“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف
140 مليار دولار تكلفة الكوارث في العالم خلال 2019 والاحتباس الحرارييسبب تداعيات عدة:
أشارت شركة إعادة التأمين السويسرية “سويس ري”، الى أن الكوارث الطبيعية، وتلك التي تسبب بها الإنسان، كلفت العالم حوالى 140 مليار دولار خلال العام 2019، لافتة الى أن التكلفة في العام 2018 كانت 176 مليار.
وكشفت الشركة، أنها وجدت في مراجعتها السنوية، أن الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير المدارية والفيضانات تسببت في خسائر اقتصادية بلغت 133 مليار دولار، معبترة أنه على الرغم من أن تأثير تغير المناخ على الكوارث الطبيعية لا يزال غير حاسم، إلا أن هناك أدلة متزايدة على أنه يتسبب في أخطار ثانوية متكررة وشديدة مثل المطر والجفاف.
كما أكدت “سويس ري”، أن مثل هذه المخاطر الثانوية، تمثل أكثر من نصف خسائر التأمين العالمية البالغة 56 مليار دولار هذا العام، بالانخفاض عن 93 مليار دولار في عام 2018، موضحة أن ألف شخص لقوا حتفهم أو اختفوا في كوارث في العام 2019.
هذا العام، ارتفعت درجات الحرارة العالمية إلى 1.1 درجة مئوية، أعلى من المستويات التي رأيناها قبل الثورة الصناعية، فمن حرائق الغابات في الأمازون، إلى موجات الحر في جميع أنحاء أوروبا، لتكون هذه الآثار المدمرة في جميع أنحاء العالم تحذيراً عالمياً بهذا الخصوص. وبحسب موقع «ميرور»، سلّطت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الضوء على بعض آثار ارتفاع درجات الحرارة في عام 2019، ونادت باتخاذ إجراءات مناخية عاجلة.
وقال السيد «أنطونيو جوتيريس»، الأمين العام للأمم المتحدة: “لقد كانت السنوات الخمس الماضية هي الأكثر سخونة على الإطلاق. إن العواقب بدأت تظهر بالفعل في شكل أحداث مناخية أكثر شدة، وما يرتبط بها من كوارث؛ من الأعاصير إلى الجفاف إلى الفيضانات، وحتى حرائق الغابات. أغطية الجليد تذوب، في جرينلاند وحدها، ذاب 179 مليار طن من الجليد في يوليو.. القطب الجنوبي يذوب ثلاثة أضعاف أسرع من أي عقد مضى. مستويات المحيطات ترتفع بشكل أسرع من المتوقع، مما يعرض بعض أكبر مدننا وأهمها اقتصادياً للخطر”.
كوارث طبيعية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة عام 2019:
الفيضانات
تلقت أجزاء من الولايات المتحدة وشمال كندا وشمال روسيا وجنوب غرب آسيا، أمطاراً مرتفعة بشكل غير طبيعي، مع متوسط 12 شهراً للولايات المتحدة المتجاورة من يوليو 2018 إلى يوليو 2019 وهو أعلى معدل على الإطلاق.
تأخرت الرياح الموسمية الهندية، بينما ضربت الفيضانات شمال الأرجنتين وأوروجواي وجنوب البرازيل، بعد أن كانت الأمطار شديدة في شهر يناير، وأصابت الفيضانات أجزاء من شرق إفريقيا في أكتوبر ومطلع نوفمبر.
الجفاف
كانت هناك ظروف جافة استثنائية في إندونيسيا، وأجزاء من حوض نهر الميكونج في آسيا، من منتصف العام فصاعداً، في حين أن ظروف الجفاف على المدى الطويل في شرق أستراليا الداخلية قد توسعت واشتدت في عام 2019، حيث شهدت البلاد أكثر الشهور جفافاً من يناير حتى أكتوبر منذ عام 1902.
كانت هناك أيضاً ظروف جفاف في أجزاء كثيرة من أمريكا الوسطى، حتى هطول أمطار غزيرة في أكتوبر، بينما شهدت سانتياجو، تشيلي، أقل من 25٪ من المتوسط طويل الأجل للعام حتى 20 نوفمبر.
موجات الحر
عانت أوروبا من موجتين حارتين في أواخر يونيو ويوليو، مع تسجيل الأرقام القياسية الوطنية في فرنسا، ألمانيا، هولندا ، بلجيكا، لوكسمبورج والمملكة المتحدة.
كان لأستراليا صيف حار بشكل استثنائي، حيث كان متوسط درجة الحرارة هو الأعلى على الإطلاق بحوالي 1 درجة مئوية، وكان يناير الأكثر سخونة في البلاد، حيث ارتفعت درجة الحرارة إلى 46،6 درجة مئوية في أديليد في 24 يناير، وهو رقم قياسي للمدينة.
حرائق الغابات
كانت هناك حرائق أكثر من المعتاد في سيبيريا وألاسكا، مع حرائق الغابات في أجزاء من القطب الشمالي، حيث كانت نادرة للغاية في السابق.
أدى الجفاف الحاد في إندونيسيا والبلدان المجاورة إلى موسم الحرائق الأكثر أهمية منذ عام 2015، وبينما كانت حرائق الأمازون التي أبلغت عنها البرازيل أعلى بقليل من متوسط العشر سنوات، شهدت أمريكا الجنوبية بشكل عام معظم حرائق الغابات منذ عام 2010.
الأعاصير المدارية
يعد إعصار «إداي» الاستوائي، الذي وصل إلى موزمبيق يوم 15 آذار/مارس، هو الأقوى، والذي عرفه الساحل الشرقي لإفريقيا، حيث تسبب في سقوط العديد من الضحايا، وتدمير المحاصيل، وتشريد السكان في مالاوي وموزمبيق وزيمبابوى.
أحد الأعاصير المدارية الأكثر كثافة هذا العام كان «دوريان» الذي يسير بخطى بطيئة، والذي تسبب في دمار هائل في جزر الباهاما، في حين تسبب إعصار «هاجيس» في فيضانات شديدة في اليابان في تشرين الأول/أكتوبر.
الصحة
تتعرض صحة الناس بشكل متزايد للخطر؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة القياسي، مع الوفيات الإضافية خلال موجة الحر في أواخر يوليو إلى أوائل أغسطس في اليابان، وفي موجات الحرارة الأوروبية.
التغييرات المناخية تجعل من السهل على البعوض نقل حمى الضنك، التي تأخذ في الارتفاع.
الأمن الغذائي
من المقرر أن تؤدي حالات التأخير في هطول الأمطار الموسمية في الجنوب الإفريقي، وفترات الجفاف الواسعة إلى خفض غلة محاصيل الحبوب و12،5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، في حين أن الوضع يتدهور في أجزاء من إثيوبيا والصومال وكينيا وأوغندا؛ بسبب سوء موسم الأمطار.
أسوأ فيضان خلال عقد من الزمان في أجزاء من أفغانستان في مارس، ومع استمرار تعافي العديد من المقاطعات من الجفاف الشديد في عام 2018، يواجه الآن 13،5 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي.
نزوح السكان
أجبر أكثر من 10 ملايين شخص على الانتقال إلى مكان آخر داخل بلادهم بين يناير ويونيو 2019، مع اضطرار سبعة ملايين من النازحين إلى مغادرة منازلهم نتيجة للكوارث، مثل إعصار «إيداي» في جنوب شرق إفريقيا، والفيضانات في إيران.
يمكن أن يزيد عدد الأشخاص النازحين حديثاً نتيجة لأحوال الطقس القاسية أكثر من ثلاثة أضعاف إلى حوالي 22 مليوناً، بحلول نهاية عام 2019.