مصادر رسمية ل”الدنيا نيوز”: تقرير التدقيق الجنائي فتحَ الصندوق الأسود القذِر على مصراعيه
خاص – “اخبار الدنيا”
افادت مصادر شبه رسمية موقعنا بان التدقيق الجنائي لم يفضح ارتكابات رياض سلامة وحاشيته فحسب، بل يبدو أنَّه فتحَ الصندوق الأسود القذِر على مصراعيه، مع كل ما يختزنه من جرائم مالية واختلاسات ومصادرة حق الشعب اللبناني بماله العام. لا بل أن تقرير التدقيق والذي يبدو أنه لا يستند إلا على جزءٍ من الداتا والمعلومات، فتح نار جهنم من الأوساط السياسية والإعلامية والنخبوية في لبنان والتي لا تزال تؤمن بفكرة الدولة والمال العام وتدافع عنها.
وقالت المصادر ان صورة أرقام الإرتكابات، مخيفة. كُلفة الهندسات المالية بلغتْ 76 مليار دولار. ماذا يعني هذا الرقم؟ بكل بساطة أنقذ رياض سلامة المصارف التي يشترك فيها جزءٌ كبير من السياسيين المنتمين ل”حزب المصرف”، على حساب الشعب اللبناني والمواطنين الذين ما زال قسم منهم يتحسس فقط للإعتبارات الطائفية، أو للدفاع الأعمى عن زعيمه، ولا يتقن كيفية مساءلة من سرق أمواله وهربها إلى الخارج ودافع عن المصارف. إلى ذلك، وحدها أرقام الرشوة العامة التي لجأ إليها سلامة لقطاعات واسعة من المجتمع اللبناني، تكشف حقيقة الأسطورة الخادعة التي صنعها لنفسه طوال عقود على أنه “المنقذ” و”الساحر”، في الوقت الذي كان فيه شريكاً للمرتكبين الآخرين من أركان المنظومة التي تستند على ركائز ثلاثة، السلطة السياسية، المصارف التجارية، مصرف لبنان.
وذكرت ان ما كُشف حتى الآن من التدقيق الجنائي، هو نقطة من بحر الإرتكابات. والأهم أنه يعزز الجو القضائي العام سواء في لبنان والخارج والذي يضيق على سلامة، لا لجعله كبش محرقة فحسب بدلاً من داعميه، بل لأنه يكشف شراكتهم العضوية معه منذ العام 1992.
هذه الصورة تمنح رصيداً هائلاً للقيادة التي بادرت إلى زرع التدقيق الجنائي مسماراً في نعش منظومة الميليشيات والمال الحاكمة منذ الطائف. الرئيس ميشال عون الذي هوجم من قبل أقذر آلة دعائية عرفها لبنان، هو من بادر وقاد ورسّخ حتى النهاية، ولم يغادر الولاية إلا وكان يقدم نجاحاً لا لشخصه أو مؤيديه، بل لجميع اللبنانيين. وإلى جانب الرئيس عون، قضاة نزيهون في طليعتهم غادة عون، التي تعرضت لحملة مماثلة إعلامية وسياسية تافهة وسخيفة بحجم مطلقيها، لا بل بحجم ارتكاباتهم وشراكتهم مع رياض سلامة وأمثاله وحماته.
وقد تلاحقت اليوم التغريدات والمواقف التي هاجمت سلامة ومن دافع وتواطأ معه. النائب اللواء جميل السيد تحدث عن إعلامي تمكن من السطو على 100 مليون دولار بفضل رياض سلامة… والوزيرة السابقة غادة شريم ذكّرت بالتلاقي بين الرئيس عون ورئيس الحكومة السابق حسان دياب في التوافق على الإصلاح ومواجهة المنظومة. أمَّا الوزير السابق للإقتصاد منصور بطيش فذكّر بما تعرض له من هجمات حين انتقد الهندسات المالية وكشف حقيقتها في العام 2019، وقبل بدء “17 تشرين”. ومن المتوقع أن يخلق هذا التقرير كرة ثلج، بين الداعمين والمتنصلين، وبطبيعة الحال ركاب الموجة الذين يستثمرون مبادرات غيرهم.
واعتبرت المصادر بان ميشال عون لم يكسِر المنظومة بالضربة القاضية، لكنه شقَّ طريقاً بتراكم الخطوات النوعية، طريقاً للأجيال المقبلة، لتحفظَ أنه الرئيس الوحيد الذي قاوم أشرس منظومة سرقة ونهب عرفها لبنان، وأن كل الأكاذيب تسقطها الحقيقة والواقع!”.