قراءة العقول …
بِقَلَم ألعَميد مُنذِر ألأيوبي*
إستيقَظَ مَسار ألوَعي ألجَماهيري بَعدَ إفقارٍ وَ هَدرٍ وَ فَساد وَ تَنمُر و إهمال وَ ، وَ إلخ .. إستَمَر عُقودَآ مِنَ ألزَمَن كُبِلَ خلالها ألشعب أللبناني بقيودٍ مِن أغلالٍ طائفية بَغيضَة مُتواريَة خَلف إقطاعياتٍ فاجرة و إيديولوجيات عفَّ عَنها فَلاسِفتها و عَفى عَليها ألزمَن ،، تزامَنَت مع نَهشِ ألطَبيعة جِبالآ و وديانآ
و غَابات هَتكُ عُذريةِ بَحرٍ و سماء إغتِصابُ مالٍٍ و إنهيارُ نَقدٍ تنازُلٍ عَن سيادَة و تَهاونٍ في حِفظِ كرامَة ..! ألكَسارات و ألمَرامِل قَضَمت و طَحنت صُخورآ أزلية من عُمر ألزمان ،، أما ألوديان و ألغابات فَ إحتَرَقَت أو أُحرِقَت عَمدآ فَبدا هيكل سليمان وَحيدآ باكيآ على جُذورِه ،، ألبَحر شَواطئه سُلِبَت و ألرِمالُ سُرِقت أما مِياهَه فَإبتُذِلَت و أعماقِه مِنها ألعَوالِق هَجَرت و مَغاوِرَهُ خَوَت ألأجواء مَفتوحة و أجنِحة ألأرز إستَفرَدَت بألمُغتربين ألمُهاجرين أسعَارُ تَذاكِرها أما ألمُقيمين إن كانوا على سَفرٍ فَ جيوبهم عُفِرَت إلى أن بانَت ثُقوبَها ،، صَيرَفاتٌ وَ هَندَساتٌ وَ أدواتٌ ماليَة مُستَقاةً فُنونآ “لوبينية” Arsène Lupin إبتَكِرَت ما هَبَ وَ دَبَّ مِن فَرَمانات لِخَزَنَة ألخَزينَة حَتى باتَت أل ATM مِن شَبيهاتِ “هوفر” Hoover إن أغتَصَبت “نِكْلَةٌ” شُفِطَت من يَدِ فَقيرٍ بَكَت ؛ أما ألحُريَة وَ ألإستقلال فَ وِجهَة نَظَر مِن ضمنَ (نَظَريَة الاحتِمال) في عُلوم ألرياضيَات Probability theory حَدَثٌ عَشوائي أو غَير مؤكَد ..!
هي جُموع ألدُموعٍ في ألشَوارِعِ و ألساحاتِ فاضَت ..! إذ ألأجساد خَيالاتٌ ألأذرُع سَقَطت و ما إلتَقَطها مَهراجا .. مُهَرِجين هَرَجوا تَسَيَدوا جَلسَاتً في عِزِ ألهاجِرَة و ألوطَنُ هَشير .. شَحَذوا عُقولهم فأصْدَروا أوراقَ هَذيانٍ رَماديَة ، ثُمَ أعلَنوا أنَ ألثورَة غَوغاءٌ لَم تُولَد مِن رَحمِ ألأحزانِ وَ ما إستَحوا ..!
مُغتَصَبي كَراسي ألخَزَف – Keramos بألسنسكريتية Sanskrit- وَ ألخَزَف أقدَم ألحِرَف ، أما ألمُتَرَبعينَ في بَعضِ أحضانِها فَهاجِسهُم إلبَاسِ حُماةِ ألديار “ألشيفون” Chiffon ألشَفاف بَديلَآ عَن ألقُطني ألمُرَقَط لِخوذاتِهِم ألفَ أَلفُ سَلام ، إن إرتَضوا لا حَولَآ و لا قوَةً فَهَذِهِ قوَة !! أَٰ يَسرُجونَ خُيولَهُم أَٰم يَشهُرونَ بَنادِقَِهُم بِوَجْهِ آبائِهم أشقائِهم أولادهم و ألأُمَهاتِ حَنان ..؟
سِلسِلَةٌ بَشَريَة بِعُمرِ ألورود مِن نُخاعِ عَظْمِ الوَطَن مَشبوكَة ألأيدي مَسبوكَةً وَعيَآ شَبابيَآ مُستَقبَليآ إن زُرِعَت “خَزعاتَه” biopsies في عُمقِ ألنِظام لأجتُثَ خَلاياهُ ألخَبيثَة و ألشِفاءُ قَريب ..! إهتِماطُ مالِ ألعَامَةٍ و إستِلابُ فَوائِدٍ بيكارَها أَغَوَى كُلَ عُهود فَكَفَرَت بِهِم و إضمَحَلَت ألثِقَة مَهما وَعَدوا أو أعَدوا ..!
لَطالَما عَشعَشَت في زَوايا ألمَكاتِب وَ ثَنايا ألمَلَفات سُلالاتٌ مِن بَكتيريا مِجهَريَة مُتُغَيرة نَمَط ألعَدوى
لَا تُجدِ مَعها مُضاداتً قَضائية حَيويَة أو مَسلَكيَة ألهَويَة ..! و إذ أتقَنَت جُموع ألثائرينَ قِراءَة هَشاشَة عُقولِهِم صَاحَت بِملءِ ألحناجِرِ ليسقُط ألجَميع ؛ حَتمِيَة صِراخ ألشَعبِ قَرار فَ (ألدَمعُ لا يُكَفكَف
و كُلُنا في ألهَمِ شَرقُ) أحمد شوقي ..!
تَظاهُراتٌ عَمَت و إحتِجاجاتٌ عُمِمَت في عُمومِها لا تَمييزٍ بين مواطِنٍ و آخَر ، لا طَبقيَة إجتِماعيَة كَذَلِكَ
لا تَمايُز طائِفي أو مَذهَبي دَلالاتِها قَناعَة ألتَغيير وَ عُمقِ ألأزمَةِ ، في ذاكِرَتهم ألمُخَزِنَة ظَهَرَت قُدُرات ألإستيعَاب و إستِرجاع حالاتهم ألشعورية بِما أصابَهُم مِن ألأوليغارشية ألحاكِمَة عَلى مَرِ عُقود ..!
تَرَدُدات مُعالِجات ألتَرميز Crypto processors و إسترجاعِ ألذاكِرَة وقائع و معلوماتٍ أسى وَ ضَنى حَياتِهِم أفرَزَت فَجأةً وَ عَفوَآ إيعازاتً فيزيائية “ألمَيدان” و كيميائية “ألإنتِفاضَة” بِألثورة فَبَدا “ألواتس آب” إشارَةٌ مُحَفِزَة لِلخَلايا ألعَصَبيَة في جِزء ألدِماغ ألأمامي “ألحَصين” Hippocampus ..!
بِألمُقابِل ، فإن إضطرابات فِقدان ألذاكِرَة “ألزهايمر – باركنسون..” في مَرحَلَة شَيخوخَة ألنِظام مُقلِقَة حَيثُ تُظهِرُ عَجزَآ في ألمَهام ألتي تَستَوجِب مَعرِفَة ألتَرتيب ألزَمَني لِلأفعال ألمُستَقبَليَة وَ نَتائِجها ..
أما مُتلازِمَة “كورساكوف” Korsakoff syndrome عَلى ألصَعيد ألوَطَني فَمنتَشِرَة في مُعظَم ألإدارات
وَ هَذِهِ ألأخيرة تُعاني نَقصَآ حَادآ في مادة “ألثيامين” Vitamine B1 مُتَسَبِبَةً أعراضَآ كَ (فِقدان ألذاكرة- ألحيرَة- نَقص بُعد ألنَظَر مستقبلآ – ألسَلبيَة) لِمُعظَم ألمَلفات وَ ألقَضايا ؛ في حين أن ألتَسَمُم ألزِئبقي Mercury Poisoning “معرفة أنْماطِ ألفَسادِ و طَرائِقَهُ و أدواتَهُ ” فَعَميمٌ عِلاجُهُ جِراحيٌ ..!
في هَذِه ألعَجالَّة وَصفَآ وَ تَشبيهآ وَ إختِتامَآ ؛ “سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍيَنقَلِبُونَ” (227) .. ألفُرصَة ألأخيرَة ألآن وَ لَيسَ غَدَآ ، إن أجادوا قِراءَة ألعُقول وَ تَبَصَروا أن ألتَغيير أمرَآ لا مَناصَ مِنهُ وَ أن رِهانَاتِهِم على عَامِل الوَقت أو تَمريرِ خُروقات مَدروسَة لِلصُفوف و إستِفراد مَجموعات ألحِراك مَناطقيآ
أو طائِفيَآ لَن تُجدي نَفعَآ فَحَسَنَآ يَفعَلون ؛ إذ أنَ ألذاكِرَة حَيَة مُنتَعِشَة سَليمَة لدى مَن إستوطَنوا ألطُرُقات وَ زَمَنيَة مئوية لُبنان ألكَبير لا تُساوي ثانيَة مِن عُمرِ الزَمَن – حَذارِ ألثواني ..
بيروت في 01.11.2019