لبنان فكفكة الكيان وملامح الظهور..
بقلم العميد مُنذِر الايوبي*
اما وقد ثبت الأجر وعقدت الجلسة التشريعية الاولى في مقر البرلمان، بحضور شبه كامل لنواب الامة شيبهم وشبابهم؛ بدا المشهد سرياليآ بإمتياز، حيث ان القوالب النمطية والمعايير القائمة اظهرت ذكورية متجذرة تجاهلت قيمآ عليا سواء عن سوء فهم او قلة ادراك، تشكيك مبني على خلفيات قديمة او بدائية ساذجة في لا وعي تلقائي حاجة مزمنة لعلاج نفسي يفكفك عقد الأنا وعبادة الذات..!
في خلفية القاعة العامة كانت السفيرة الاميركية دوروثي شيا على وثير مقعد “اللوج”تشاهد لوحة صارخة متناقضة الالوان بعيدة عن التوضيحية غير المنمقة، في حين رسمت آلية التصويت تقاطعات ميتافيزيقية ماورائية تمزج بين البصري والغموض البناء..! اما التفسيرات التقليدية فشبه مبررات حنين الى بدايات غير محدثة، اعتياد رفع الايدي اكتفاء من لغة الجسد، اسلوب ملهم لاقرار القوانين او ترحيلها..!
في الخارج كل المخارج بلون الشحوار، النجمة تفتقد زبل الحمام و”براز الطير فأل خير”..! بين قمح يحترق وطحين يهرب يستعر الم الناس حد اللهب تجاهلآ وتجويع..! البنية الخرسانية تكاد تتهاوى بين ساعة واختها؛ تحول الحال الى بحث علمي عَلك واجترار حول صمود الكونكريت وتسارع زاوية الميلان في وحدة قياس بالمليمترات.. اهل الضحايا بين بقاء الصوامع او هدمها، على خط مواجهة مزدوجة سياسة وقضاء، لا مواربة في التفكير والاحتجاج، في البوح أو التمرد، ارواح الشهداء مسكونة بالبحث الحثيث عن الجناة، والعنفوان حركة دائمة من توثب وحماس؛ يبقى مخاض المشاعر استيلاد احاسيس، حالة عاطفية من توجسات او تحايل تفضح محاولات اخفاء حقائق إلتفاف عليها او تكميمها او حتى طمسها؛ ردة فعل تَموج على الحادث الجلل.. ..!
اهلا بهالطلة معجزة حضور والمهرجانات الفنية احتفالية، اما النوادي الليلية وبارات السهر فلها مع الفجر موعد..! بالتوازي موظفي القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين يقتاتون غضبآ دفين يتفكرون في رواتب كانت وبادت، معهم الشعب كله اجتماع فقر ووحدة معاناة..!
في الطوابير جمع طابور، اسلوب عيش لممارسة حضارية في المبدأ، نوع من انتظام الناس في صف انتظار او اكثر تلافي فوضى والوقت ثمين.. على النسق المحلي بات سلوكه ثقافة يأس محدثة تدفع نحو كفر بواقع وحياة.. ان تأملت منتظرا تراه في شرود يغذيه الوقوف الطويل تعبآ، التقدم بطيء مؤلم، الخطوة احتساب تقليص مسافة وعدد؛ بين الحر وافرازات العرق، التوتر يتهالك على الاعصاب وتبقى الخشية من اشكال او اشتباك ..!
في واقع السحق، آلية تفتيت صغير الحجر، كسارات تنهش القمم وتسحق بقايا عنفوان، البغايا في وضح النهار توقع اوراق التزامات او مناقصات وهمية، والسرقة سَحل مال على المكشوف؛ دفتر الحساب صفحاته يلتهمها فراغ والمربعات باتت خطوطآ افقيةً..!
في ظلام الليل انين سحقٍ يُسمع، طحن عظام الناس في معيشتهم وخبز العيال.. اما السحيق فصفة هوة لا قرار لها يسكنها وطن؛ ولا خلاص..! إن سحق النفوس لأخطر دق خلايا وطرق على ابواب العقول، شحن طائفي في كل حين ومناسبة، وللاحداث درها بمعنى ما اعجب فعلها من الناقورة الى النهر الكبير ومن المرفأ الى المصنع ذباب مذهبي يحرض يفتك بالوطنية يزايد بالايمان ويهشم القناعات.!
في السادية، وصف لذة ونشوة، تعذيب حد القتل اتقنته جماعة “اللي فوق” يمارس على اهل البلد جهارآ دون ندم.. فعل تفوق على خشية مقاربة متعة دائمة بالرضى المعيوب، حد ارتباط السادي بالمغتصِب وهو ما يبدو..!
تاليآ؛ يتفاقم الانفصال العاطفي ينتقل الى السياسي والمجتمعي والثقافي في حين صار الجغرافي شبه مطبق..! مراهقة في الحكم وضلالة في الاحكام، فكفكة كيان وتأسيس عقد سياسي جديد مطلب.. قد يكون التلافي بلامركزية فوق الموسعة وادنى من فدرالة ولو مقنعة..!
اخيرآ.. انها ملامح الظهور.. سلام يا مهدي انشودة ايمان لكل اسلام وصال الشوق للإمام الغائب؛ وللمسيح عليه السلام مجيئه الثاني بعد كل هذا الضيق هذه الآلام والرجاسات.. “عدو الخير كلما يدرك أن الرب قد اقترب مجيئه تزداد حربه ضد المؤمنين”..!
بيروت في 30.07.2022