هل تختار الدلافين أصدقائها مثل البشر
“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف
عندما يتعلق الامر بتكوين الصداقات، يبدو أنَّ الدَلافين مثلنا تماما، فهي تُشكّل صداقات مع دلافين اخرى لديها خصائص واهتمامات مماثلة لها. وتقدم النتائج، التي نشرها فريق دولي من الباحثين من جامعات بريستول وزيورخ وغرب أستراليا، نبذة عن العادات الاجتماعية لهذه الحيوانات الرائعة.
والبداية مع Shark bay خليج القرش والذي يُعد أحد مناطق التراث العالمي في غرب أستراليا حيث يعيش عدد كبير من الدلافين، وهو المكان الوحيد الذي شوهدت فيه الدلافين وهي تستخدم “الإسفنج البحري” Sponges كأداة للبحث عن الطعام. وتساعد هذه التقنية -والتي تتناقلها الأجيال- الدلافين على إيجاد الطعام في قنوات المياه العميقة. وقد لاحظها الباحثون من قبل عندما أصيبت بعض الدلافين بالجوع، فقامت بتمزيق إسفنجة بحرية وتثبيتها على منقارها، بهدف حماية منقارها من الصخور وقِطَع الأشجار المكسورة والتي تنتشر في قاع البحر.
وباستخدام البيانات السلوكية والجينية والفوتوغرافية التي جُمِعت من 124 من ذكور الدلافين خلال أشهر الشتاء في Shark bay على مدى تسع سنوات، قام الفريق بتحليل مجموعة فرعية مكونة من 37 من ذكور الدلافين، تضم 13 يستخدمون تقنية الإسفنج و 24 لا يستخدمون هذه التقنية. وقد وجد الباحثون أنَّ الذكور المستخدمين للإسفنج يصادقون بعضهم لفترة أطول من مصادقة الدلافين الآخرين الذين لا يستخدمون التقنية ذاتها.
وفي هذا الصدد، يشرح الدكتور سيمون ألين، وهو مؤلف مشارك في الدراسة وأحد كبار الباحثين في كلية بريستول للعلوم البيولوجية، فقال: “إن البحث عن الطعام باستخدام الإسفنج هو نشاط يستغرق وقتاً طويلاً وهو نشاط فردي إلى حد كبير، لذا تستثمر الدلافين ذلك الوقت في تكوين تحالفات وثيقة مع الذكور الآخرين”. وتشير هذه الدراسة إلى أن الدلافين الذكورية، شأنها في ذلك شأن نظرائها من الإناث بل وشأنها شأن البشر، تُشكّل روابط اجتماعية قائمة على المصالح والاهتمامات المشتركة.
وأضافت مانويلا بيززيرو، كبيرة المؤلفين في الدراسة في جامعة زيورخ: “إنّ الدلافين الذكور في Shark bay لديها نظام اجتماعي رائع يتألف من تشكيل تحالفات عديدة. وهذه الروابط القوية بين الذكور يمكن أن تدوم لعدة عقود، وقد كنا متحمسين جدا لاكتشاف تحالفات الإسفنج، والدلافين التي تشكل صداقات وثيقة مع غيرها من الصفات المماثلة”.