“كذبة نيسان” كيف بدأت؟ ولماذا عاشت حتى اليوم؟
الدنيا نيوز – دانيا يوسف
يحيي الكثير من الناس حول العالم في اليوم الأول من شهر نيسان ما يسمى “كذبة نيسان”، التي لا تقتصر على الأفراد فقط، بل تشارك فيها وسائل الإعلام والصحف والسياسيون والمشاهير أيضا. ووفق العادة، يتعمد هؤلاء نشر أخبار ومعلومات كاذبة، ليس لها أساس من الصحة، لمجرد الدعابة والمزاح. فما أصل هذه الكذبة؟ وكيف بدأ تداولها؟
هناك روايات عدة تداولت أصل الكذبة، ولا يوجد حتى وقتنا الحاضر ما يؤكد أي منها، ولكن أكثرها شهرة وتداولا، أن مؤلف المجموعات القصصية والشعرية “حكايات كانتربري”، الشاعر الإنجليزي، جيفري تشوسر، أشار إلى قدم هذه العادة، عندما تحدث، في القرن الرابع عشر الميلادي، عن قصص تجمع ما بين الأكاذيب والأول من أبريل، وهي الرواية الأكثر تأكيدا من بعض المصادر.
وفي رواية أخرى، يقال إن كثيرا من الدول الأوروبية كانت تحتفل في الأول من نيسان في بداية السنة الميلادية، حتى جاء البابا غريغوري الثالث عشر في نهاية القرن السادس عشر، وأقدم على تعديل التقويم، ليصبح بداية العام في الأول من كانون الثاني، وأصبحت احتفالات الأعياد تبدأ في 25 كانون أول، كما هو متداول الآن. وهنا، أصبح الناس يسخرون من الأشخاص الذين ظلوا يحتفلون بالتقويم القديم، كونهم يصدقون “كذبة أبريل”.
في حين ذكرت مجلة هاربر الأسبوعية الأمريكية، أن هذه المناسبة تعود ربما إلى قصة نوح وسفينته. ودعمت الصحيفة أقوالها بقصة نشرت بإحدى الصحف البريطانية في 13 مارس 1976، جاء فيها أن النبي نوح أرسل حمامة لكي تخبره بمكان آمن لترسو سفينته فيه في حال حدوث الطوفان، لتعود الحمامة وتقول له إن الطوفان خلفها، وهو ما سخرت منه باقي الحيوانات، وبحسب المصادر فإن ذلك اليوم صادف اليوم الأول من نيسان.
أشهر الكذبات في أبريل
واحدة من أشهر كذبات الأول من نيسان، هو ما نقلته وكالة “أسوشيتيد برس” عن أستاذ التاريخ في جامعة بوسطن جوزيف بوسكن، ونقلته عدد من وسائل الإعلام الأخرى، أن أصل كذبة نيسان تعود إلى القرن الرابع ميلادي في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين، عندما قال مهرج القصر “كوغل” أمام الإمبراطور، إن المهرجين باستطاعتهم حكم البلاد بشكل أفضل من الإمبراطور. وهنا أقدم الإمبراطور من باب التسلية على تعيين “كوغل” إمبراطورا ليوم واحد، هو الأول من نيسان، إذ اتخذ المهرج من هذا اليوم يوما لنشر التسلية والسخرية في أنحاء البلاد، وبدوره أعجب الإمبراطور بهذه الفكرة وجعلها تقليدا لكل الأعوام في اليوم ذاته.
إلا أن ما لم تعرفه حينها وكالة “أسوشيتيد برس” أن البروفيسور بوسكن اخترع القصة، وأنها وقعت في فخ “كذبة نيسان”.
ومن أشهر الأكاذيب التي تعرض لها الشعب البريطاني، تلك التي كانت في عام 1860، عندما وصل المئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة، تحمل دعوات إلى مشاهدة الحفلة السنوية “لغسل الأسود البيض” في برج لندن، وهنا توافد الكثير من الجمهور بسذاجة لمشاهدة الحفلة الكاذبة.
أما كذبة “معرض الحمير” فهي التي لا يمكن أن تنساها أوروبا، فهي الأشهر هناك، حيث أطلقت صحيفة “إيفند ستار” الإنجليزية عام 1746، إعلانا في الأول من نيسان، يفيد بأنه سيقام معرض لمشاهدة الحمير في إحدى المدن الإنجليزية، وهكذا احتشد مجموعة كبيرة من الناس وظلوا ينتظرون المعرض، لكن مع مضي الوقت اكتشفوا أنهم جاءوا ليشاهدوا أنفسهم وكأنهم هم “الحمير”!
وفي رومانيا، قام رسام مشهور برسم ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة، على أرضية أحد المتاحف في العاصمة، وحينها كان الملك كارول في زيارة للمتحف، عندما طلب من أحد حراسه النزول لالتقاط الورقة النقدية، ليكتشفوا أنها كذبة.