قصيدة ل : عباس مبارك
ليلة أحلام خرساءْ
تحبو كعجوز شمطاءْ
تبكي وتقول لي تبتْ
تنطق بسكون وصفاءْ
قد أزعجني ضجيج الصمتْ
واغتظت من طول الكبت
ٱستلَّيتُ قلمي وكتبت
للمرأة أحلى الأنباء
في هذي الليلة أُشْبِعْتْ
في هذي الليلة أُقْنِعْتْ
في هذي الليلة أُوْقعتْ
بحب فتاة سمراء
نحن تلاقينا بالفِكَرِ
وتبادلنا حديث النَّظر
أحسست بأني في خطرٍ
من كل بنات حواءْ
فتلعثم بلساني الكَلِمُ
وابتدأ يعلوني الشَّممُ
أحسَسْتُ بأني منتقمُ
من ليلى وهند وأسماء
أوقفت قلمي عن قَصْدِهْ
ورسمت بجروحيَ بعْدِهْ
لكني مَ زِلتُ على عهدِهْ
أجعلُ من غزلي إرثاءْ
يا قرة عيني إنتظري
هيا لباسَ الستر اعتمري
وخمار العفة إختمري
لتصيري فتاة حسناء
لا تظني أني معاديكي
لكني بروحي سافديكي
وكلامي هذا أهديكي
من غير منٍّ بعطاء
للعفة عنواناً إبقي
حتى لا تتعبي أو تشقي
أيتها المرأة من يسقي
الأجيال حنانا ووفاء
أنت للرجل مرآة
لست كالرجل بالذات
لم تنشأ بالكون حياة
من غير رجال ونساء
لحقوق المرأة إثبات
في الإنجيل والتوراةْ
وبالقرآن مساواة
وبين الناس إغراءْ
كم حق المرأة من بخسْ
في مجتمعٍ كله أنسْ
للإعلانات والجنس
وزيادة ربحٍ وإثراءْ
في كل مكان وزمانْ
المرأة كانت إنسان
فليقرأوا هذا العنوانْ
وليحكموا حكم العقلاءْ
إن كنت قد قلت ذنباً
إن فوق أمري رباً
أقسم أني قلت حباً
بالمرأة لا بغضاً ساءْ
لا تعرضي جسمك للناظرْ
واختمري بحجاب طاهر
فالشر بخمارك عاقر
لا يُنْجِبُ ويموتُ حياءْ..
لا ينجب ويموت حياء..
