“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف*
نحو 31% من البالغين الأمريكيين ما زالوا عازبين. تفضيل حياة العزوبية خيار شخصي لكثيرين، أما لغيرهم، فإن سببه هو عدم العثور على الشريك المثالي رغم محاولات البحث المُضنية في الحانات والمواعدة على الإنترنت.
يوجد العديد من الناس الراغبين في الارتباط، إلا أنهم غير قادرين على إيجاد الشريك، فهم «عازبون بالإكراه». قد لا يدرك هؤلاء ما الخطأ الذي يفعلونه، تسلط دراسة جديدة الضوء على هذه المشكلة.
وفقًا لدراسة أجراها مينيلاوس أبوستوس من جامعة نيكوسيا، نُشرت في مجلة (Personality and Individual differences)، توصل العلماء إلى الأسباب الرئيسية لعدم قدرة العازبين على إيجاد شركاء. تبين أن السبب لا يقع دائمًا على عاتق الآخرين.
شملت الدراسة 1228 رجلًا وامرأة من أصل يوناني فوق سن 18 يتفاوتون في حالاتهم العاطفية. طُلِب من كل منهم الإجابة عن العديد من الأسئلة على الإنترنت للتكهن بدرجة تفردهم. تراوحت الأسئلة بين قدرتهم على المغازلة إلى قدرتهم على إدراك إشارات الاهتمام أو مقدار الجهود المبذولة في سبيل المواعدة. حُلِّلَت البيانات لإيجاد الرابط بين الحالة العاطفية والتغيرات في نتائج الاستبيان سواء أكانت العزوبية من اختيارهم أم جراء صعوبة في إيجاد الشريك.
أظهرت النتائج أن العامل الحاسم كان القدرة على المغازلة. حتى أن انخفاض القدرة على المغازلة بمعدل درجة واحدة فقط يترافق مع زيادة العزوبية بنسبة 50%. فالمغازلة هي عامل مهم في المواعدة التقليدية والمواعدة على الانترنت، ومن الواضح أنها تعيق الكثيرين عن تحقيق أهدافهم في الارتباط العاطفي.
جاء في المرتبة الثانية مدى قدرة المشاركين على تلقي إشارات الاهتمام من الشريك، وذلك مع وجود العديد ممن يعانون مشكلة في الثقة بمكانتهم لدى الآخرين. يعرف أي ضليع في المواعدة أن إدراك تلميحات الإعجاب هي الجزء الأصعب، خاصة أن البعض غير قادر على فهم التلميحات أبدًا مهما كانت واضحة.
سبب عزوبيتك هو فشلك في فن المغازلة.. هذا ما تقترحه دراسة جديدة – عدم العثور على الشريك المثالي بعد محاولات البحث المضنية والمواعدة على الإنترنت وُجِد أيضًا ارتباط العزوبية بمتغيرات أخرى مثل قلة الجهد المبذول في المواعدة إضافةً إلى الانتقائية في الاختيار.
نظرًا إلى فترة عزوبية كل من المشاركين، اكتشف الباحثون أن زيادة درجة واحدة في معدل القدرة على المغازلة أدت إلى انخفاض سنوات العزوبية بمعدل 102 سنة.
مثل أكثر الدراسات القائمة على إجراء الاستبيانات، قد تكون النتائج متحيزة ومتأثرة بثقة المشاركين بأنفسهم، إضافةً إلى أن المرتبطين بعلاقات عاطفية كانوا أكثر تشدُّقًا بمهاراتهم في المغازلة نظرًا إلى كونها ناجحة.
يقترح الدليل أنك إن عانيت في العثور على الشريك المثالي ، فرهانك الأفضل هو تحسين مهاراتك في فن المغازلة. فالجاذبية ليست هبة يتمتع بها الجميع، لكن الطرق الموضحة في هذه الدراسة هي أفضل الأدوات المتاحة لإيجاد الشريك المثالي، فلكل منا توأم روحه على كل حال.
بعيدًا عن الفشل في المغازلة، ما الأسباب الأخرى للعزوبية؟
الشعور بعدم الاستحقاق:
كيف تدرك ماهية ذاتك وقيمة نفسك وتقدّرها؟ حتى الدراسات المفصلة للمواعدة تُظهر أننا نميل إلى مواعدة أشخاص قريبين من مستوى ما نعتقد أننا عليه من جاذبية ودخل مادي ومستوى تعليمي، فنختار شركاء نعتقد أنهم قريبون من المستوى الذي نقيّم أنفسنا عنده.
إذن، كيف ترى نفسك؟ إن أحسست بخجل عميق حيال مظهرك الخارجي أو حيال أحداث وقعت في حياتك أو شعرت أن كينونتك مليئة بالصدوع، فإن هذا الخجل سيقضي على قدرتك على التواصل، أو قد يجذبك إلى أشخاص غير قادرين على الالتزام لأسباب مشابهة، أو لأسباب مختلفة تمامًا وإن كانت مألوفة. قد تشعر أن عارك وقبحك وخجلك الأليم يصعّب عليك إيجاد الرفقة، فتقول لنفسك: لمَ المحاولة؟ أو قد تشعر أن من هم في متناولك ليسوا من ترغب فيهم.
ربما جُرحت بقسوة في علاقة سابقة وما يزال الجرح مؤلمًا، ويأكلك الخجل لأنك رُفِضت، وتشعر بعدم الاستحقاق والتخوف إزاء مقدار الهشاشة اللازمة للوقوع في الحب مجددًا أو للمرة الأولى.
رغم هذه العراقيل، فإن لديك توق شديد للارتباط. قد يؤدي شعورك بعدم استحقاق الحميمية العاطفية إلى ممارسات تخجل منها، ما يؤدي بدوره إلى زيادة شعورك بعدم الاستحقاق، فهي حلقة معيبة وخبيثة. قد يصل عمق الإحساس بعدم استحقاق علاقة حميمية متبادلة بالبعض إلى البحث عن طرق أخرى للحصول على الحميمية تزيد من استحقارهم لذواتهم. فقد يشترون الحميمية بدلًا من تنميتها وفقًا لمؤهلاتهم لأنهم يشككون في جدارتهم بالحب، لذا يلجؤون إلى علاقات عابرة يرحلون بعدها.
الاحتياج الشديد غير المُشبَع:
مهما كان السبب وراء تعلقك الشديد، فإنه يدفعك إلى الاستحواذ على شريكك المستقبلي. لديك حاجة غير مُشبَعة ودائمة إلى الاطمئنان، فلا شيء يكفيك تمامًا أو يبدو جيدًا كفاية. تبتغي الإطراء بل تستجديه ثم لا تقبله عندما يُمنَح لك. يحول مقدار ما تشعر به من انعدام الأمان دون إنشاء علاقة صحية متبادلة. وتشعر أن المحادثات مع الشريك المستقبلي يجب أن تشمل الأسباب التي تجعله شغوفًا بك، وإلا ستشعر أنك غير محبوب. هذا الطلب مغرق بثقله، فينتهي بك الأمر وحيدًا ما يزيد من إحساسك بالتزعزع والعار والقنوط.
محاولة فهم سبب وصول حاجتك إلى الاطمئنان إلى هذه الدرجة الحرجة، قد تساعدك على التعاطف مع ذاتك. إدراك مدى تداخل احتياجك مع إيجاد علاقة والمحافظة عليها هي الخطوة الأولى لتطوير آليات صحية في البحث عن الاطمئنان الذي تتوق إليه من ذاتك أولًا وأخيرًا، ما يسهل المهمة على الشريك المستقبلي.