ناجي البستاني يجب ان يكون الرئيس القادم
بقلم : شارل ايوب
كتب رئيس التحرير العام لجريدة الديار اللبنانية الزميل الاستاذ شارل ايوب في افتتاحيته اليوم مقالاً اقترح فيه التوافق بين القوى السياسية الرئيسية على الاقل، على انتخاب المحامي ناجي البستاني رئيساً للجمهورية في لبنان، باعتباره شخصية سياسية وقانونية مرموقة ويملك عددا من المزايا الاساسية المطلوبة والملحة في الرئيس الذي سيتولى ادارة البلاد في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الكيان اللبناني.
وجاءت افتتاحية الزميل ايوب على النحو الآتي:
لماذا لا يكون الوزير الســابق ناجي البستاني الرئيس القادم لرئاســة الجمهورية؟ وهو رجل المؤسسات من الطــراز الاول، وهو الذي عمل طــوال حياته لمصلحة لبنان ولمصلحة المؤسســات الدســتورية، وهو البعيد عن الفســاد، وهو الملتزم دستورياً في كل المهمات التي
يقوم بها. يكفي الوزير البســتاني انــه محامي وزارة الدفاع،
اي محامــي لـ ١00الف ضابط ورتيب وجندي، ويتخذ مواقفه على اســاس ميزان القوانين في المؤسســة العسكرية، كما انه يتعاطى مع مشاكل مليون مواطن
لبناني ضمن ميزان القوانين ايضاً. لماذا لا يكون البســتاني الرئيس القادم المعتدل؟ وهو
من امثال الرئيس الراحل فؤاد شهاب. واعطاه الله العمر الطويل، مع ذكره مع الرئيس شهاب.
ولمــاذا لا يكــون الوزير البســتاني الياس سركيس الثاني، البعيد عن الفساد والملتزم بالقوانين والدستور، وبالانفتاح على كل الطوائف؟
الوزير ناجي البســتاني ثروة كبرى، ويعطي قيمة اضافيــة للدولة اللبنانية، وهــو لبناني في الصميم، وعروبي عن قناعة، ولم يتزلّم في حياته لدولة اجنبية او عربية او آسيوية… بل كان عنوان الحفاظ على لبنان
ككيان وكدولة. الوزير ناجي البســتاني مــن موقعه كمحام لوزارة
الدفــاع والجيش اللبناني، كان دائماً مع الجيش القوي ومع سلطة الجيش اللبناني في اطار القوانين اللبنانية، وفي الوقت نفســه لمع اسمه عندما كان وزيراً، فكان خلاقــاًبالافكاروالمقترحاتالتــيقّدمهاعلىطاولة مجلس الوزراء، وهو المؤهل لقيادة لبنان، وبخاصة انه منفتح على الاطراف كافة، ومنفتح على كل الطوائف
التي تحترمه وتق ّدر فكره وتواضعه. اما الاســاس والاهم، فهو ان الوزير البســتاني من
عائلة مارونية عريقة، فالمطران البســتاني الذي ادى دوراً مميــزاً في وحدة الجبل، كان الاقرب اليه. كما انه نجل المدعي العام التمييزي الاول في لبنان الرئيس نبيل
البستاني. لم يذكر اســم الوزير البســتاني في اي صحيفة او
مجلة او على شاشات التلفزة انه ارتكب يوماً مخالفة، او انه قريب من الفســاد، لانه عندما نتحدث في لبنان عن الفساد، فالذين حكموه منذ الاستقلال وحتى يومنا غرقوا في الفســاد، وهم منــذ 30 عاماً يجمعون المال العام ويضيفونه الى ثرواتهم الشخصية، فيما المحامي البستاني، لديه في مكتبه 30 محاميا للدفاع عن الحق،
وللدفاع عن حقوق المواطنين. لم يذكر يوما ان الوزير البســتاني استعمل سلطته
لمصلحة شــخصية، ولا نريد ان نتحدث عن المرشحين الاخريــن، لكننا لا نرى افضل من ان يكون البســتاني رئيسا للجمهورية.
الوزير البســتاني لا يحــب التحدي، لكنه يتحدى ايا كان ان يذكــر انه ارتكب مخالفة واحدة في الدولة، او استغل مركزه لمصلحة شخصية او استفاد بقرش واحد
من المال العام. الشــعب اللبناني يفتش عن رئيس قوي، عن رئيس
مؤمن بوحدة لبنان، ومؤمن بان الشعب اللبناني واحد ومظلوم من الذين حكموه منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا.
لذلك آن الاوان ان يأتي رئيس منفتح على كل الطوائف ويطبق القوانين.
الوزير البســتاني هو ابن الجبــل، لم يعمل الا على وحدتــه موارنة ودروزا، كذلــك عمل على الوحدة بين السنة والشيعة والموارنة، ومع بقية المذاهب والطوائف. ابدع الوزير البســتاني في الدســتور اللبناني، وفي المطالعات التي اجراها، وفي المســاعي الوفاقية التي
قام بها. انجازاته كبيرة وكثيرة، لكن الشعب اللبناني لا يعرفها
لان البســتاني لا يحب ان يتحدث عن انجازاته، وكلها تصب في ابعاد الفتنة عن الشــعب اللبناني، وهو عمل في هذا الاطار لسنوات وسنوات، لكن الحرب اللبنانية كانت اكبر من الجميع وجرفت الكل، لكن البســتاني لم ينخرط في اي جهة شــاركت في الحرب التي ادت الى
استشهاد الاف اللبنانيين. على صعيد اخر، قام البســتاني بتشريع اكثر من 20
مؤسســة في الدولة، ووضع قوانينها وتشريعاتها، كما ان علاقته مع ســفراء الدول متكافئة، فالسفراء يزورونــه ليأخذوا برأيه ويطلبوا نصائحه، ويخرجون
بانطباع انه شخصية محترمة جدا. الوزير الســابق ناجي البستاني هو الرئيس المطلوب
للمرحلة المقبلة، لان صفات الرئاسة تنطبق عليه، فهو سيعمل على محاربة الفســاد والطائفية والمذهبية، وســيجعل الجيش اللبناني قويا جدا، وســيجعل كل
مواطن ينال حقه في المحاكم.
———————-
مقال نشر اليوم في جريدة الديار