وزير الطاقة يشتري الشمس من 11 شركة .. من هي الشركات ؟ وبأي ثمن
بقلم : البروفسور إيلي الزير*
لفتني خبر ورد قبل قليل عن قيام وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض بعقد مؤتمر صحافي عقده اليوم في الوزارة، ليعلن فيه انه وقع عقود لشراء الطاقة مع ممثلي ١١ شركة من القطاع الخاص، لبناء محطات انتاجالكهرباء من الطاقة الشمسية، وذلك بناءً على تفويض من قبل مجلس الوزراء رقم 34 بتاريخ 12/5/2022.
واعتبر فياض في كلمته ان “اللقاء اليوم هو لتوثيق لحظة تاريخية في مسار تحول لبنان نحو إستعمال المزيد من الطاقةالمتجددة لإنتاج الكهرباء. إذ وبالرغم من كل الظروف الإستثنائية التي يمر بها وطننا وبالرغم من حجم الضغوط التييتعرض لها إقتصادنا الوطني، يأتي هذا الإنجاز الكبير الإيجابي يتمثل في توقيع عقود شراء الطاقة بين وزارة الطاقةوالمياه من جهة وممثلي إحدى عشر شركة من القطاع الخاص من جهة اخرى“.
واضاف: “انه وبحسب هذه العقود، تقوم الشركات الخاصة ببناء إحدى عشر محطة شمسية لإنتاج الكهرباء بقدرة 15 ميغاوات لكل محطة ويتم ربط الإنتاج على شبكة مؤسسة كهرباء لبنان وبيعه للمؤسسة“.
لكن ما سماه الوزير “انجازاً كبيراً في لحظة تاريخية” يدعونا الى توجيه الكثير من الاسئلة الفورية ، على خلفية الكم الكبير المتراكم عن فضائح يحكى عنها ولا تنتهي في صفقات وزارة الطاقة، كما في مؤسسة كهرباء لبنان منذ ما قبل حملة “Lebanon of Lebanon on” في العام 2010 التي طلب الوزير جبران باسيل من مجلس الوزارء تمويلها بمبلغ 200 مليون دولار على ان تنتهي بإضاءة لبنان 24/ 24 في العام 2015 حيث كانت ساعات التقنين في حينه 18 ساعة وتصل في بعض المناطق الى 21 ساعة وبعضها 24 ساعة، وجمَّد مجلس الوزراء مدعوماً من حلفائه في ذلك الوقت لفترة طويلة حتى أخضع اعضاء الحكومة للموافقة على صرف المبلغ عنوة، ومن دون ان ننسى صفقة البواخر التركية وصولاً الى التسوية التي مررت تحت سطوة الابتزاز في مجلس الوزراء اخيراً، وفرضت على مصرف لبنان ان يموِّل صفقة الفيول التي وصلت في الآونة الاخيرة الى لبنان على ان يستوفى ثمنها لاحقاً من خلال رفع التعرفة على اللبنانيين وبيعهم الكهرباء بدولار السوق السوداء!.
واذا كانت الاسئلة لا تنتهي في هذا المضمار فإنني الان اجد نفسي كلبناني معني بسؤال الوزير فياض : من هم اصحاب هذه الشركات ال11 التي ستبيع الطاقة او الشمس للوزارة؟ وما هو تاريخ هذه الشركات؟ ولماذا لم يتم اعلان اسماء اصحابها؟ ولماذا لا تستجر الوزارة نفسها الطاقة الشمسية، وتبيعها للبنانيين مباشرة من دون المرور بالشركات؟ طالما ان ما عرفناه مجدداً هو ان هذا النوع من الانتاج هو انتاج رباني وليس صعباً ابداً، ولا يحتاج لا الى شركات ولا الى سماسرة ؟
كما نود ان نسأل معاليه عن كلفة الطاقة على هذه الشركات ال11 التي ستبيعه طاقة الشمس وعن كلفة الكيلوواط الواحد علينا كلبنانيين ؟
كذلك نسأل ومن حقنا ان نسأل في ظل هذا الكم من الفضائح والكلام عن المليارات المهدورة في وزارة الطاقة والتي فاقت الاربعين مليار دولار اميركي في مؤسسة يفترض انها تربح ولا تخسر، لانها بالمبدأ تبيع سلعة غالية، فنسأله ان يصدقنا القول بالفعل.. هل هذه الصفقة هي فعلا صفقة لصالح الدولة؟ او لاشخاص محددين؟
وحين يتحدث الوزير عن بيئة نظيفة، هل يلتفت الى انهم نظفوا جيوبنا من المال ولم يعد لدينا ما يكفي حاجاتنا الاساسية كمواطنين لبنانيين باتوا جميعا تحت خط الفقر والعوز والفاقة؟
في الختام اعيد التكرار على الوزير فياض اذا كان شفافاً فعلا فليتفضل ويسمي للشعب اللبناني والعالم كله اسماء كل اصحاب هذه الشركات والمسؤولين فيها ، وماذا فعلوا من قبل؟ وما هي كلفة ما يستجره منهم من كهرباء شمسية ؟
فنحن متوجسين فعلا من كثرة ما توارد من كلام حول الصفقات والهدر المشهود في وزارة الطاقة ؟ ونطالب بشفافية العقود الجديدة ، كما نطالب الوزير بان يكون شفافاً اكثر الان حفاظا على مصداقيته، فليتفضل ويعرض على الملأ كل المعلومات المطلوبة حول هذه العقود ليراها كل الرأي العام، لأن الشعب اللبناني أهم من الوزارة .
————————————
*كاتب سياسي، واخصائي سمع .