خاص “الدنيا نيوز” – سلوى فاضل*
منذ أن تسلمت الدكتورة داليدا بيطار مسؤوليتها في إدارة معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية – الفرع الرابع في زحلة، أي منذ شهر، بدأت بالتفكير مع الجامعيين البقاعيين في دعم صمود هذه الجامعة الوطنية التي تقدّم خدماتها لعدد كبير من الطلاب اللبنانيين الذين يتوزعون على نطاق واسع من أقصى نقطة في الهرمل وصولا إلى أبعد بلدة في البقاع الغربي. إذ أن السلطات اللبنانية المعنيّة لم تؤسس لأي فرع ثاني يستوعب هذا العدد الكبير من الطلاب في منطقة إتشحت بالإهمال والحرمان على مدى عهود.
داليدا بيطار
فكان أن بادرت الدكتورة داليد بيطار بطرح فكرة تنظيف الصفوف والمبنى الخاصّ بالكلية على طلابها الذين سارعوا للمشاركة رغم العناء الذي يعيشون جرّاء التنقّل في منطقة يغيب عنها النقل العام بالمطلق.
فكان الصدى السريع والتلبية الكبيرة لنداء تنظيف الصفوف والقاعات، خاصة أنّ عمّال النظافة، وهم مياومون، غير قادرين على العمل بالأجر الذي يتقاضونه (30 ألف ليرة لبنانية فقط لاغير).
اجتمع الزملاء وإدارتهم الجديدة التي سعت إلى تأمين كمية من مواد التنظيف، والمياه من مالها الخاص_ وإن كانت بيطار قد رفضت الإعلان عن ذلك، حيث كشف البعض لنا الأمر_، وانطلقت عملية التنظيف في مشهد يعبّر عن حجم الحب لهذه الكليّة من قبل الطلاب حيث اعتبروها بيتهم، وواجبهم دعمها في زمن القهر هذا.
هي منزلهم الثاني الذي يخرجون منه إلى الحياة المهنية، فبوركت الجهود وبوركت النوايا الفعّالة التي من واجب الإعلام الإضاءة عليها كونها أولا مبادرة نادرة، بل فريدة إذ لم يعمد أي مدير كلية أو معهد إلى القيام بها، في ظل هجرة عدد كبير من الأساتذة الجامعيين، وتخليهم عن طلاب وبلد هو أحوج ما يكون إليهم اليوم.
مع الإشارة إلى أن الانفاق الخاص من إدارة الكلية هذه ليس الأول ولن يكون الأخير، كما ذكر أحد الطلاب لموقع “الدنيا نيوز”.
طموح بحثي
وتطمح الدكتورة داليدا إلى التشبيك مع عدد من المؤسسات الدولية والعربية لنهضة الجامعة من أجل مصلحة الكلية طلابا وأساتذة لناحية الأبحاث والدراسات، إضافة إلى السعي لتأهيل الأثاث في الكلية بما يتناسب وراحة الطالب.
ربما في العالم أجمع لم يُبادر أحد ما إلى ذلك، وبادرت مديرة كلية وطلابها إلى فعل ذلك لأن لبنان يتميّز بشبابه وطاقاته رغم الخلل الحاصل في إدارة البلد منذ عقود.
———————————-
* صحافية
