*بقلم العميد منذر الايوبي
غياب العقل انحراف نحو الجنون، كثر من عامة تجد فيه علاقة وثيقة مع الجن حد اعتبارهم ظل الكائن البشري على الارض، مهمتهم الوحيدة الأيحاء بالمعاصي او الشرور، الوسوسة في أُذن الانسان وضميره.. علميآ او طبيآ الجنون من الامراض النفسية يدعى “الفصام” Shizophrenia اعراضه تغير انحداري في السلوك، تمادٍ في هلوسة وتوهم سماع اصوات او رؤية خادعة الخ… ذلك نتيجة انعدام التوازن بصورة رئيسية في “الدوبامين” Dopamine مادة عضوية موجودة في المخ تلعب دور هرمون وناقل عصبي، تأكيد إستجابة معظم مرضى الفصام للعقاقير الطبية التى تؤثر عليها وتخفف تأثيراتها..!.
تاليآ؛، على مدى عقود تشير كَمُ الدلائل الافعال والنتائج ان حلم الخلاص سراب.. معظم الساسة المفسدين ومن التحق بركبهم كما اقطاب الاوليغارشية باتوا في مصاف الجن لا بل تَلَبَسهم؛ إذ وأدوا البلد ما تركوا لأهله ليادآ ثم اودوا بمعظمهم مرضى معاناة نقص مادة الدوبامين المعروفة باسم “هرمون السعادة”؛ مع لفت الانتباه: ان في بعض المناطق والانحاء لا يزال يمارس العلاج الشعبي بأساليب شتى، اذ لجأ الكهان والعرافون الى ضرب المريض النفسى أو العصبى ضربآ مبرحآ موجعآ او رجمآ حد إيذائه غرض طرد الجن او الأرواح الشريرة من جسمه..!
في سياق متصل، لاحت على قسم من جماعة التوريث السياسي عدم اكتمال التكوين الدماغي والجهاز العصبي علة الاصابة منذ الولادة؛ اما حديثي النعمة الوزارية او النيابية فقد بدت عليهم مؤشرات اضطراب الملكات الذهنية والفكرية او التحكم بالتصرفات الخارجية “تعطش الى الظهور” اضافة الى انعدام قدرة على الربط المنطقي التشريعي والقانوني بين معاناة الناس والمعالجات، اذ أتت الاخيرة استعراضية “ولدنة” سطحية غير ذات قيمة بعيدة عن مهنية او اختصاص..!
من جهة اخرى؛ على مصطبات كهول القرى سيرة تندر عن جنون الدولار وادارته من جن، شياطين تسكن الورقة الخضراء، هي اصل تعاسة البشر تعطي حق امتلاك لأي شيء على سطح الكوكب.. في الذاكرة 17 تشرين تاريخ دافيء شبه فلسفة حياة، جذور التعاسة تكمن في الذاكرة انها التاريخ بفرحه واوزاره واحقاده، العائق الوحيد امام الغفران.. يقول المكسيكيون عن (الباسيفيكي) المحيط الهادىء انه “بلا ذاكرة” هذا فعلآ اجمل ما فيه، ربما اصيب اللبنانيون بهدوء “الزهايمر”Alzheimer بعد يأس، شاباتهم وشبانهم لم يحتاجوا كثير عناء لفهم حكاية كيان رُكِب بصدفة التقاطع الاقليمي، لم يعتادوا عيش القفص يرحلون طيورآ تبحث عن حياة زاهية، هجرة الى بلاد ملاذ، سِمتها ذاكرة اخف لن تضرب جذورها عميقا في قلوبهم والنفوس.
في الزمان والايمان تسكن قداسة مكرسة، ورد في انجيل متى: “لما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين فاخرج الأرواح بكلمة وفية وفيما هما خارجان إذا إنسان أخرس مجنون قدموه إليه فلما أخرج الشيطان تكلم الأخرس”. في القرآن الكريم سورة كاملة بأسم الجن: “قل أوحى إلى أنه أستمع نفر من الجن فقالوا أنا سمعنا قراءنآ عجبآ “..!
ختامآ؛ التوازن الآزوتي Nitrogen Balance اساس دورة الحياة، مساواة بين اخذ وافراز النيتروجين، قد يكون ايجابيا، سلبيا او متساويآ؛ منه يصنع السماد الصلب مثل “نيترات الامونيوم”، روث تدمير العاصمة.. بين قضاء وقضاء فاحت على المعمورة رائحة فساد، في المنتصف حق الضحايا لا القدر، الاهل والجرحى اسرى الذاكرة فيما ساكني العالم السفلي (جِنٌ) تسرح وتمرح على روابي الوطن وأزقة المدن..!
بيروت في 05.02.2023
