بقلم : تيسير حيدر
1- في قريتي…
أحمِلُ ملفَّاتِ كُلِّ الفُقراء،لي جِهازُ اسْتِشْعارِذَبْذباتِ عَذابِهِم والجَمال .الأسى في العُيون،خطوطُ الألَمِ المُنْهمرِ من الوَجنات،البَسمةُ المَغمورةُ بالطِّيْبة ،القَلْبُ المَجروحُ بالحُبّ،الظُّلْمُ المُرفرفُ فوق الهُدْب .
أُحَيِّيهم ،أُعانقُ أحلامَهم المُجْهضة ،أُنَمِّي قلوبَهُم بعبيرِ الكَلام ،أتألَّمُ كطبيبٍ فقد الأمَلَ بشِفاءِ مَرْضاه ولكِنَّهُ بِعِنادٍ يُجري العَمَلِيَّاتِ كَنَمْلةٍ تَكدُّ لِتَنْقُلَ حِمْلَها الثَّقِيل …!!
2- العَالَمُ حَدِيقَتي !
أقرَأ بنَهمٍ كَمَن لن يَجدَ بعد اليومِ قَلَماً يَقطرُ شَهدا !
أجذبُ الأسْطُرَ المُغَشِّاةَ بالقُبَل !
فَنُّ الكِتابَةِ شَغَفي !
مَن يُمسِكْ قلَماً ،محراثاً_ تَشْتَهيه الأعشابُ _ ألتَمِسْهُ ،أعانقْ صَفحَتَهُ !
أطفو فوق نَهرٍ من جَذْب ،ألَقٌ ،بَسماتٌ ،أفكارٌ !!
الزَّمَنُ مُسرِعاً يَهبطُ نحو الأثلامِ الأبدِيَّة ،سَأنتقِمُ مِنهُ بأن أغَرِّدَ ولَو قلِيلاً في الأعالي !
عَسى أن تُشرِقَ شَمسٌ في المَدى !
عَسى القُبلاتُ تُمسي عَسَلا !
عسى الكَونُ يغدو حَريرا !
عسى أن أنتقِلَ فوق هذي الكُرةِ الأرضِيَّةِ كما أنتَقلُ في بيتي _من غُرفةٍ إلى غُرفة _!
عَسى العَالَمُ ……..حَدِيقَتي !!!!!!!!
3- المساء!!
القريَةُ غارِقةٌ في غَمامِها المُعانِق !!
يَغْفو الصَّوْتُ والطَّاوِلةُ تسْتَريحُ من عَناءِ الكُتُب،السَّرِيْرُ يَفتحُ ذِراعيه كَراعٍ يَهشُّ على غَنَمه بِحُبّ .
العَتمةُ تَدنو والأحلامُ تَتَدَحرجُ فوق الوسائدِ بِنَهم .الأطفالُ مَسحورون بجَمالِهم يَبسمون.
الجَدَّاتُ يَغْرَقْنَ في هُمومِ الماء والكَهرباء والأبناء والأحفاد والصَّلاة وهَدِير المَوتِ قُرْبَ الأبواب .الطُّرُقُ تَستقبلُ الهَواء بِحُرِّيّة ،تَجذِبُهُ لِيرتاحَ قليلاً ،يَتَثاءبُ ويُمارِسُ رِياضَتَهُ بين الحَصى .
والقَريَةُ غارِقةٌ في غًمامِها المُعانِق !!