من العميد منذر الايوبي شهادة حق ويقين..!
بقلم: العميد منذر الايوبي
رفقآ به ان قلبت صفحاته تَّوأُدٌآ لا حفاظآ على الصفحات بل لما في اللب من مداد استنارة.. بريشة من طير أوز “هي لدى الخطاطين الاكثر قيمة، والاجمل شكلآ” خط ما في التجربة مدىٍ يقارب الاربعين، لونت احمرآ من شغاف القلب تاركة للبياض نقاء الضمير..!
أنّى لكتاب يترك على رفوف مكتبات هوس تجميع هواة او انتحال صفات، جهل او تناس ان “الكتاب بهجة الروح” على ما تقول الشاعرة Nikki Grimes ابنة حي Harlem NY الشهير .. اما المؤلَف موضوع المقال فمستعصى على غبار الرفوف نافذة مرفوعة الستائر منها يطل المواطن على وحدة مميزة في قوى الامن الداخلي.. انه كتاب «الشرطة القضائية في لبنان -حقائق وانجازات»، حيث الحقيقة عارية توأمة بين اشواك وعبق ورود؛ حافز من رغب إطلاعآ عن كثب، عمق اشباع فضول او ارواء قناعة تحكي رونق حكاية دارها منازل كثيرة..
في تاريخ الوحدة اوغل الكاتب حتى البدايات ١٨٦١ دون غِلٌّ او مغالاة، اضاء على محطات مشرقة والخائبة منها ثبتها عبرة لاصلاح..! في الفصول اخذ تاريخ الشرطة القضائية واختصاصاتها من اللب ما كفى ويزيد؛ اما ضريبة التركة فحملها ايمانآ بواجب تطوير ورفع مستوى وحدة امنية بالقدرات المتوفرة قناعة ان العلم سلاح توأم البندقية.. فأتى دأبه نقلة نوعية ولو جزئية من ذروة طموح .. في رئاستي قسم المباحث الجنائية الخاصة الذي يضم المكاتب المتخصصة الاربع (مكافحة الارهاب- مكافحة جرائم السرقات الدولية- مكافحة الجرائم المالية وتبييض الاموال- مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية) ثبُت بالوجه القانوني انه ركيزة اساسية ورافد مهم في مكافحة الجريمة ان لم نقل الاهم، فكانت رعايته عن يقين اذ اتقن باحتراف توجيه ودوزنة الاندفاع الجَموح للضباط والعناصر حالك تنفيذ المهام غوصآ في يَمِ الخطر..!
اولى قسم المباحث العلمية عنايةً ما نالها يومآ؛ مده بمصل كفاءة افتُقِدت، حوله حاجة وهو ضرورة اساسآ، لا فولكلور رداء ابيض يُرتدى ولا شريطآ اصفرا يحدد مسرح الجريمة وكفى؛ بل مكون اساسي يلتقط الادلة يحلل ويرشد الى الخفايا منارة تنير المحققين لتجاوز الفشل..! الخ..
في الاستراتيجية الامنية عمل على تطبيقها او تعديل قواعدها التزام سهم رامٍ ما اضاع الهدف مهما حاول ريح العصابات حرفه او المخلين بالامن كسره.. لا يمكن في العجالة هنا تجاهل مسلك الذهاب كما الأياب عند كل حضور الى مركز القيادة، خطأ القفز دون تعريج على القائد المساعد العميد خليل ابي راشد، العصامي النصوح، القارئ اسباب كل اجتماع رؤية ومعالجات ما استطاع سبيلآ، ذاك الضابط المحبب، كان مكتبه برزخ التقاط انفاس قبل الولوج، ونكهة القهوة لديه لطالما روت بعد ظمأ..
في السياق؛ وبصرف النظر عن المحبة والتقدير يفرض التجرد القول ان العميد انور يحيى شخصية ثنائية الابعاد، “قضية” تفرض نقاشآ عن دور مميز احترافي الأداء، مع نزاهة محيدة عن جدلية احتمال.. كما “معضلة” صعوبة عدم ادراك الغالبية دقة ميزانه في قراءة اداء الضباط وانتاجيتهم حيث القيراط لا يتساوى بمال القبان..!
أخيرآ؛ بالاحترام والود، المؤسسة الامنية صاحبة الصفحات ولبها، العميد يحيى من رحمها وليد بار ومع مسيرتها قائدآ صار..! الكتاب تاريخ الامس فصولآ وبنود.. توصيف مسيرة زادها خليط من جهد وعلم واخلاق.. سيبقى مرجعآ لاجيال حبره يروي انجازات ما خبت وشهادات ما انقضت..! بالصيرورة الزمنية تجربة لا تتكرر، اذ (لكل زمان دولة ورجال)..!
يقول نابليون بونابرت القائد العسكري الفرنسي الفذ «الحكمة الحقيقية للأمم هي التجربة»…!
بيروت في 23.04.2023