يقودنا المفكر نعوم تشومسكي عبر هذا المقال المكتوب منذ ثلاثين عاماً لتلمس وسائل السيطرة على الشعوب وعلى العالم بواسطة ماكينة ضخمة هي وسائل الإعلام “الميديا”، وعبرها يمكن توجيه أفعالنا وسلوكياتنا وحتى أرائنا بحيث تبقى قريبة من الأهداف المرجوة للقائمين على هذه السياسات، لنتعرف على بعض من هذه الاستراتيجيات المتبعة:
استراتيجية الإلهاء: وهي استراتيجية مفضلة لوسائل الإعلام، حيث نجد الكثير من البرامج الترفيهية التي تروج لمصالح الفئات المسيطرة ويمكنها اشغال الجمهور عن قضاياه وإعاقته بطريقة لطيفة عن البحث عن الحقيقة.
استراتيجية المبالغة في طرح المشكلة ثم تقديم الحلول: عند الحاجة لتمرير قرارات غير شعبية يتم افتعال أزمات ليطالب الجمهور بعلاج سريع يحمي المجتمع، فتتدخل آليات السيطرة لتطرح الحلول المحضرة مسبقاً وتمرير قوانينها وهذا يحصل أمام اعيننا اليوم، كقوانين الإرهاب والهجرة والعنف وغيرها.
استراتيجية التدرج: وهنا يوضع الجمهور ضمن نطاق التأقلم وأن كل شيء سيكون أفضل غداً، ويتم تمرير قرارات ستطبق في المستقبل وعبر وسائل يعتاد الجمهور على سماعها ويتهيأ لتنفيذها عندما يحين الوقت.
مخاطبة الجمهور كأنهم أطفال صغار: ويتم به تضليل الرأي العام والحديث مع الجمهور بلغة صبيانية واستجرار ردات فعل بنفس الطريقة وتكريس هذه اللغة وتأصيل فكرة أنهم غير ناضجين بما يكفي.تحييد العقل ومخاطبة العاطفة: تسهل مخاطبة العاطفة عند أغلب الأفراد ووسائل الإعلام تستغل هذه الفكرة بالحديث عن الانتماء والدين والقومية ومسائل أخرى تلعب على أوتار حساسة، يلتزم أغلب الأفراد بها لمحاكاة اللاوعي.
ابقاء الناس في حالة جهل: عبر خلق فجوات ثقافية وجعل التعليم متفاوت بين كل طبقة وأخرى، كالتعليم الذي يتلقاه العامة في المدارس الحكومية وبين التعليم في المدارس الخاصة بحيث يصعب تجاوز هذه الفجوات مع الوقت.
تشجيع الرداءة: وهنا الدور الرئيسي لوسائل الإعلام في خلق مناخ مناسب للابتذال الثقافي والفكري ونشر الجهل وتشجيع الجمهور على تقبله، وبالتالي تحوله لتعاطي الرداءة وحتى الوصول للعنف.
تحويل المشاعر من التمرد إلى الإحساس بالذنب: عبر وسائل الإعلام بدأ الجمهور يحصر انتباهه في نواقصه الذاتية عن الطبقات العليا كنقص التعلم والمؤهلات، بدل أن يهتم بعدم التوزيع العادل للثروة وغيرها، فينظر إلى نفسه كعقبة ومسبب لوضعه عوض أن ينظر إلى النظام السياسي الاقتصادي كمسبب حقيقي لهذا الوضع.
معرفة المزيد عن الناس أكثر مما يعرفونه عن أنفسهم: عبر تجهيل طبقات الشعب العامة، وزيادة إطلاع الفئات المسيطرة على العلوم الحديثة، فيقود هذا لتحكم الفئة العليا بالمعلومات التي تؤدي إلى التحكم بالأخرين بشكل أو أخر. لا تكن ضحية لوسائل الإعلام فقد بت تعرف حيلهم.