هل يكون تطبيق القرار الأممي 1701 مع تعديل دون تهشيم ..!
بقلم العميد منذر الايوبي*
لم يكن ينقص ديبلوماسية الوطن الجريح وسعيها نحو وقف إطلاق النار مع الكيان المحتل على الجبهة الجنوبية سوى ما ادلى به الرئيس السابق للوحدات الجوية في الحرس الثوري ورئيس مجلس الشورى الإيراني حاليآ محمد باقر قاليباف في سياق حواري مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية على هامش أعمال منتدى الامم المتحدة لرؤساء البرلمانات في جنيف: “نعتقد أن إيران ستكون مستعدة للتفاوض بشكل ملموس حول إجراءات تنفيذ القرار 1701 مع فرنسا، التي ستعمل كدولة وسيط بين حزب الله وإسرائيل”… فيما اعتبرت الصحيفة في تعليقها: أن قاليباف يدعو الآن إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، كما يدعو إلى نشر الجيش اللبناني الوحيد على طول حدود لبنان مع إسرائيل. وتضيف أنما لا يقوله قاليباف هو أن حزب الله لم يحترم البند 1701 الذي يقضي بانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني.
اخذ لبنان موقفآ مفترضآ عادي ضروري تمثل برد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على التصريح مباشرة مستغربآ ومعتبرآ هذا الموقف تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني، ومحاولة تكريس وصاية مرفوضة على لبنان، ومما قاله حرصآ وتوضيحآ: “اننا ابلغنا وزير خارجية ايران ورئيس مجلس الشورى خلال زيارتيهما الى لبنان اخيرا، ضرورة تفهم الوضع اللبناني خصوصا وان لبنان يتعرض لعدوان اسرائيلي غير مسبوق، ونعمل لدى جميع اصدقاءنا ومنهم فرنسا للضغط على اسرائيل لوقف اطلاق النار”..!
في “الوصاية” بالمطلق ولاية إنَّا لم نبلغ الرشد حكمآ وفي لا شرعيتها إساءة او اذية؛ إذ في خلفية التصريح وإن بُرر انه ليس بنت صدفة او تعثر حواري غير مقصود مجرد سبق لسان، من الواضح ان قاليباف إن صح ما سرى حاول إظهار هيمنة مرفوضة على لبنان وسيادته مكرسآ طهران وصيةً على المقاومة مكرسةً حزب الله حليفآ تحت رعاية ان لم يقال ورقة مساومة بيدها ..!
من باب الشيء بالشيء عاب كثر من منتمي هذا المحور او ذاك اللا تساوٍ في انتقاد تذكير نطق مبعوثين دوليين توجيهات تقارب تأنيبآ في صالونات الساسة وكواليس السفارات.. قد فات الجواري المملوكة ان “على الكتف حَمَّال”اليوم ونار الحرب داخل الدار لا داهمة دهماء على الابواب..!
في حمأة العدوان ومنحاه التصعيدي تمارس فرنسا والرئيس ايمانويل ماكرون ضغوطآ جدية ودعمآ ملموسآ هدف تسريع تطبيق القرار الدولي 1701 مع حرص تعديل لا تهشيم تلافِ شرود هوكشتاين فيما الأمر غُلُول ضمن ثابتة عائدية التفاوض للدولة اللبنانية بين رئيسي مجلس النواب والحكومة وهنا لا تبادل ادوار بل وضوح رؤية وهدف، بالتالي تأكيد جهوزية الجيش اللبناني للانتشار مجددآ في الجنوب بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية، بلورة تأكيد موقف لبنان، حافز وشرط أساسي لإدانة العدوان عن استنكاف لوقف اطلاق النار وعودة الهدوء..!
من منظور إجتماعي تضامني والحال كأنقباض الجوارح والخطا، لا مديح كأن استضافة الاهل والاقارب في منازل ومراكز مسألة استثنائية او تعفف مؤقت عن خصومة، هذا ما برع به اهل السياسة ومستغلي أحداث ووقائع حرص إظهار على الشاشات والمواقع انه ضوء في نفق، فيما نور الإنسانية الجامعة مبدأ والوطنية المتأصلة عميم..! سردوا من الشكر أبيات وللتقدير مطولات إيحاء وصل مشيمة او رتق عمق إنفصال صاغوا ثوبه ازمانآ بايديهم.. أنَّا لهم حق تقدير وتبنٍي مشاعر.؟ نافخي سموم في أبواق فتنة حاملي سهام التعصب على رؤوس إشهاد الطوائف لبوس دفاع منكر متنكر لمصالح..!
تبقى جدلية انتخاب رئيس الجمهورية مركز الدائرة فيما الافرقاء السياسيين يمارسون لعبة “العفريتة” بطفولية باهتة، ضمن سخف انقسام شعبي عامودي وولاءات متعددة تملصآ من مسؤولية ومراوغةً في أداء.. ولتكتمل المشهدية ترمى ورقة التفرد بقرار الحرب والسلم كما الانفكاك عن جبهة غزة فوق دمار قرى وبلدات على حساب ارواح شهداء لم تفارق التلال وزنة ترجيح كفة وتوثيق حجة..!
على امل النجاة من أتون يقول سقراط الفيلسوف: “إن الحياة دون إبتلاء لا تستحق العيش..!” لا أدرِ إن أصاب..!
—————————-
*عميد متقاعد مختص في الشؤون الامنية والإستراتيجية