درة تاج القيصر الروسي فلاديمير بوتين هي منظومات صواريخ الدفاع الجوي الاستراتيجي S-300 و S-400 ،، إنها “الجزرة” التي يستخدمها مع الاصدقاء و الخصوم على حد سواء ،،.فتارة يسمح ببيعها و تارة أخرى يقرر حَجبَها عن المُشتري ،، و في كلتا الحالتين فهو من منظور سياسي يعتبر الإعلان عن امكانية حصول صفقة بيع هذه الصواريخ لبلد ما ذات قيمة أكبر إستراتيجيآ و سياسيآ من قيمة إتمام عملية البيع نفسها ..
و لطالما أطالَ أمَد المفاوضات مع الدول التي رغبت بشرائها أو مع أعدائها بحجج شتى،، سواء سياسية او قانونية لإبقاء كلاهما في الفَلَك الروسي
و تَحصيل ما يمكن من نفوذ يخدم المصالح الروسية الاستراتيجية .. هي سياسة “ألعصا و ألجزرة” إذن !! فمصالح روسيا الحيوية و السياسية فوق كل إعتبار،، و الاستراتيجية التي وضعها الرئيس بوتين منذ توليه الرئاسة تقضي بإعادة روسيا الى المسرح الدولي قطبآ ندآ للولايات المتحدة ألأميركية .. “ثنائية القطبين” في إدارة الكَوكَب و شؤونه و موارده ..!
ما هي هذه المنظومات الصاروخية ؟؟
إن صواريخ S-300 و S-400 بمختلف أنواعها و طرازها هي منظومة دفاع جوي إستراتيجي بعيد المدى من 100-400 Km “وفق الطراز” و راداراتها قادرة على تتبع 100 هدف في آن معآ و ألإشتباك مع 12 هدفآ في نفس الوقت ،، أما جهوزية النظام للأطلاق فهي خمس دقائق فقط ،، الأنواع ألأحدث منها قادرة على كشف طائرات الشبح Stealth و إسقاطِها .. إضافة إلى تقنيات و مميزات أخرى كثيرة .. إنها ببساطة أقوى نظام دفاع جوي في العالم ..
الميزة ألأكبر لهذه الصواريخ هي قيمتها الاستراتيجية السياسية العسكرية و المعنوية ،،
و يَتَمَثَل ذلك في سعي معظم الدول للحصول عليها و تزويد جيوشها بها : اليونان- سلوفاكيا- أوكرانيا-أرمينيا- مصر .. و أخرى أبرمت صفقات شرائها : الهند- الصين- تركيا .. و البعض ألآخر بدأ تلقي شحناتها :قطر- إيران- سوريا ..
الملاحظ انه ما وُعِدَت دولة أو حاولت أو إشترت هذه المنظومات الصاروخية إلا و أثيرت الضجة حولها إلى حد التهديد بفرض عقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة الاميركية .. “قانون مواجهة أعداء أميركا عبر العقوبات” CAATSA – The Countering America’s Adversaries Through Sanctions Act ..
إذ أصبحت أل S-400 من عوامل تغيير قواعد اللعبة في حالة ألكباش السياسي “تركيا-إيران-قطر و غيرها”.. و من أُسُس فرض قواعد أشتباك جديدة في حالة المواجهة العسكرية “سوريا-إسرائيل” ..
و ليس أدل على ذلك من تصريح الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية، الذى يشرف على القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط: “إن نشر موسكو منظومة صواريخ إس-300 فى سوريا، إنما هو رد متهور وغير محسوب على إسقاط طائرة عسكرية روسية فى سوريا الشهر الماضى” ..
إرتفع الصراخ ألأميركي دون جدوى خلال هذا ألأسبوع ،، أثر زيارة الرئيس بوتين الهند و في حقيبته عقود السلاح الروسي التي أُبرِمت و من ضمنها صفقة أل S-400 بقيمة 5 مليار دولار ..
ألصراع على التسلح في أَوَجِه و سياسة اللا حرب و اللا سلام تتوافق مع المصالح الروسية رغم بعض ألأضرار الجانبية “Collateral Damage” .. كأسقاط السوخوي الروسية على الحدود التركية و ألأليوشين ٢٠ فوق الساحل السوري مؤخرآ ..
ألقيادة الروسية تضع نصب أعينها مواصلة تطوير ألأسلحة الروسية و ضمان تفوقها على مثيلاتها في دول الغرب معتبرة أنها أحدى وسائل تنفيذ إستراتيجياتها لا بل العمود الفقري لهذه ألإستراتيجيات .. ربما نرى يومآ رئيس وزراء العدو نتنياهو في موسكو لشرائها ..!!