“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف*
الدول كما الأفراد، قد تُقرر أو تفعل أشياء يمكن وصفها بكونها غريبة، خلال السطور التالية يُمكنك أن تجد بعض من أغرب القرارات والأفعال التي قامت بها الدول خلال عام 2021.
تركمانستان تمنع مواطنيها من توصيل الإنترنت إلا لمن يُقسم على القرآن!
حاولت دولة “تركمانستان”، المجاورة في آسيا الوسطى لإيران وأفغانستان، أن تحكم قبضتها على استخدام مواطنيها للإنترنت، ففرضت عدداً من القيود الصارمة على استخدام شبكات الإنترنت المنزلية الخاصة، وتوصلت إلى طريقة فعّالة لإجبار المواطنين على عدم استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية “في بي إن” لتفادي زيارتهم للمواقع المحظورة.
أشار العديد من مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء البلاد، إلى أن الحكومة تُجبر كل من يطلب خدمة الإنترنت في منزله، بأن يضع يده على القرآن الكريم، ويقسم عند تسجيل طلبه، بعدم استخدام تطبيق VPN المتيح الاطلاع على المواقع المحظورة خلال التسجيل للولوج إلى شبكة الإنترنت على مستوى منازلهم.
تقول آينور إحدى المستخدمات الغاضبات: “انتظرت لمُدّة عام ونصف العام بعد أن استوفيت جميع المستندات اللازمة ووقعت استمارات الطلب لتثبيت الواي فاي في منزلي. الآن يقولون إنه يجب علىّ أن أقسم على القرآن أنني لن أستخدم الشبكة الافتراضية الخاصة، ولكن لا شيء يمكن الوصول إليه بدون شبكات افتراضية خاصة لا أدري ماذا أفعل”.
تُصنف تركمانستان بأنها واحدة من أسوأ دول العالم من حيث الرقابة على الإنترنت، فهي توضع في نفس القائمة مع بيلا روسيا، الصين، إيران، كوريا.
تأتي الخطوة الغريبة للقسم على المصحف في تركمانستان بعد سنوات طويلة من العزلة وحجب العديد من المواقع بما في ذلك فيسبوك ويوتيوب وتويتر. الوصول إلى الإنترنت في تركمانستان أيضاً بطيئاً وخاضعاً للرقابة، حيث احتلت تركمانستان المرتبة الأخيرة في مؤشر عالمي لسرعة اتصالات الإنترنت، مع حظر العديد من الموارد عبر الإنترنت بشكل تعسفي في البلاد.
في الوقت نفسه، كثفت السلطات جهودها لمنع السكان من استخدام أدوات التحايل على الرقابة (VPN) للوصول إلى الموارد المحظورة، مثل المواقع الإخبارية المستقلة التي تغطي تركمانستان والمجموعات الحكومية الناقدة على منصات التواصل الاجتماعي.
سلوفاكيا تُقرر تحديد مكافأة مالية لمتلقي لقاح كورونا:
وافق برلمان سلوفاكيا، الدولة العضو بالاتحاد الأوروبي، على خطة صاغها وزير المالية إيغور ماتوفيتش، تستهدف منح المواطنين من سن الستين وما فوق ما يصل إلى 300 يورو، ما يُعادل 339 دولاراً، عند تلقيهم اللقاح المُضاد لفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19.
تهدف الخطة التي وافق عليها البرلمان إلى تعزيز نسبة أخذ التطعيمات في سلوفاكيا، لأن معدلات التطعيم بها الأقل في الكتلة. كذلك سيدعم هذا التوجه نظام الرعاية الصحية المتعثر وسط موجة قياسية من الإصابات الجديدة.
خلال التصويت، وافق نحو 97 نائباً على الخطة مقابل 13 فقط لم يوافقوا عليها، وقد أقرّ النواب أن أولئك الذين يتلقون جرعة أولية واحدة على الأقل من اللقاح بحلول 15 من يناير من العام القادم سيحصلون على 200 يورو، ما يُعادل نحو 226 دولاراً نقداً. أما الذين يحصلون على جرعة معززة بحلول 15 يناير أيضاً سيحصلون على 300 يورو.
يُذكر أنه حتى الآن، تم تطعيم 46.5% فقط من سكان سلوفاكيا البالغ عددهم 5.5 مليون نسمة. من ناحية أخرى، تواجه سلوفاكيا ارتفاعاً قياسياً في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجد، الأمر الذي يجعلها واحدة من أكثر المناطق تضرراً في العالم.
كوريا الشمالية تُصدر قراراً بمنع الضحك لمُدّة 11 يوماً:
شهدت كوريا الشمالية، خلال شهر ديسمبر الجاري تطبيق قراراً غريباً، يستمر لمُدّة 11 يوماً، حيث أمرت السلطات الحكومية الجمهور بعدم إظهار أي بوادر للسعادة إحياءً لذكرى وفاة كيم جونغ إيل، الذي حكم البلاد منذ 1994 حتى وفاته عام 2011 وخلفه نجله الزعيم الحالي كيم جونغ أون. وهو القرار الذي يتم تطبيقه على مدار 9 سنوات منذ رحيل كيم جونغ إيل زعيم الدولة السابق.
أمر كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، مواطنيه بتعميم حالة الحداد لمُدّة 11 يوماً، بمناسبة حلول الذكرى العاشرة لوفاة والده، ولإحياء الذكرى، لا يُسمح للمواطنين بالضحك أو تناول الكحول أو الانخراط في أي أنشطة ترفيهية، بالإضافة إلى عدم التسوق أو شراء مستلزمات البقالة.
ذكرت تقارير صحفية بريطانية، أن حالة الحداد أيضاً تشمل مجموعة من الإجراءات وهي منع البكاء بصوت مرتفع حتى في حالة وفاة أحد أفراد أسرة أحد المواطنين، كما لا يُسمح بإخراج الجثة إلا بعد انتهاء حالة الحداد.
قرار في كوريا الشمالية بمنع الناس من ارتداء معطف معين:
يبدو أن لكوريا الشمالية نصيب الأسد في قائمة أغرب القرارات، فقد ذكرت تقارير صحفية أن الحكومة في كوريا الشمالية قد منعت الناس من ارتداء المعاطف الجلدية، ليبقى ارتداؤها حكراً على الزعيم كيم جونغ أون. وفقاً لما تناقلته التقارير فإن كيم كان قد ارتدى معطفاً جلدياً وظهر به بشكل عام لأول مرة قبل نحو العامين، حيث ظهر كيم جونغ أون لأول مرة مرتدياً معطفاً جلدياً في ديسمبر 2019. وشوهدت حينها أيضاً شقيقة كيم، يو جونغ، وبعض النساء البارزات بالمعطف الجلدي.
ليُصبح المعطف بعدها شائعاً بين النخبة في كوريا الشمالية، الذين حرصوا على تقليد “موضة الزعيم” فقط رغبة في إظهار ولائهم له. ما جعل السلطات الكورية تتدخل وتحظر ارتداء هذه المعاطف، أن المعاطف الجلدية “المُقلدة” قد انتشرت بين عموم المواطنين، وبررت السلطات تدخلها وحظرها لارتداء هذه المعاطف قائلة، وفقاً لتصريحات الشرطة، إن ارتداء الملابس المُقلدة وغير الأصلية يعتبر موضة غير جيدة لمنافسة السلطة العليا.
أضافت الشرطة أنهم قد أصدروا تعليمات للمواطنين بعدم ارتداء المعاطف الجلدية، وقد جعلت للحزب الحاكم وحده الصلاحية لتحديد من يمكنه ارتداء المعاطف الجلدية.
طالبان تفتح “موقع تماثيل بوذا” للزيارة بـ 5 دولارات:
هذا القرار يُعدّ غريباً بالنسبة لحركة طالبان، التي تُسيطر على الحكم حالياً في أفغانستان، فقد عُرفت الحركة بتشددها وتحطيمها للتماثيل، إلأا أنها قد اتخذت خلال هذا العام قرار غريب عليها، فقد أفادت تقارير صحفية بأن حركة “طالبان” قد افتتحت موقع تماثيل بوذا كمزار سياحي، يسمح للسائح بالتجول في المكان والتقاط الصور مقابل 5 دولارات. أرجعت التقارير تفسير هذا الأمر إلى أن الحركة تسعى إلى تقديم صورة أكثر اعتدالاً عن نفسها بعد سيطرتها على الحكم.
كانت المنطقة التي تم افتتاحها كمزار سياحي حالياً، موقعاً مقدساً للبوذيين على طريق التجارة القديم بين الصين وأوروبا المعروف باسم طريق الحرير.
وعندما أعلنت حركة طالبان خطتها لتدمير التماثيل في عام 2001، تعرضت لضغوط دولية شديدة لإبقاء هذه التماثيل قائمة، لكن الجماعة أسقطت التماثيل باستخدام متفجرات ثقيلة. ومنذ توليها حكم البلاد مرة أخرى قبل بضعة أشهر، سعت طالبان إلى تقديم وجه أكثر اعتدالاً للعالم، على الرغم من الحملة القمعية في بعض المناطق.
تضم أفغانستان مواقع أثرية تاريخية في جميع أنحاء البلاد، وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، أعلنت وادي باميان، حيث كانت تتواجد التماثيل، موقعا للتراث العالمي في عام 2003. وعملت مع الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة حينها للحفاظ على ما تبقى من تماثيل بوذا بعد تدمير طالبان للموقع.
وزير خارجية توفالو يُلقي كلمته في مؤتمر المناخ من وسط المحيط:
في نوفمبر الماضي، ألقى وزير خارجية دولة توفالوا كلمة أمام مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو وهو يقف في وسط المحيط وتصل المياه إلى ركبتيه، ليُبين للعالم كيف أن بلاده الواقعة على جزيرة في المحيط الهادئ تقف على خط المواجهة في مواجهة تغير المناخ.
تم تداول صور سيمون كوفي وهو يقف ببدلة وربطة عنق في منبر أقيم في المحيط على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. وصول الماء إلى ركبتي وزير الخارجية لفت الانتباه إلى كفاح توفالو ضد ارتفاع منسوب مياه المحيط.
قال كوفي، حينها، عن رسالته بالفيديو إلى المؤتمر: “إن الفيديو يُقارن بين وضع COP26 والحالة الواقعية التي تواجهها توفالو بسبب آثار تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر ويسلط الضوء على الإجراءات الجريئة التي تتخذها توفالو لمعالجة القضايا المُلحة للغاية المتعلقة بالتنقل البشري في ظل تغير المناخ”.
الصين تُصدر تحذيراً غير مفهوم ينشر الهلع:
في نوفمبر الماضي، كشفت وسائل إعلام صينية محلية عن أن سكان مدن الصين قاموا بإفراغ رفوف المتاجر، وأن الصينيين قلقون للغاية بشأن احتمال فرض حجر صحي صارم، لذلك قرروا تخزين السلع الضرورية التي يحتاجونها خوفاً من عدم التمكن من الوصول للمواد الغذائية لاحقاً.
حدث هذا بعد أن دعت الحكومة الصينية مواطنيها لتخزين قدر كافٍ من المواد الغذائية لحالة طوارئ محتملة، لم تُحدد سببها، وهو ما أثار المخاوف داخل البلاد وخارجها على حد سواء، وفتح باباً للعديد من التفسيرات حول سبب حالة الطوارئ المُحتملة.
حثت وزارة التجارة الصينية المواطنين على تخزين كمية معينة من المنتجات الأساسية لتلبية الاحتياجات اليومية في حال إعلان حالة الطوارئ. كما دعت الوزارة مختلف السلطات المحلية إلى تسهيل وتدفق الإنتاج الزراعي والإمداد ومراقبة مخزون اللحوم والخضراوات والحفاظ على استقرار الأسعار، وإعطاء تحذيرات مبكرة بشأن أي مشاكل في الإمداد.
كما نشرت وسائل الإعلام المحلية الصينية قوائم بالسلع الموصى بتخزينها في المنزل بما في ذلك البسكويت والمعكرونة سريعة التحضير والفيتامينات وأجهزة الراديو والمصابيح الكهربائية.
من ناحية أخرى، طالبت صحيفة “إيكونوميك ديلي”، التابعة للحزب الشيوعي الصيني، المواطنين بعدم الانزعاج من نصيحة الوزارة، وقالت إن العديد من الأُسر ما زالت عالقة في الإغلاق المرتبط بانتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، دون إمدادات كافية من الأرز والخضراوات.
لم تذكر وزارة التجارة الصينية، حينها، أي سبب لهذه الدعوة، ولم تعط أي إشارة حول ما إذا كان هذا الإعلان مرتبطاً بالوضع الوبائي أو عمليات الإغلاق المحتملة الناتجة عن انتشار جائحة كورونا، أو غيرها من الأسباب.
هذا التعتيم أثار بعض القلق على وسائل التواصل الاجتماعي من أنه ربما يكون الإعلان الذي أطلقته الحكومة الصينية ناجماً عن التوترات المتصاعدة مع تايوان، فيما رجحت تقارير صحفية، أن يكون سبب الإعلان ناجماً عن هطول الأمطار الغزيرة غير المعتادة، مما أثار مخاوف بشأن نقص الإمدادات، وهو كذلك أحد الأسباب الرئيسية لتقلب أسعار المواد الغذائية في الصين، التي ترتفع بشكل معتاد تقريباً مع اقتراب فصل الشتاء. وقد ارتفعت بالفعل أسعار الخضراوات خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات.
————————————
*رئيسة القسم الثقافي في “الدنيا نيوز”.