواريخ الروسية في القسم الأوروبي، واعتراض الصواريخ الأخرى المتبقية في مسار تحليقها بواسطة الدفاع الصاروخي.
ولفت الجنرال الروسي السابق إلى أن هذه المنظومة الحيوية تعمل وقد تم تحديثها، “لكن (بعد الضربة الأولى) لن يتبقى لدينا إلا القليل من الصواريخ، سنتمكن فقط من إطلاق الصواريخ التي نجت من ضربة المعتدي الأولى”.
وشدد على أن روسيا في ظل الظروف الراهنة، سيكون عليها مراجعة عقيدتها العسكرية وتسريع إنتاج صواريخ متوسطة المدى، مضيفا أن ذلك ممكن في وقت قصير بالاعتماد على صواريخ “يارس” ثلاثية المراحل.
وقال إيسين: “بصراحة، ليس لدينا حتى الآن ردا فعالا على الصواريخ الأمريكية متوسطة المدى في أوروبا. إذا بدأت واشنطن بنشر صواريخها في أوروبا، لن يكون لدينا سوى التخلي عن عقيدة ضربة الرد الانتقامية واستبدالها بعقيدة الضربة الوقائية”.
ودعا الجنرال الروسي بلاده إلى التركيز على الأسلحة التي تفوق سرعتها الصوت والتي لا يوجد مثيل لها حتى الآن لدى الغرب، مضيفا: “باعتقادي سيتعين علينا بشكل رئيسي بناء وسائط تفوق سرعتها الصوت للرد الفوري على الخصم. كلما كان سلاحك رهيبا، قل احتمال وقوع صراع عسكري معك”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من المعاهدة الخاصة بالصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وتوعد بأن واشنطن ستزيد من قدراتها النووية حتى يعود الآخرون “إلى رشدهم”، وحينها فقط ستكون بلاده مستعدة لوقف مثل هذه العملية والبدء في الحد من التسلح، لافتا إلى أن هذه الرسالة موجهة في المقام الأول للصين وروسيا.