وطن لن يزول …
بِقَلَم العميد مُنذِر ألأيوبي*
هي الحياة بمجموعها حيوات، سلسلة احداث في معظمها فُرضت او تفرض علينا، خروج عن السيطرة حينآ وقدرة على تدجينها أحيانآ او مواجهتها وفقآ للظروف والقدرات. لطالما خشي كثيرون من الوصول الى الحافة من حدود، لعلة الحفاظ على المكتسبات او الرضا المعيوب، والرضا الصافي عن الحياة رفاه ذاتي لمن يستطع او يشكر …!
في انعدام الكفاءة او التعذر لاحراز الاقصى، يبدأ البحث عن التسويات صنو التفاهم في وجهها القبول، غالبآ ما تكون على مضض وقد يصبح الالم رفيق دائم.
ما ابشع المنتصف وارذله، في إحرازه انهيار الذات، استهلاك للوقت على إجترار لِأمَل التغيير، سراب تراه في كل الزوايا، أَٰ يستجدي وطن من جَلَس على كُرسي دَرَس.؟
عن العدالة؛ الجميع يبحثون كأنهم يستكشفون نفطآ كمون، ساعون اليها في محرابها مكانهم فيها مُحال. مطلب من فجر الخليقة و البدايات. نسبية هي لكنها في المطلق حق البشرية في العيش سواسية والا فقدت معناها. هي عبء لطالما كانت مع مَغيبٍ لا شُروق، وهكذا عِنا، حالات الزمان علينا شتى و اقواسها استثناء، ان مارسها قاضٍ او قيضَت لحاكم فمن بديهيات الميزان على إستواء…
ظُلام مَزَقوا وطن نكبوا شعبآ ذُبِحَ حتى الوريد. القبائح ممارسة والمعاصي دستور، مواد رمادية اللون، فقرات في قراءتها قدرة على ملاعبة الاحرف وحَدِث عن تفاسير الجُمل. لدن نفوس امارة بالسوء، بَفَت في ليل والليرة بخير.! فقدت الناس أرزاقها والمال عزيز، الجوع كافر عميم، العوز فاقة والعيش الكريم سطو على هناء العيش وفي العَمدِ جناية..!
تاهت الناس مَلء الوباء الكوكب، كرات تاجية شغوفة بالقتلِ دون رحمة او وجل. هم جفونهم لا تَرُف كأنها حدقات اصنام محنطة والقلوب صدأة. السِنَة على الموجة الطويلة تسمع والترددات وضيعة، الواي فاي شبكة من وهم، تنابذ على استعلاء، والسطو على المغانم مبدأ لا داء..!
في ترسيم الحدود رسمت الخطوط، بَحر مَتيه في تخطي الجوهري، هم بنو اسرائيل الذين تاهوا، انقلبت الآية صارت الصحراء لنا بحر تيهان على صَلف، نقاش على مسافات ومساحات او تضاريس، بين صخرة واخرى الغاز مدفون في الاعماق مكنوز. بطون اكتنزت من رزايا، الطوز لا موسمي ذرات كرامة تذروها رياح ساخنة، جدل بيزنطي مستمر الى يوم يبعثون..!
أحرقوا كل المراكب لا الشرق شَرقٌ ولا الغرب غرب، على يأس شعب ينتظر فرجآ إن اتى فهو مُرُ العلقمِ؛ لم يعد للسفارات حاجة اصبحت دور راحة لا اكثر؛ فَ علام تبقى؟ وخازن المال يشكو قلته. الحكومات كالحكايات، في البدايات تكليف وفي اللانهايات تأليف، اما الاجتهادات فمن نصوص عُلِبَت طوتها المئوية الاولى..!
في الثروة النباتية، بقي القنب المعجزة الخضراء، فاقت شهرته الارز، الكابتاغون منتوج وطني الانتماء عربي الهوى. القصور جسيم، اجهزة في مركب مثقوب والاداء على قد الحال. من الرياض الى اثينا وانحاء المعمورة عُري كامل، لا سترة او تستر، على علة فساد في تذوق الرمان..! والقلوب مليانة..!
الدعم مزغول، تسمع فتصدق، الفجار من التجار على عين الدولة وناظريها تواطؤ دقيق الاهداف سِلع جابت العالم الا ذويها، محاسيب لا من يحاسب او يسأل، إن سُئِلَ سائل فالعتب مرفوع..!
في فلسفة الزوال؛ هو الوطن المعشوق الاول لا مثيل له،… اما الخشية فمن الزوال، أَٰ يَفنى هذا الوطن المتربع وسط بقاع الدنيا.؟ أَٰ نَسير نحو اضمحلال.؟ كيف نترك كل هذا الجمال يتهاوى.؟ أَٰ نَذوب في اللامعنى.؟ أم أن اللبنان هذا فاجأنا نظير وهم غير حقيقي..! كيف يغادرنا الحب ويهجرنا الفرح.؟ ضاعت نشوة الانتماء، سُلِبَ الولاء، حال من افتراس بإغتصاب في غفلة ليل بهيم..
المسؤوليات ترمى على نصلِ الفتنة، بين الكُل وعلى الكُل..! الشاشات حبلى نظريات، الامهات ثكلى مرفأ نُصُبٌ لمن غابوا شاهدآ على مَن نَصَبوا، والعقوبات تحبو على بطء السلحفاة..!
في تسلسل بنود المأساة الف سؤال وسؤال، دول تسأل عنا اهتمامآ والمسؤولون منا لاهون عنا. المنطق يبحث عن مكان يستقر به دون جدوى، بين الحركة والسكون
و بين البياض والسواد قَارَ اللص ليخفي مشيته، وبقي القار يلوث بحرآ في صيف حزين..!
في وجودية الوطن؛ جُعِلَ مِسخ كيان عشوائي في جوهر اللامعقول Absurd، نقيض كامل لفلسفة التراث
و انجازات الاوائل. ماهيته انه الاصل كَ التراب والماء والهواء، رسالته وُقِعَت بحبر القداسة، عملاق في بنيه ومغتربيه اينما حلوا وكيفما جدوا ومن جد وجد..!
اخيرآ؛ في معنى الشرف، كلمة الصدق لا يُخَل بها، ولا رجعة فيها..! لا استسلام لأهواء ولا انقياد لحدس الخطيئة وإن أغرَت.. مفقود المبنى صار مع انهزام دون احراج صُنو خيانة، شركٌ بالله واصطفاف مع اللات والعزى..! ألم يحِن الوقت لتنصروا الوطن.؟ لتبعدوا الدنس وروح الرذيلة الخنثى.. سيكون البكاء من حسرة الزوال أمَرُ واقسى عليكم..! وللناس مما تبقى رحمة الباري، تمسكآ بوطن يسكن الوجدان ولن يزول مهما جار الزمان، انه شعلة نور لا تنطفيء..!