الطلقة الأخيرة ..!
بِقَلَم : ألعَميد مُنْذِر ألأيوبي*
ضمن عملية عسكرية شاملة و بعد طول إنتظار و تَرَوي دخلت وحدات ألجيش ألسوري ألنظامي و ألقوات ألحليفة أحياء مدينة “خان شيخون” ألإستراتيجية ، كبرى مدن ريف إدلب ألجنوبي بعد إطباق آلحصار عليها ضمن فكي كماشة مواصلة تقدمها نحو وسط ألمدينة تحت نيران قصف جوي و بري عنيف أدى إلى إنهيار خطوط “كوكتيل” ألميليشيات ألمسلحة ألجهادية تباعآ ..!
في سياق مُتَصل ، و دون ألتوسع في تفاصيل ألعمليات ألعسكرية و إستراتيجية ألقضم ألتي يتبعها ألجيش ألسوري مع ألأرض ألمحروقة تحت ثقل قصف ذو عصف مرعب من راجمات “أرغن ستالين”
40 صاروخآ BM-21 من عيار 122mm في رشق سريع خلال دقيقة واحدة .. يمكن قراءة ألوقائع و ألمتغيرات ألميدانية و ألسياسية وِفقآ لما يلي :
- سُقوط إتفاق “سوتشي” ألموقع بين روسيا و تركيا شهر أيلول 2018 فيما يتعلق بمدينة إدلب و ريفها ألقاضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح تفصل قوات الجيش السوري عن الميليشيات ألمعارضة بعد سحب أسلحة ألأخيرة الثقيلة و ألمتوسطة ..
- باتت مدينة خان شيخون إعتبارآ من صباح أليوم محررة من ألقوى ألتكفيرية – فصائل ألنصرة ، هيئة تحرير ألشام ، تنظيم ألدَولَة ، جيش ألعزة إلخ .. و عصية على أي إختراق أو هجوم مضاد بعد أحكام سيطرة ألجيش السوري على ألتلال ألإستراتيجية ألمحيطة بألمدينة ..
- بروز عمق ألخِلاف بين الفصائل و الميليشيات المتطرفة إثْرَ تبادل الاتهامات بألتخوين و ألتخاذل لصالح قوات النظام أو بألتواطؤ معها ..
- فرض واقع عسكري إستراتيجي مختلف ، ألتفوق فيه و ألسيطرة لقوات ألنظام مع قدرة على ألمناورة ضمن مناطق شمال غرب سوريا و ريف حماة ألشمالي عبر تطويق و عزل ألمسلحين بعد قطع خطوط ألإمداد عنهم ..
- تأمين ألحماية ألتَويَّة ألمباشرة ، بعدما كانت محكومة بألنيران للطريق ألدولية M-4 بين مدينتي حلب و أللاذقية مع عزلها عن أية عمليات قد تستهدفها من قبل ألمجموعات ألمسلحة ، إضافة إلى مثلث حماه – دمشق – حلب M-5 ..
- فشل ترتيبات ألهدنة في محافظة إدلب و ألمناطق التي يتمركز فيها الجيش التركي التي سبق و إتفق عليها بين موسكو و أنقرة ..
- لافتآ عدم ألرد عسكريآ على تعرض قوة من ألجيش التركي يوم أمس لضربة جوية أثناء توجهها الى موقعها شمال-غرب بعد وقف تقدمها جنوبآ ، و إكتفاء وزارة الدفاع التركية ببيان اعتبرت فيه الهجوم مخالفآ للاتفاقات ألمعقودة .. بألمقابل ، أدانت ألخارجية ألسورية إنتهاك ألأليات المدرعة و شاحنات ألدَعم بألذخائر التي حاولت تركيا إيصالها إلى مدينة خان شيخون بهدف نجدة ألإرهابيين و تمكينهم من الصمود بوجه الجيش السوري ..
- من ألواضح أن تركيا لا ترغب بتصعيد ألمواجهات و ألمعارك في محافظة إدلب تلافيآ لموجات نزوح جديدة إليها من أللاجئين ألسوريين ..تاليآ ، أن قيادة ألجيش ألتركي ستتلافى ألمواجهة أيضآ مع ألجيش ألسوري أثناء تنفيذ عملياته في المناطق الحدودية التي حاولت تركيا فرضها بعمق 40 km داخل الأراضي السورية كما ستقلص من دعمها للإرهابيين .
- سُقوط ألمخطط ألتركي بإحتلال و ألسيطرة على مدينتي حلب و إدلب كذلك تلاشي فكرة ألعملية ألعسكرية ألتركية ضد ألوحدات ألكردية “قسد” في منطقة شمال شرق سوريا ألمتاخمة لتركيا رغم ألإتفاق ألأميركي – ألتركي عليها مؤخرآ ..
- من ألطبيعي إرتفاع معنويات مقاتلي الجيش السوري و حلفائه بعد سُقوط المدينة و المناطق المحيطة بها مع بدء ملاحقة فلول المسلحين المتطرفين ..
إزاء هذه ألمشهدية ، أتَت ألكلمة ألفصل كألمعتاد من ألرئيس ألروسي بوتين ألذي أكد قبيل لقاءه ألرئيس ألفرنسي ماكرون أن سوريا سَتُحَرر و أن روسيا تدعم عمليات ألجيش ألسوري ضد ألإرهابيين كما أن إدلب يجب أن تعود للسيادة ألسورية ..
خِتامَآ ، “خان شيخون” هي ألطلقة ما قبل ألأخيرة في جسد ألمؤامرة Conspiracy بُغيَة ألسيطرة ألشرعية على كامل ألتراب ألسوري ، و بغض ألنَظَر عن من يوالي و من يعارض ؟ من مع ألنظام و من ضد ألنظام ..؟
لا يمكن مقارنة ألجيش ألسوري ألوطني بفيالق ألقتلة ذوي ألسلوكيات Behaviorist ألمجرمة أصحاب اللحى ألملوثة بدماء ألأبرياء ، ألساعين لقتل أجيال عبر نظريات بيداغوجية Pedagogic مُشوِهَةً ألدين ألحنيف في مقاربة إدراكية Cognitive Approach مُمنهجة لِ “جهاد” كاذب ذو راية سوداء تغدر بألإنسانية و تُوغِل تمزيقآ في قيمها .. ألنازحين بألإنتظار و ألأرض لهم ..
*عميد، كاتب و باحث في ألأمن وألإستراتيجيات
بيروت في 20.08.2019