لكي لا ينزلق الحراك..
بقلم : د. محمد أبو علي*
أستهل كلامي بعدم الدعوة إلى تيئيس الحالمين بوطن جميل؛ لكنّني، وصونًا للأحلام من أن تفترسها الكوابيس أدعو إلى:
1- الابتعاد كلّيًّا من الشعارات الموبوءة التي تقوم على السباب والشتائم وأقذع الكلام.
2- التخفيف من المناخ الفولكلوري الكرنفالي الذي يجرف معه الجماهير، في لحظة احتقان؛ مع الإقرار بأهمّيّة هذا المناخ في زرع الفرح، وتقليص مساحة القلق؛ شريطة عدم المغالاة فيه.
3- إيقاف التفلّت الإعلامي المباشر، في بعض القنوات، والتوقّف عن استدراج الجمهور، من أجل تحقيق نسبة كبرى من المشاهدة؛ والاستعاضة عن هذا البثّ المفتوح باستضافة أهل الفكر في الاختصاصات كافّة، من مشارب متنوّعة، كي يسهموا من خلال مناقشاتهم في توجيه البوصلة توجيهًا موضوعيًّا.
4-عدم ترك قيادة الشارع خارج الاعتصام الى جمهرة من الذين يغتنمون غياب القانون، ليهيمنوا على النّاس، ويسلبوهم حريّتهم؛ والسعي إلى اختيار ثلّة من الشباب الواعي المثقّف، لكي يحسن التّعامل مع الجماهير، في سياق يحفظ الحريّة والكرامة
5-دعوة أهل الفكر الى التلاقي والحوار، وإصدار بيانات مشتركة، توزّع على المشاركين في الاعتصامات، بغية تشذيب هذا الحراك من الأخطاء التي تسيء الى الغاية المنشودة.
6-الابتعاد من منهجيّة الشخصنة، في التعبير عن معاناة القهر والحرمان؛ وطرح الأفكار الواضحة للمطالب، من دون استفزاز خصوصيّة الشرائح المجتمعيّة.
7- عدم الوقوع في شرك الشلليّة، من خلال توجيه كلّ شلّة سهامها نحو مسؤول ما، فتردّ عليها شلّة أخرى … وهكذا دواليك.
8-الابتعاد من نزعة الحقد والتحدّي في طرح المطالب، والانتقال من طفرة الأيام الأولى نحو مشروع رؤية، تبنى بهدوء ورويّة.
9-تعزيز مفهوم قَبول الآخر في الميدان، وخارجه؛ والابتعاد من منهج التكفير السياسي.
استنادًا الى كلّ ما مضى أدعو المستنيرين من أهل الحراك الى المبادرة في تنظيم هيّئة متابعة، كما أدعو السلطة الى التفاعل الإيجابي مع هذه الهيئة المقترحة، بغية الوصول إلى أفقٍ لحلّ يجنّب البلاد الوقوع في الضياع.
————————
* الامين العامّ لاتِّحاد الكتَّاب اللُّبنانيين