الفراغ …
بقلم ألعَميد منذر ألأيوبي*
نجح ألجيش أللبناني و ألقوى ألأمنية يوم أمس في تأمين إنعقاد جلسة ألثقة وبالتالي إنقاذ ألوطن من فراغ سياسي محتم قاتِل كما كفلا سوية حماية حرية ألتظاهر والمتظاهرين أبناء ألإنتفاضة من بناتنا وألأبناء .. توازيآ نجح رئيس ألحُكومَة حسان دياب في إثبات حرفية سياسية مع نية وإرادة طيبة وصلبة صادقة لإنقاذ ألبلد ومواجهة ألتحديات ألمطروحة على تعددها وتشابكها ..
“هو لا يريد شيئآ لنفسه” قالها بألفم ألملآن و هذا قمة ألتجرد .. وبألرغم من ألإنتقادات أللاذعة و ألغَير محسوبة سواء عن جهل أو عن إنعدام قدرة على تقييم ألوضع بمخاطره إستمر ألحراك بإعلان مطالبه ورفع شعاراته في وجه ألسلطة ألحاكمة دون تمييز بين غث وسمين أو بين فاسد و نظيف ولا بأس بذلك إذا إستمر ألصراخ دونَ غوغاء آو شغب على مسار إنتظار ألأعمال والنيات ..
في سياق متصل ؛ كان صادمآ مشهد ألنائب سليم سعادة ألعقائدي ألمثقف ألإنساني ألواقعي بلطافة ألتعبير ألغير ملوث بأدران ألفَسادِ أن يتعرض لإعتداء بشع لا يمت من إرتكبوه إلى ألحراك ألنظيف بصلة ..!
وإذ تمكنت ألحُكومَة ألإئتلافية من نيل ثقة محسوبة بدقة مفسحة ألمجال على خلفية تكوينها لأول مرة في خلق جبهة نيابية معارضة ستكون مرغمة على ممارسة دورها بإيجابية بناءة فألحراك بألمرصاد ، بألمقابل فإن ألوزراء ألمعينين سيرزحون تحت مجهر ألمُراقبة و ألمحاسبة في سعي مفروض للقيام بواجبهم بكل كفاءة و أداء مميز ..!
إنقاذ ما يمكن إنقاذه بِداية بالتوالي والتدريج ألمنطقي ، حبل نجاة وأولى خطوات ألفريق ألحكومي للخروج من قعر ألهاوية ، فألشعب أللبناني بشرائحه كافة سَيَكون ألخصم و ألحكم في آن ، إذ عند ألإمتحان يكرم ألمرء أو يهان وبقناعة متجردة وأمل مرتجى نُقطَة ألنهاية سيكون قوسها ألتكريم ..!
من جهة أخرى ؛ و دونَ ترف ألوقت ألمستقطع قِبَل إنهيار داهم سيتحمل ألناس “مُرغمآ أخاك لا بطل” ألمئة يوم ألمفترضة بكل ألمآسي ألتي يمرون بها من ألفقر وألجوع وإنعدام ألرعاية ألإجتماعية إضافَةً إلى ألإقتصاد والنقد ألمتهاوي و غير ذلك من مصائب أحاطت بهم .. إستطرادآ للجيش أللبناني في هذه ألفترة ألحرجة واجب ألإمساك بأمن ألبلد بصلابة إعتدناها و وعي تلمسناه لتتمكن ألحُكومَة من شق طريق ألإنقاذ دون ضغوط ألفوضى و ألإعتداء على ألأملاك ألعامة و ألخاصة و بألتالي تأمين ألمناخات ألمناسبة للنجاح و في نجاح ألحُكومَة إنقاذ للوطن و ألشعب ..
في إبتذال تعاون ضمني “implicit collaboration” بين أوليغارشية مهيمنة على مقدرات ألبلاد و فئة من سياسيين و إداريين بصماتهم واضحة على أرفف ألخزينة بعلم خازن ألمال رُبَما أو جهلآ مِنهُ أو تجاهلآ ، فإن من ألسخرية و ألإستخفاف بعقول ألعامة تصويب سهام ألتجريح على حُكومَة وليدة بديلة عن فراغ مدمر رُغمَ ما إعتراها من شوائب ألهنات ألهينات ليس أكثَر ؛ و هؤلاء هم بألذات من أوصل ألبلاد إلى ألإنهيار و ألعباد إلى ألإنتحار دون رفيف أجفان أو قلق من كوابيس ..!
“ألسنة ألناس أقلام ألحق”؛ بألإمكان تلمس رغبة أهل ألبلد منح ألحُكومَة ألفرصة و هيَ للوطن ألأخيرة ؛
و إذا إبتعدنا قليلآ عن صخب وسائِل ألتَواصُل ألإجتماعي و ما تنضح به من تعليقات و معلقات ألهجاء ألمخزية مفعولها كألرصاص قاتلة ، فألغالبية تجاهر بدعوات ألتوفيق لها على كلمة (إنشاءالله) ؛ إذ أن ألمصيبة جامعة و كامل جسد ألوَطَن مصلوب معلق على صليب واحد لا أكثَر ..!
غدآ ألخميس ألجلسة ألأولى لمجلس ألوزراء برئاسة رئيس ألبلاد ، ألرهان على مقررات إستثنائية بداية خطوات جدية لإستعادة ألثقة و حفظ ألحقوق ، إستعادة ما نهب و ألإفراج عما حَجَبَ عن ألمواطنين إستبدادآ دون وجه حق .. ألتحدي يدور بين فئة ألذين كفروا بشياطين ألفساد بعد إنفضاض ألملائكة من حولهم و فئة ألصابرين على رجاء ألقيامة إيمانآ و إحتسابآ و ألغلبة لهم ..!
بيروت في 12.02.2020
*عميد ، كاتِب و باحث.