“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف*
شهد عام 2021 عدد من الكوارث الطبيعية التي عانت من ويلاتها بعض الدول، فمن الأعاصير إلى الحرائق، تفاوتت الكوارث، ولكنها اتفقت في نتائجها المُدمرة على بعض البلدان. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على بعض الكوارث الطبيعية التي حدثت في عام 2021.
إعصار شاهين:
في أكتوبر الماضي تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من الصور، التي تم التقاطها في عدد من المناطق المختلفة في سلطنة عمان، حيث أظهرت التأثيرات المدمرة والخسائر الفادحة التي تسببت فيها السيول الجارفة التي نتجت إثر إعصار شاهين المداري.
أظهرت الصور التي تم تداولها، غرق شوارع رئيسية في سلطنة عمان بمياه غزيرة، وتغطية الرمال للعديد من الميادين الكبرى، كما أدى الإعصار إلى نفوق آلاف الأسماك، ورميها خارج المياه.
يُذكر أن سلطنة عمان كانت قد قامت بتفعيل خطة الطوارئ، من أجل مواجهة التأثيرات المحتملة التي قد يتسبب بها الإعصار المداري شاهين على السلطنة. وحذر المركز الوطني للإنذار المبكر العماني في وقت سابق من المخاطر المتعددة التي قد تصاحب الإعصار شاهين، موضحاً أن الإعصار المداري كان متمركزاً وقتها على دائرة عرض 24.2 درجة شمالاً، وخط طول 59.3 درجة شرقاً، مشيراً إلى أن إعصار شاهين يواصل حركته نحو سواحل السلطنة المطلة على بحر عمان.
بسبب الإعصار العنيف، تم إعادة جدولة كل الرحلات، من وإلى مطار مسقط، وأعلنت السلطات العمانية، يومي الإعصار إجازة رسمية للمصالح الحكومية والمدارس في السلطنة.
كما أفاد الدفاع المدني في سلطنة عمان بأنه تمت الاستجابة لعدة بلاغات، والتي قدمها أشخاص حاصرتهم الأمطار بمركباتهم في محافظة مسقط، لافتاً إلى أنه تم إنقاذ العشرات خلال هذه العملية.
كما أشارت التقارير إلى أن الإعصار المداري شاهين تسبب في قطع عدة طرق رئيسية في السلطنة، وذلك بسبب الأمطار الغزيرة والرياح القوية المصاحبة له.
إعصار إيدا:
بسبب إعصار إيدا في الولايات المتحدة الأمريكية، كان هناك دماراً هائلاً حلّ بولاية لويزيانا وخاصة مدينة نيو أورلينز الأمريكية. وفي الوقت الذي بدأ خلاله الناس في جميع أنحاء جنوب شرق ولاية لويزيانا مُحاولة مُعالجة حجم الضرر الناجم عن إعصار إيدا، واجهتهم أزمة جديدة وهي انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وخدمة الهاتف المحدودة.
تلقت السلطات الأمريكية ما لا يقل عن 200 مكالمة إنقاذ، تم إنقاذ أكثر من 70 شخصاً من قرية جان لافيت للصيد، بينما تم العثور على امرأة ميتة. ونُسبت حالتا وفاة أخريان إلى العاصفة، وقد صرح مسؤولو الولاية حينها بأنهم يتوقعون اكتشاف المزيد من الوفيات.
حث عمدة نيو أورلينز، لاتويا كانتريل، بعد الإعصار، السكان الذين تم إجلاؤهم على عدم العودة إلى المدينة في أي وقت قريب، وذلك نظراً لانقطاعات الكهرباء والتحديات الأخرى التي تواجهها المدينة في أعقاب العاصفة.
قالت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن عمليات السلب والنهب انتشرت بالولاية، في وقت حذرت فيه شركات الصرف الصحي من توقف مضخات الصرف نتيجة انقطاع الكهرباء.
بينما قال جون بيل إدواردز، حاكم ولاية لويزيانا، إنه ممتن لأن نظام الحماية من الفيضانات أبقى الأضرار التي لحقت المدينة بسبب إعصار إيدا في وضع أفضل بكثير مما كان يمكن أن تكون عليه، أكد الحاكم: “كانت هذه عاصفة كارثية للغاية، إذا كان هناك جانب إيجابي، فهو أن أنظمة السدود لدينا أدت أداءً جيداً للغاية.”
حرائق الغابات في كاليفورنيا:
خلال أغسطس عام 2021، تعرضت غابات كاليفورنيا لدمار كبير خلال لم يسبق لها مثيل، وذلك تزامنا مع الرياح الجافة شديدة الخطورة التي وصلت إلى المنطقة، وانتشرت أطقم الحماية المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية للعمل على إطفاء هذه الحرائق وسط مخاوف من جولة الرياح العاتية التي أوصلت النار إلى غابات شمال كاليفورنيا.
أدت موجات الجفاف وارتفاع درجة الحرارة المرتبطة بتغير المناخ إلى صعوبة مكافحة حرائق الغابات في الغرب الأمريكي. يقول العلماء إن تغير المناخ جعل المنطقة أكثر دفئاً وجفافاً خلال الثلاثين عاماً الماضية وسيستمر في زيادة حدة الطقس وزيادة تواتر حرائق الغابات وتدميرها.
عرضت شبكة “يورو نيوز” لقطات من محاولة فرق الإطفاء السيطرة على حرائق كبيرة في منطقة سييرا نيفادا الجنوبية بشرق كاليفورنيا، بعد انتشار الحرائق بالقرب من بحيرة إيزابيل، وهي وجهة شهيرة لصيد الأسماك وركوب القوارب، كما صدرت أوامر بإجلاء حوالي 10 مجمعات، وأدى الحريق إلى انتشار آثار الحريق على امتداد 32 ميلا مربعا.
دمر الحريق عشرات المنازل وتم إغلاق الطرق بعد سقوط حطام من النيران على الطريق، وبسبب تحذيرات العلم الأحمر لرياح تتراوح من 20 إلى 30 ميلاً في الساعة وصلت سرعتها إلى 40 ميلاً في الساعة.
أحرق رجال الإطفاء الغطاء النباتي حينها، لمنع ألسنة اللهب من التوجه إلى مجتمع بولوك باينز الذي تم إخلاؤه، وأعلن مسؤولو الإطفاء إنه على الجانب الشمالي الشرقي، كانت أطقم العمل تحمي الأكواخ في منطقة الغابات الكثيفة.
حرائق الغابات في الجزائر:
في أغسطس الماضي، شهدت الجزائر حرائق هائلة، حيث اندلعت النيران في الغابات، والتهمت مساحات واسعة من الأخضر واليابس، وتسببت في وقوع خسائر مادية فادحة، في واحدة من أسوأ الكوارث التي تعرض لها الشعب الجزائري في السنوات الأخيرة.
بحسب ما ذكرته تقارير محلية، فقد شب أكثر من 36 حريقاً في حوالي 18 محافظة جزائرية، والتي اندلعت إثر حرائق غابات كارثية، التهمت الأشجار والبشر، مُسببة حالة من الفوضى والهلع لم تعشها الجزائر منذ سنوات.
تداولت مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات لكارثة حرائق الجزائر، والتي أظهرت حجم النيران التي نشبت في في عدد من الولايات والمدن الجزائرية، والرجال الذين يحاولون إخمادها، فيما ارتفعت ألسنة اللهب إلى السماء، وغطى دخان كثيف مساحات كبيرة من البلاد.
ووفقاً لما ذكرته صحف جزائرية، فإن حرائق الغابات التي شهدتها الجزائر هذا العام تسببت في خسائر فادحة في الغطاء النباتي الموجود في البلاد، كما أنها أودت بحياة 35 شخصاً، من المدنيين والعسكريين، الذين كانوا يحاولون السيطرة عليها وإخمادها.
نقلت التقارير الصحفية عن خبراء ما قالوه حول سبب الحرائق التي اندلعت في الجزائر، حيث قالوا إن منطقة الشرق الأوسط تمر حالياً بمرحلة تغير في المناخ، لافتين إلى أن تغير المناخ هو السبب الرئيسي في الحرائق المستعرة التي ضربت عدة دول، مثل: تركيا واليونان وتونس والجزائر.
وقال جوكسي سينكان، الباحث في المناخ، أنه يرى اتجاهات مختلفة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، من حيث الجفاف الذي تزداد قسوته ولا يمكن التنبؤ به، خاصة مع ازدياد درجات الحرارة وموجات الحرارة الشديدة التي تتعرض لها المنطقة حالياً.
حرائق غابات تركيا:
في يوليو الماضي، أعلن مسؤولون أتراك، عن إن أكثر من 60 حريقاً اندلع في 17 مقاطعة على سواحل بحر إيجة التركية والبحر الأبيض المتوسط، والتي بدأت باندلاع حرائق غابات بالقرب من مناطق ساحلية سياحية، لقي خلالها ثلاثة أشخاص على الأقل مصرعهم في جنوب تركيا، كما تم نقل العشرات من المصابين بحروق بعد أن دمرت النيران منازل في منطقة كاليملر.
قال بكير باكديميرلي، وزير الزراعة والغابات، إن حريق غابات اندلع بالقرب من بلدة مانافجات الواقعة على البحر المتوسط في إقليم أنطاليا وتم احتواؤه إلى حد كبير. لكن حريقاً آخر اندلع في اليوم التالي، وامتد إلى منطقة أكسيكي، على بُعد حوالي 50 كيلومتر شمالاً. قُتل ثلاثة أشخاص في الحرائق، وأخلت السلطات 18 قرية ومنطقة.
قالت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التابعة للحكومة التركية حينها إن ما لا يقل عن 112 شخصاً تضرروا من الحرائق، بينهم 58 تم نقلهم إلى المستشفى، معظمهم بسبب استنشاق الدخان والحروق. كما أنقذت السلطات 10 أشخاص كانوا على متن قارب في سد أويمابينار بالقرب من أكسيكي.
أضافت إدارة الكوارث والطوارئ إن العديد من المنازل والشركات والمحاصيل والمركبات تضررت في مانافجات.
أفادت السفارة الروسية، بأن ثلاث قاذفات مائية كانت تساعد في عمليات الإطفاء.قال باكديميرلي إن 35 طائرة و 457 مركبة و 4000 فرد شاركوا في جهود مكافحة الحرائق.
بسبب الحرائق، تم إخلاء عشرات القرى وكذلك بعض الفنادق، وأظهرت لقطات تلفزيونية مبان محترقة وأشخاصاً يفرون عبر الحقول، بينما حاول رجال الإطفاء على الأرض وفي طائرات هليكوبتر احتواء حريق مانافجات ، على بعد 75 كيلومتراً شرق منتجع البحر الأبيض المتوسط. أنطاليا.
تنتشر حرائق الغابات في مناطق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة في تركيا خلال أشهر الصيف القاحلة، على الرغم من أن بعض حرائق الغابات يكون هناك شكوك بوقوعها بشكل متعمد.
واجهت تركيا سلسلة من الكوارث الناجمة عن الظروف الجوية القاسية خلال الصيف في عام 2021، بما في ذلك فيضانات مفاجئة أودت بحياة ستة أشخاص في منطقة البحر الأسود.
———————————
* رئيسة القسم الثقافي في “الدنيا نيوز”.
