معتوق ل”اخبار الدنيا”: أتوقع ظهور مقاومة تستكمل تاريخ الليبيين مع الاحتلالات على انواعها
“الدنيا نيوز” – صوفية الهمامي
أعلن مندوب ألمانيا الدائم لدى الأمم المتحدة كريستوف هيزغن أن بلاده دعت إلى نشر مراقبين دوليين لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، مؤكدا أن العملية السياسية تظل ملكا لليبيين ولا مجال للإملاءات الخارجية.
وجدد هيزغن طلب بلاده بضرورة إخراج القوات الأجنبية من ليبيا، وهو ما أكده البيان الختامي لمؤتمر برلين 2 الأسبوع الماضي دون توضيحات.
واللافت ان الطرفان المتواجدان بقوة على الأراضي الليبية، روسيا وتركيا لم يوافقا على دعوة إنهاء تواجدهما العسكرى، فقد أعلنت تركيا تحفظها على عبارة “خروج القوات الاجنبية”.
وفي تصريح للمتحدث باسم الخارجية التركية، تانجو بيلغيتش قال : “أن بلاده أصرت خلال مؤتمر برلين 2 أن المساواة بين قواتها المتواجدة في ليبيا مع المرتزقة غير الشرعيين أمر غير مقبول”.
أما روسيا فعبرت عن رفضها المسبق لمخرجات برلين 2 بالتمثيل المحتشم خلال المؤتمر بحسب مراقبين سياسيين.
وكشف القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الأدنى جوي هود مساء امس السبت عن التواصل بين بلاده وروسيا بشأن ليبيا، قائلاً : “أظن أن هناك مساحة للتعاون ليس فقط على الجانب الإنساني ولكن على الجانب الأمني أيضا”.
وبشأن عدد القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة الأجانب في ليبيا، ذكر هود أن عددهم بالآلاف من كل جانب.
وفي السياق نفسه دعا البرلمان العربي اليوم الاحد المجتمع الدولي لدعم الجهود الليبية لإخراج المرتزقة من ليبيا لاجل سيادة الدولة الليبية والحفاظ على صون وحدة اراضيها .
وأوضح الإعلامي والمحلل والسياسي الليبي عبد الحكيم معتوق في حوار مع “الدنيا نيوز ” أن الروس لم يعلنوا بشكل صريح رفضهم لخروج قوات فاغنر من الشرق الليبي.
مضيفا : “في كل المناسبات كان المسؤولون الروس يعلنون عدم مسؤوليتهم عن شركة فاغنر، بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وكان آخرها تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف الذي قال أن هؤلاء لا يخضعون للحكومة الروسية، فيما يعتبر
العالم وبينهم اوروبا واميركا أن فاغنر تابعة لوزارة الدفاع الامريكية، عكس الوضع في الغرب الليبي، فالأتراك متواجدين بالغرب الليبي بشكل صريح.
ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار اكد خلال زيارته الأخيرة إلى طرابلس، على إن بقاء القوات التركية يستند على اتفاقية”.
وأشار معتوق إلى أن العالم اليوم بانتظار إعلان حكومة عبد الحميد دبيبة المطالبة بخروج كل القوات دون قيد أو شروط”.
وأظهر معتوق : “أن هذه الاستنسابية بوجود مجموعات جاءت بموجب اتفاق وأخرى لا، تحيلنا على توصيف أننا أمام مرتزقة شرعيين ومرتزقة غير شرعيين، وهذا جاء نتاج مذكرة التفاهم التي وقعها فايز السراج والتي لم يلغيها عبد الحميد دبيبة أو يعلق عليها، لذلك اعتبر الأتراك أن تواجدهم أمر واقع، حتى أن أردوغان أعلن قبل يومين أمام أنصاره أنه يقاتل لأجل قضايا عادلة، وهناك شهداء أتراك سقطوا في الحرب الأخيرة عندما تقدم الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر بإتجاه طرابلس، وقال وهو يتحدث عن الجيش السوري المعارض والقوات التركية “قتلنا مئات الليبيين” وهذا كلام بغاية الاستفزاز لنا نحن الليبيين”.
وردا على سؤال حول صعوبة إمكانية تأجيل الإنتخابات في حال عدم خروج القوات المسلحة والمرتزقة قال معتوق : “خروجهم او عدمه بيد الأمم المتحدة ومجلس الامن، هناك حديث واتفاق فرنسي أمريكي ان يتم الخروج خلال الثلاثة أشهر القادمة، وفي حالة عدم خروجهم لن توضع اَي قاعدة، لا دستورية ولا قانونية ولا العودة لدستور 51 ولا حتى لوثيقة فبراير ، ولكن بالمقابل وعلى الرغم من أن العالم وهنا أتحدث عن الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية فيها، هم يصرون على إجراء انتخابات، وأنا أتصور أنه لن تجرى انتخابات قبل خروج الفصائل المسلحة والمرتزقة، وإذا لم تخرج وفق اتفاقات الرأي العام الدولي ورغبة المجتمع الليبي، بقاءهم لن يكون آمنا، وأتوقع أن تظهر مقاومة والمقاومة ليست بالضرورة مواجهة عسكرية ولكن قد تكون هناك عمليات نوعية، من شعب مفقر وجائع وتتحكم في مصيره وثروته قوات أجنبية.
وهذا شهدناه عبر التاريخ مع حركة الجهاد الليبي منذ 400 سنةً على أيام غوما المحمودي ومنصور سوق الذيب وسيف النصر مرورًا بعمر المختار ورفاقه الفضيل بوعمر وغيرهم تركوا الأمر للتفاوض وحين ضاقوا ذرعًا بالقوات العثمانية تولدت حركة مقاومة وهذا المتوقع اليوم”.
وفيما يتعلق بتحرك المشير خليفة حفتر باتجاه الجنوب الليبي قال المعتوق : “تحرك في إطار التفاهمات الدولية ويبدو أن هناك أدوار تسند لدول الجوار مثل ما هو الحال بما تقوم به مصر ، واعتقد أن روسيا أسندت دورا للجزائر في المقابل، فتحرك الجيش الليبي باتجاه الجزائر وسيطرته على معبر حدودي قد يكون تحت غطاء امريكي، ويفسر على أنه مقاومة للارهاب والحد من تحركات الجماعات المتطرفة والحد أيضا من الهجرة السرية هكذا يسوقون”.
وأضاف : “هناك أدوار سوف تسند لدول الجوار سواء بالغرب أو الشرق الليبي، ولكن الدول الكبرى الفاعلة خلف الستار هما دون شك موسكو وواشنطن. والحالة الليبية مفتوحة على جميع الاحتمالات والأرضية هشة ورجراجة ولكن وفق مخرجات برلين الثاني والتصريحات المتتالية لوزراء الخارجية الدول الفاعلة، هناك نوع من الجدية في إخراج قوات المرتزقة من الجهتين.
ولا أظن العالم يقفز على هذه الجزئية ويذهب باتجاه إجراء انتخابات، لأنه يدرك جيدا أن وجود مرتزقة مع انتشار أسلحة بين أيدي الخارجين عن القانون سوف يربك المشهد السياسي ولن ينجح في إجراء انتخابات، فضلا عن ذلك وإذا لم يتمكنوا من اخراج هذه القوات المسلحة لا يعني انهم سوف يُرحلون موعد الانتخابات لانهم بذلك يعطون مبررا لبقاء رئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة و يطول عمر بقاءها كما حصل مع السراج”.
واشار معتوق الى ان: “المجتمع الدولي الان امام خيارين اما الدفع بخروج المرتزقة وتحفيز الاطراف السياسية لتجهيز قاعدة انتخابية أو أن يبحثوا عن صيغة بديلة، مع العلم أن بقاء الحكومة من عدمه لأنها ستفقد الفاعلية ولن تكون سلطة تنفيذية، لان البرلمان لن يوافق على التمديد ولن يمنحها ميزانية لتسيير أعمالها وهكذا سنعود للحلقة الاولى ولا اظن ان العالم سوف يسمح بذلك”.