الماراثون .. The Marathon
بقلم العميد منذر ألأيوبي*
في سباق الماراثون 42 km يَتَحَلى العدائين المُشاركين بلياقة بَدنية عَاليَة و بِروحٍ رياضيةٍ مُمَيَزَة ،، صَبر ٌو جَلَدٌ وتَحَمُل .. فٰ “لعقل السليم في الجسم السليم” على ما يقول الفيلسوف اليوناني طاليس Talos .. أما ماراثون بيروت السياسي- بألإذن من “السيدة مي الخليل” فقد إنطلق بِ أطلاق العماد عون طلقة البداية Coup Du Depart و ذلِكَ بتاريخ ٢٤/٠٥/٢٠١٨ حينَ كُلّف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة اللبنانية ،،
و إذا كان رئيس الفريق “الحكومة” هو من سَيرفَع الكأس على منَصَة الفَوز إلا ان الخُصومَة بين العَدائين “ألمُستَوزرين” تَدفَعهم إلى عَرقلة أو “فَشكَلَة” Impeded بَعضهم البَعض مُتنافسين بشَراسة و شَراهة على تَقَلُد الميداليات “الوزارات” كالمُْعتاد ،، الذهبية السيادية ،، الفضية الخدماتية و البرونزية جائزة ألترضية ..
أما السؤال الذي يُطرح فهو ماذا بَعد مُعانَقَة الميداليات و الصورة التذكارية ؟؟ هل سَيتخلى أعضاء الفَريق عن خُصومَتهم حِفظآ لِماء الوجه ؟؟
أم سترافقهم إلى طاولة ألإجتماعات ،، و هنا يبدأ “صراع الدِيَكَة” Cockfighting ؟؟ مع تأكيد المؤكد أنهم سَيَصلون خَط النهاية مُنهَكين فيما ألوطن يَحتَضِر سياسيآ ،، إقتصاديآ ماليآ و حتى أمنيآ ..
ألإجتماعات التي عُقدت في بيت الوسط أمس
شَمَلَت رؤساء الحكومة السابقين “الدعم” ،، الوزير ملحم رياشي “التفاوض” ،، الوزير طلال أرسلان “عدم ألإستبعاد” و الوزير جبران باسيل المتقدم في السِباق على أقرانِه لم يَرشَح عَنها اي جَديد رغم أن التَصريحات كانت إيجابية كالمعتاد ..
مِنَ ألظاهر أن السِباق مُحتدِم و العَدائين المستوزرين يحاولون إسْراع الخُطى فالمقاعد تنتظرهم للراحة بعد عَناء ..!
السِباق الماراثوني للتَشكيل يتم برعاية الثُلاثي “ج” جنبلاط-جعجع-جبران 3G لكن الشبَكَة Network ضَعيفَة حَتى ألآن Weak Signal و ألتَشويش Jamming مُسَيطِر ،، و إذا كان ألأول في مرحلة مهادنة فإن ألأثنان ألأخيران يَتَبادلون بالكَلمة و الصَوت و الصورة أقذَع العِبارات و أكثر المَواقف تطَرُفآ و تَهشيمآ و هذا ما سَينعكس حتمآ على جُمهورهما إضافَة الى ألمُصطادين في ألماء ألمَسيحي ألعَكِر صَخبآ وشراسةً و شغب قد يؤدي بالبَلَد إلى ما لا تُحمَد عُقباه ..!
أللقاءات من يريفان Yerevan “عون-ماكرون” إلى بيروت إجتماعات الموفد الفرنسي دوكان Pierre Dukan مع كل من الرئيسين بري و الحريري حَثَت على ألاِسراع في التأليف و إنجاز الإصلاحات المَطلوبة .. “لم يَعُد لَديكم وقت” عبارة أدلى و يُدلي بها المسؤولين الدوليين و هي إشارة إلى إحتِمال سَحب بعض الدول مساهماتها في “سيدر ١” و وَقف تَمويل ألقُروض .. مما يعني المزيد من ألأخطار و التَحَديات ،، بالتزامن مع العقوبات التي فُرِضَت و سَتُفرَض على حزب الله مجددآ .. و قد أتى لقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله و وزير الخارجية جبران باسيل أواخر الاسبوع الماضي بِمثابة صَافِرَة بِدء الوصول إلى خط النهاية Finish Line ..!
المَرحَلَة المُقبلة قاسية بكل ألنَواحي و المقاييس كما أنَ التَهديدات مُتَعَدِدة ،، ألكُل يَتَرَقَب الكُل ،، ربما ما يُنبِيء بالخير أليَوم هو نَصيبُنا من مِعبَر نَصيب …!
*كاتب و باحث في الشؤون ألأمنية و ألإستراتيجية .