إسكات البنادق…!
بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*
بين هموم دول ألقارة ألسوداء و مشاكلها قاسم مشترك common denominator جديد شمل جغرافية ألكَوكَب
و لم يستثنها من ضرباته يتمثل في مكافحة ألتَطَرُف و ألإرهاب بِألإضافة لقضاياها ألأساسية ألأخرى ألمزمنة ألتي تعاني منها و تشمل لا حَصرَآ ألنزاعات ألمُسلحة و ألحدودية ، ألهيمنة ألجيوسياسية ، ألمجاعة وتفشي ألأوبئة ، قضايا ألتنمية ، مكافحة ألفَسادِ ، مصادر ألمياه و ألطاقة إلخ .. من هذه ألمنطلقات ألأساس ألَتي تَفرُض معالجتها
أو إحتواءها بألحد ألأدنى إنعقد يوم أول من أمس ألأحد في دورته 33 ألمؤتمر ألسنوي لدول ألإتحاد ألأفريقي بمشاركة 45 دَولة ذات سيادة في ألعاصمة ألأثيوبية أديس أبابا ..
تاريخيآ ؛ جهدت هذه ألمنظمة ألقارية African Union منذ تأسيسها عام 2002 على مُحاوَلَة تحقيق بعض أهدافها ألتنموية من خلال مؤسساتها ألمتعددة سواءً ألسياسية منها أو ألإدارية كَ “ألمجلس ألإقتصادي و ألإجتماعي ، ألبرلمان ألأفريقي ، لجنة حقوق ألإنسان ، محكمة ألعدل ألأفريقية و غيرها”.. كَما سعت إلى إيجاد ألحلول لقضاياها ألمشتركة بهدف تحقيق ألأمن و ألسلام ، مساندة ألديموقراطية و حقوق ألإنسان .. إضافَةً إلى محاولاتها تسهيل ألإندماج Integration ألسياسي و ألإجتماعي و ألإقتصادي لدول ألقارة و شعوبها ..
من جهة أخرى ؛ بقناعة عدم جدوى ألحل ألعسكري تُشَكِل ألأزمة ألليبية مصدر قلق إستراتيجي لدول ألشمال ألأفريقي من حيث عقم ألنزاع ألمسلح ألمحتدم و دُخول ألعديد من دوَل خارج ألقارة على مَسرَح ألصراع بألتوازي مع تسلل ألتنظيمات ألإرهابية ألمُتطرفة و ألمرتزقة ألمأجورة إذ تعتبر ألأزمة ألليبية ألأخطر ألتي تمر بها دول ألإتحاد ألأفريقي ، و بألرغم من تأكيدها و دعوتها إلى حل يضمن سلامآ دائمآ ينهي ألنزاع برعاية ألأُمَم ألمتحدة تجد نفسها عاجزة عن تقديم أي مبادرة في هذا ألإطار ..!
في سياق متصل ؛ حذر الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريتش” Antonio Guterres و مسؤولون أفارقة “من مغبة إرسال الأسلحة و ألمسلحين إلى ليبيا و تمادي ألتدخلات ألخارجية” و ذلك قبيل انطلاق القمة الأفريقية التي تصدر جدول أعمالها الأزمة الليبية والوضع الأمني في منطقتي الساحل و ألصحراء”..!
على صعيد آخر ؛ ألنزاع ألمصري – ألأثيوبي حول سد ألنهضة ألمشاد على حوض ألنيل ألشرقي إزداد توترآ بعد فشل ترتيبات عقد لقاء قمة بين ألرئيس ألمصري عبد ألفتاح ألسيسي و رئيس وزراء أثيوبيا آبي أحمد على هامش ألمؤتمر ، ألأمر ألذي يَفرُض تفعيل ألوساطة ألأميركية حيث توجه مساء أمس وزيري خارجية ألبلدين إلى واشنطن على أمل ألتوصل إلى صيغة تضمن حقوق مصر في مياه نهر ألنيل من جهة و تشغيل ألسد و ملء خزاناته من أُخرى و ذلك وِفقَآ للقوانين ألدولية ..
توازيًا ؛ يعتبر ألتَدخل ألعسكري ألتركي في ليبيا و ألإتفاقيات ألموقعة بين ألحُكومَة ألليبية و نظيرتها ألتركية تهديدآ إستراتيجيآ يشكل أولويةً في مواجهته و درء أخطاره و سَيَكون مدار بحث معمق بين دول ألجوار ، إذ أن مصر تضعه في خانة تهديد ألأمن ألقومي ألمصري كما قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرَةً مسرحها ألأراضي ألليبية و مياه ألمتوسط ..
من هذا ألمُنطلق ؛ و في تقارب تناسبي harmonic convergence أتَت دعوة الرئيس ألسيسي إلى إنشاء قوة عسكرية أفريقية مشتركة قادرة على ألتَدَخُل لإنهاء ألنزاعات ألتي تمزق ألقارة تَكون بديلآ عن قوات ألأُمَم ألمتحدة لحفظ ألسلام و ضامنة في آن لعدم تدخل دول إقليمية من خارج ألقارة في قضاياها و مشكلاتها ..!
في تضامن معلن Avowed Solidarity ؛ تطرق ألمجتمعين إلى ألقضية ألفلسطينية ،عبر رفض “صَفقة ألقرن” بإعتبار الخطةالأميركية إنتهاكآ و تجاوزآ لقرارات الأممالمتحدة و ألإتحاد الأفريقي ذات ألصلة فَهي ستساهم بشكل أو بآخر بزيادة منسوب ألعنف و ألتوتر و إجهاض مبادرة بيروت ألعربية للسلام 2002 و إسقاط حقوق ألشعب ألفلسطيني ألمشروعة في إطار حل ألدولتين ..!
إختتم ألمؤتمر يوم أمس ألأثنين ببيان يلبي طموحات مشروعة وعاد ألرؤساء ألمشاركين كُل إلى دولته بخفي حنين على أمل مرتجى بِتحقيق شعار ألقمة إسكات ألبنادق Silencing The Guns عسى ألا يكون سرابآ بعيد ألمنال ، اذ أن ألقارة ألأفريقية نالت ما يكفيها من مجاعة و خراب و قهر لشعوبها مع و من ممارسات حكام و حكومات ديكتاتورية جائرة ..! ألعبرة دائمآ في ألتنفيذ و فقراء ألعالَم هم من يدفعون ألثمن ..!
بيروت في 11.02.2020
*عميد ،كاتِب و باحِث.