الفراغ ثابت .. ويتكامل مع التصدع السياسي والوطني..!
بقلم العميد مُنذِر الايوبي*
إنه الفراغ خلو الحيز من المادة، له في الايام توصيف راحة واستراحة، الوقت الضائع خيار هدر الزمن وتبديده تواز في ضياع او تفويت فرص، الاخير “الضياع” وحشة وحيرة تشتت فكري قد يتماهى مع وحدة وحرمان..! العقول الفارغة معضلة نفسية خطيرة، ان حكمت استُأجرت وارتهنت سيان أٰ عجز ام ارادة، مدمنة فراغ تسكن رؤوسآ نبض عروقها غباء، تخاوي جهلآ، بُعدٌ عن ادراك او تبصر انى كانت العواقب اقلها ضياع وطن..!
الخَواء استوطن بيت الشعب، انزلت راية عصت على عار ما برحت مكللة بالاقانيم الثلاث “شرف، تضحية، وفاء”.. القاعات في خَدَر “مظلم،غامض”. الخِدْرُ مفقود وهو سُتر من عُري؛ في مخادعهم ساهون، يخادعون نومآ خشية كوابيس لا بحثآ عن حلم..!
صندوقة بوجه زجاجي صفيق وسط القاعة العامة، شبه معدة خاوية تنتظر اوراقآ مُنبِهة مخدرة من “قات الجزيرة” وهو شاي العرب.. اوراق أُخر تحمل اسمآ بالحبر السري CoCl2 دُوِن وبالكَي يُكشف..! في السياق البيئي نوع من تصحر يتوازى مع فيضانات وانسداد مجاري، الفساد السياسي يكشف حاجة تخزين، تماثل عالي المستوى مع محطة عزل النفايات التجريبية
repository for radioactive waste WIPP في موقع جبل YUCCA ولاية نيفادا الاميركية..!
التزهد في ندرة، عبادة ان وجِد لا فراغ نفسي او عطب انساني. الاخلاقي له فضائل القناعة «عن امير المؤمنين ع.س: القانع ناجٍ من آفات المطامع»، إفراغ المؤسسات والادارات معصية، خزائن المصارف جوفت وخلت على براحها يتربع الصفر دليل جنائي؛ تواطؤ جرمي بعيد عن حساب او قصاص والناس ضحية..!
لا حض على التعفف والتنزه، الذل نقيض عز والضِعة خزي دون استحياء، الاول طأطأة رؤوس خضوع قهري بحكم انقياد وفاعله ذلول، الثاني قبول مشفوع بالدونية، اقرار استجداء بفعل المرء نفسه (يُقال في حَسَبه ضِعة)خسة ودناءة حد انكسار على وجه ضعف وخور، كلاهما عند الكل اعتياد..!
في الدوغماتية حقيقة مطلقة إتباع ايديولوجية ما ومعتقد اوحد، يعتنقون نقيضآ براغماتية نفعية مصلحية في كل قضية ومع كل قضاء، ممارسة استبداد دمغي لا دحضي لهم في القبول خنوع، اتقان تعسف مع اصرار على تعالٍ واهل البلد في قعر هاوية حقيقية..! اصحاب فلسفة زائفة، هراء نظريات مستقاة من عرافات ضرب الودع مدمجة بخرافات قانونية ودستورية، تنظير قاصر يفتقد موارد العقل مبتعد عن عقلانية، مترادف مع ترويج تقاليد طائفية ورمزيات غامضة..!
انقاذ الوطن اسير حسابات فلكية وابراج الحظ بالثلثين تُعَدُ. في ادعاء الغيب تنجيم، جنس من سحرة وكهانة مصنف بالاكثرية بيولوجيآ لإنتفاءِ انتماء لأمة. تناوب اسبوعي على اغتصاب خميس، في طبع كثيرين وتطبع باقين ازدراء مسؤولية وطنية، والتقية زيادة مكاسب حرام او حفظها بالحد الادنى..!
الخلاص نعمة من خالق خروج من مأزق انساني واقع سوء او تجربة مريرة، هو في المسيحية حفظ الانسان من الخطيئة وعواقبها.. خطوط التصدع السياسي تتعمق وسَّلِيلُ النجاة يتداعى حتى شقوق الارض تسرق ماءها.. إباحة توارثٍ شرير استباحة محرمات دستورية مع تبادل ادوار موانع كسر اغلال وخلاص شعب من موبقات ورزايا..!
الغفران اقنوم ديني ولاهوتي لا حدود له، التركيبة الاوليغارشية غير معنية به او ساعية اليه اذ ترى نفسها على قمة العالم.. في الرؤية الصادقة كل ما يحصل باطل بَيِّنٌ وضلال مُبين، الوطن في تشظٍ جغرافي قاتل واهل البلد عنه يرحلون.. لم يَبقَ الا الدعاء “نجنا من الشرير”..!
بيروت في 01.12.2022